إنجاز وطني عظيم
الإثنين, 19-مايو-2008المؤتمرنت - انتخاب المحافظين استحقاق ديمقراطي إنجازه مثل – بكل المقاييس – انتصاراً وطنياً يدون في سفر تاريخ بناء اليمن الموحد ودولته الديمقراطية الحديثة بأحرف من نور.؛ والانتصار الذي نقصده لا يندرج مطلقاً في خانات المواقف السياسية الصغيرة أو المزايدات الرخيصة ولا يأتي في إطار لعبة رمي الكرة في مرمى المحكومين بالحسابات الحزبية والشخصية الضيقة من أصحاب المشاريع التفتيتية العازفين على أوتار الفرقة والتشظي المهترئة بالدعوة إلى الطائفية والمذهبية والمناطقية مستحضرين الماضي الإمامي الاستعماري التشطيري في أسوأ ماضيه بديلاً عن تلبية متطلبات الحاضر وإنجاز مهام المستقبل التي تعني لوطن (22) مايو وأبنائه النماء والازدهار والرفاهية.
هذه هي المعاني التي خلص إليها المتابعون لمجريات العملية الانتخابية لأمين العاصمة والمحافظين والنجاح الذي حققته منتقلة بالمسار الديمقراطي إلى مستوى نوعي جديد يؤكد أن شعبنا وقواه الحية الخيرة بقيادة زعامته الوطنية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح انتصرت لخياراته الوطنية الكبيرة وأن هذا الإنجاز ينبغي أن يسجل لحكمة صانعة ونظرته الثاقبة المستشرقة للآتي برؤية استراتيجية استباقية تستوعب المعطيات وتستقرئ المتغيرات بوعي يدرك ما ينبغي القيام لتتمكن اليمن من امتلاك زمام المبادرة في مواجهة التحديات والأخطار مجنباً اليمن منزلقاتها ومنعطفاتها الحادة لتجاوزها لفتح آفاق أوسع للتطور والتقدم السياسي والاقتصادي الديمقراطي والتنموي باحثاً عن أفضل السبل لتعزيز الأمن والاستقرار الذي هو الأساس للنهوض والبناء والرقي الذي تنشده الشعوب والأمم الحية.
في هذا السياق ينبغي التعاطي مع التحول الديمقراطي الذي مثله انتخاب المحافظين وما شكله من نجاح لا تتوقف قراراته المتأنية عند حدود بعده الوطني على الديمقراطية والتنمية بل تمتد إلى استنتاجات ترتبط بالمشهد السياسي في الساحة اليمنية ليكشف لنا بوضوح أن مشروع بناء اليمن الجديد أقوى من أن يوقف تقدمه إلى الأمام ائتلافات وتحالفات المتناقضات لقوى التضاد السياسي التي يجمعها البؤس والانتهازية، والابتزاز السياسي لتندفع وراء رهاناتها الخاسرة لنتبين في عدم تعلمها من سقطاتها المتوالية عجزها عن استيعاب المتغيرات ومواكبتها لتخرج من شرنقة التطرف والتآمر والتفكير الشمولي لتجد أن البساط سحب من تحتها دون أن تشعر بسبب إيغال الوهم في عقول قياداتها بإمكانية نجاح مشاريعها الصغيرة التي تلاقت داخل إطار (المشترك)، في سياق مفاهيم جهوية مناطقية مذهبية متخلفة لم تعد تلقي قبولاً عند أحد حتى داخل تكويناتها المختلفة، من القاعدة إلى القمة، وهذا هو حال اللقاء المشترك من حوثيين وإرهابيين ومتطرفين يمينيين ويساريين تجاوزهم سياسياً ووطنياً أبناء اليمن.. بما فيهم المحسوبون على هذه الأحزاب والذين أدركوا بحسهم الوطني ووعيهم المتقدم أنهم يسعون إلى جر اليمن إلى متاهات نهايتها الفوضى والخراب والدمار، لنجدهم مصطفين مع كل الغيورين والشرفاء في هذا الوطن من أجل المستقبل بدوافعه القائمة على أساس الأمن والاستقرار والتنمية والديمقراطية.. وهذه هي الحقيقة الساطعة التي أظهرتها انتخابات المحافظين والتي شارك بفعالية فيها أعضاء المجالس المحلية والمحسوبين على أحزاب اللقاء المشترك لتجد قيادة تلك الأحزاب أن المقاطعة لم تؤد إلا إلى المزيد من إحكام طوق العزلة الذي فرضته على نفسها؛. والنهاية أنها ستجد نفسها تغرد ليس فقط خارج السرب وإنما بدون سرب.. أما الوطن فسوف يواصل مسيرته إلى الأمام ولو كره الناعقون.