اتحاد الكرة والمأزق الجديد
الإثنين, 19-يناير-2004بقلم: محمد ناصر القيداني -
تقوم اللجان الفنية في جميع اتحادات الكرة من بلدان العالم من أجل وضع الخطط والتصورات الفنية لطرق إعداد منتخبات بلدانهم. سواءً على مستوى المنتخب الأول أو الشباب أو الناشئين كما أنها تضع خططاً منهجية لتطوير أداء فرقها الوطنية سواءً الخطط التي تتضمن ما يتطلب من الاتحاد خلال أعوام أو الخطط التي تشمل المنافسات خلال عام واحد متضمنة أي مفاجآت بمعنى أنها قابلةٌ لأي تعديل في حال وجود أي اهتزاز في مسيرة المنتخب أو أي من المنتخبات الأخرى لبلدانهم.
لكن هل نقول بأن اللجنة الفنية في اتحاد الكرة قد وضعت الخطة المناسبة والتي تتضمن كيفية الارتفاع من مستوى الكرة اليمنية من خلال المنتخبات وذلك وفق المنافسات القارية؟ أم أن خططها آنية؟ فبعد عودة المنتخب من كأس الخليج السادسة عشرة والتي انتهت في دولة الكويت الشقيقة، قد لا يختلف اثنان بأن اتحاد الكرة في بلادنا قد وقع في مأزق جديد شبيه بسابقه. فعندما عادت بعثة المنتخب الوطني من التصفيات التمهيدية لمجموعتنا والتي ضمت إلى جانب بلادنا السعودية وأندونيسيا وبوتان والتي تأهل عنها كل من السعودية متصدراً للمجموعة وأندونيسيا وتلك الهزائم التي جعلت حال كل رياضي في بلادنا يرثي لحال الكرة في المنتخب الأول. متسائلين: كيف سنخوض تصفيات كأس الخليج والفارق الزمني بين تمهيدات السعودية وكأس الخليج ما يقارب الشهرين! فعلاً صدقت ظنون الأكثر تشاؤماً.
فالهزائم في كأس الخليج أصبحت بالجملة. والشباك مثخنة بالأهداف والروح المعنوية محطمة والاتحاد أصبح واقعاً بين السندان والمطرقة. فإذا كانت اللجنة الفنية في الاتحاد لم تستطع إيجاد أقرب الحلول للخروج بالمنتخب من دوامة هزائم التصفيات الأسيوية حتى نتفادى ما حدث في خليجي 16 فكيف سيكون حال الجماهير الرياضية وكل إنسان محب لوطنه في تصفيات كأس العالم في مجموعة بلادنا؟ والتي تضم إلى جوار منتخبنا الوطني كلاً من الإمارات وتايلاند وكوريا الشمالية والتي ستنطلق التصفيات لها في منتصف الشهر القادم أي بعد حوالي شهر من الآن. كيف ستكون الخطط المقدمة من اللجنة الفنية لقيادة الاتحاد؟ وما هي الحلول والتصورات التي سوف تقدمها على طاولة الاتحاد؟
حتى نستطيع الخروج بنتائج مشرفة لبلادنا -من جانب- ونحسن تصنيف منتخبنا في النشرة التي تصدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"- من جانب آخر.
فمن خلال ما تناولته وحاولت إيضاحه. هل نقول بأن اتحاد الكرة في بلادنا قد أصبح في مأزق جديد.
الجواب نعم. فالوقت قصير وطريقة لعب الفرق من تصفيات الخليج والخطط التي يضعها المدرب "ميلان" لا تبشر بخير.
حيث أن الانسجام غير واضح بين اللاعبين من خلال الدفاع القادر على إغلاق منطقة لا بأس به من اللاعبين في الفرق المنافسة من جانب والهجوم المرتد الخاطف، وبكم لا بأس به من اللاعبين. كما أن التمرير للكرة بين لاعبي المنتخب في مجمل المباريات مقطوعة من المنافسين. فمن ضمن السلبيات التي لعب بها المدرب "ميلان" هي تغيير مراكز عدد من اللاعبين، بحيث جعلهم يلعبون في مراكز لم يلعبوا بها من قبل.
والمدرب الآن يريد البحث عن لاعبين آخرين. وكما يصرح بأنه لن يبقي إلا مجموعة قليلة فكيف سيعدهم والأيام تمضي مسرعة نحو انطلاق التصفيات؟
فهل تستطيع اللجنة الفنية لاتحاد كرة القدم أن تخرج الاتحاد من مأزق حقيقي. فالشارع الرياضي لن يتقبل ما حدث في السعودية والكويت. فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. فمن يقطع الآخر الوقت أم اللجنة الفنية؟