غانم: حرب صيف 94م كانت خطة الاشتراكي والحوار مع بعض العناصر في الخارج لم ينقطع
الإثنين, 20-أكتوبر-2008المؤتمرنت -حاوره/ محمد انعم - يراهن المؤتمر الشعبي العام كحزب رائد حاكم على توجهاته في المرحلة الحالية على الطريق للاستحقاق الانتخابي القادم إبريل 2009م.
ويؤكد الأستاذ عبدالله أحمد غانم عضو اللجنة العامة رئيس الدائرة السياسية في حوار مع "الميثاق" .. أن أحزاب اللقاء المشترك تمارس لعبة تضييع الوقت مع المؤتمر الشعبي في عملية الحوار، معتبراً أن تصريحات القيادي الاشتراكي حيدر العطاس المعبرة عن النهج الانفصالي ليست بجديدة على شخص عرف بذلك ويقود تيار انفصالي من الخارج.
مؤكداً على تطورات جديدة ستشهدها العلاقة بين المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني ، دون أن ينفي عودة بعض العناصر المعارضة من الخارج في الفترة القادمة.
نص الحوار
• ما تقييمكم وقراءتكم للمشهد السياسي حالياً.. وما رؤيتكم لبيان الحزب " الاشتراكي الأخير؟
- الحقيقة المشهد السياسي في شكله العام تغلب عليه أجواء الاستحقاق الانتخابي والمتمثل في الانتخابات النيابية والتي ستجري في إبريل من العام القادم 2009م وما يجري في إطار ذلك من حديث حول إمكانية استئناف عملية الحوار بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب "اللقاء المشترك"، كما يعتمل في المشهد السياسي صورة واضحة عن بدء عملية التحالف بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المجلس الوطني للمعارضة وبقية الأحزاب التي أعلنت تحالفها مؤخراً تحت تسمية " التحالف الوطني الديمقراطي" ، ومن المتوقع أن يشهد إجراءات ملموسة خلال الأيام القادمة.
أما ما يتعلق بما جاء في بيان الحزب الاشتراكي اليمني بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني والمتزامن مع ذكرى ثورة (14) أكتوبر المجيدة، فإن التعليق على هذا البيان لا بد أن يأخذ في الاعتبار أيضاً التصريح الذي أدلى به أحد أبرز القياديين في الحزب الاشتراكي اليمين وهو حيدر أبو بكر العطاس والذي جاء تصريحه متنافياً مع ما جاء في يبان اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، حيث أكد بيان اللجنة المركزية على واحدية الثور اليمنية ووحدة الشعب اليمني، والأرض اليمنية.
بينما تصريح العطاس جاء منافياً لذلك، إذا أعاد إلى الأذهان ما كان يردده عملاء الاستعمار وإذنابه السابقون الذين لا يؤمنون بوحدة الشعب اليمني، ولا الثورة اليمنية ولا الأرض اليمنية، كلام العطاس يدل أنه ليس تصريحاً شخصياً ونحن نعتبر تصريح العطاس ليس مجرد رأي شخصي وإنما هو يعبر عن تيار داخل الحزب الاشتراكي اليمني أصبح يجاهر بالحديث عن الانفصال بعد أن كان يقول ذلك على خجل.
أما بيان اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني فعلى الرغم من أنه اكد على أهمية الوحدة لكنه لم ينس الرغبة الدفينة التي تحملها بعض قيادات اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بإعادة الكرة لمحاولتهم البائسة في العام 1994م بإعلان الانفصال، وقبل ذلك الإعلان استعد لذلك الانفصال استعداداً معنوياً ومادياً وعسكريا.. بذلك ساهم الحزب الاشتراكي اليمني ليس فقط في الإعداد وإعلان الانفصال وإنما أيضاً ساهم في إشعال الفتنة والحرب واستحق بسبب فشل محاولته الانفصالية أن يكون معزولاً عن الشعب وأن يتجرع مرارة هزيمته التي خلق ظروفها بنفسه، والحزب الاشتراكي اليمني ببيانه ذلك وان حاول أن يبيض صفحاته السوداء القديمة إلا أنه نسي أو تناسى ما أدت إليه تجربته في الشطر الجنوبي سابقاً من أسوأ حرب أهلية شهدتها اليمن ممثلة في أحداث يناير عام 1986م وما تلاها من تصفيات جسدية ونفي لعدد واسع من القيادات السابقة للحزب الاشتراكي اليمني، وليضع الحزب نهايته بيده، أضف إلى ذلك أن ذكر الحزب الاشتراكي لحرب عام 1994م باعتبارها هجوماً من الطرف الآخر الشريك في الوحدة. فهو في ذلك لم يكن أميناً ولا دقيقاً لأن حرب صيف عام 1994م نشأت تنفيذاً لخطة الحزب الاشتراكي اليمني والمقرة من مكتبه السياسي ولجنته المركزية في ذلك الوقت بشأن الإعداد لتمزيق اليمن وفصل شماله عن جنوبه، وبذلك قامت حرب 1994م وكانت هي التي حافظت على – الوحدة اليمنية ورسختها أكثر في قلوب الشعب اليمني شاء ذلك الحزب الاشتراكي أم لم يشأ، ذكر الحزب الاشتراكي ذلك أو لم يذكره فإن الوقع يعرف هذه الحقيقة فالشعب يدرك أن الحزب الاشتراكي هو من تسبب عن عمد في تلك الحرب وما خلفته من شهداء وجرحى بالآلاف من أبناء الوطن الذين دافعوا عن الشرعية الدستورية والوحدة والحفاظ عليها وكذا الخسائر والدمار لمقدرات الوطن وممتلكاته.
ورغم ذلك لم يتعرض الحزب الاشتراكي اليمن للإقصاء أو التهميش من قبل المؤتمر الشعبي العام، وإنما هو من أقصى نفسه بارتكابه جريمة الانفصال هو من أقصى نفسه بارتكابه جريمة الانفصال هو من أقصى نفسه عن السلطة لأنه وقف ضد الشرعية الدستورية وضد إرادة الشعب المعبر عنها في مجلس النواب،، وهو من وقف ضد الثورة اليمنية وواحديتها لأنه أشهر السلاح في وجه الشرعية الدستورية وأشهر السلاح في وجه الوحدة اليمنية، لذلك لا ينتقد الحزب الاشتراكي إلا نفسه ولا يلوم إلا قيادته التي ذهبت إلى مزبلة التاريخ.
النهج الانفصالي:
• تحدثتم عن توجه العطاس الانفصالي.. هل العطاس أصبح يشكل ويمثل تياراً انفصالياً في الخارج ويقود جماعة لهذا الهدف.. خصوصاً أنه بدأ ينشط في ذلك؟
- الحقيقة أن العطاس عندما يردد بين حين وآخر التصريحات المسيئة للوحدة اليمنية فإنه بالطبع يخدم جهات محددة وهو يعرفها جيداً لأن هذه التصريحات التي يطلقها ويتناقض فيها بين وقت وآخر لا تدل إلا على هذا المعنى أي أنه يخدم جهة معنية تدفع له كي يدلي بتلك التصريحات ويقوم بتحركات هنا أو هناك.. وقبل حوالي ستة أشهر ذكر العطاس على إحدى الفضائيات أن أكبر خطأ أرتكبه الحزب الاشتراكي هو قرار الوحدة، وتصريحه هذا الأسبوع يأتي في ذات السياق، هو يلتقي في ذلك مع جزء من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، ومع جزء من قيادات ما يسمى بالحراك الجنوبي، هؤلاء يرددون نفس النغمة وهي نغمة عملاء الاستعمار التي كانوا يرددونها قبل انطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر ويريدون من خلالها أن يضللوا الشعب لكي يقولوا إن لديهم قضية وطنية في حين أن ليس لديهم إلا قضية جيوبهم، هذه المحاولات لن تنطلي على شعبنا اليمني الذي شب عن الطوق ويعرف تماماً من يريد العودة بعجلة التاريخ إلى الوراء.
* لكن يلاحظ ان هؤلاء دائماً يقدمون أنفسهم كأوصياء على المحافظات الجنوبية والشرقية.. ويتجاوزون كل القيادات والرموز الوطنية الموجودة الآن في الحكم؟
- عندما كان المناضلون الحقيقيون يحملون السلاح في وجه المستعمر كان هؤلاء مجرد نكرات، وعندما كانت جماهير الشعب تناضل من أجل تحقيق الوحدة كان هؤلاء أيضاً نكرات، وعندما كان الشعب في الشمال والجنوب يهتف للوحدة اليمنية كان هؤلاء يتوارون في الشوارع الخلفية، ولم يكن لهم دور على الإطلاق في النضال من أجل الثورة، ولم يكن لهم أي دور في تحقيق الوحدة المجيدة، وها هم ينعقون اليوم من أجل انفصال للإرادة اليمنية ومن أجل تمزيق الوطن اليمني الموحد، فماذا يمكن أن نطلق على هؤلاء من تسميات ونعوت، بل نتركها لأبناء الشهداء والجرحى الذين سقطوا دفاعاً عن الوحدة اليمنية طوال تاريخ الحركة الوطنية اليمنية.
* يلاحظ الآن أن أبناء الشهداء والجرحى يحملون رسالة لفخامة الأخ رئيس الجمهورية يطالبونه فيها بإلغاء قرار العفو الرئاسي عن العطاس، ومحاكمته وعدم إسقاط الحكم عنه؟
- أنا شخصياً احترم الرغبة التي أبداها ابناء الشهداء بإسقاط العفو عن المدان العطاس ومحاكمته..
* تحدثتم عن عملية الحوار.. هل هناك إمكانية لاستئناف الحوار مع (المشترك)؟
- الحوار الآن متوقف، لكن ذلك لا يعني عدم وجود اتصالات يباشرها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك بهدف ترتيب الأجواء السياسية، ومن ثم تهيئة الجو لإعادة استئناف الحوار إذا ما صدقت النوايا لدى الأخوة في قيادة أحزاب (اللقاء المشترك)..
دستورية وشرعية
* هل تتوقعون أن يكتمل قوام اللجنة العليا للانتخابات خلال الأيام القليلة القادمة؟
- القوام الحالي للجنة العليا للانتخابات لا يخل بقانونيتها ولا شرعيتها ولا بصحة القرارات التي تتخذها، فأغلبية اللجنة العليا تمارس عملها بشكل صحيح، والثلاثة الأخوة من أعضاء أحزاب المشترك هم –فيها وممثلون رسمياً عنها- وإذا ما خلصت نواياهم وصحت ضمائرهم بإمكانهم أن يباشروا عملهم في أية لحظة، وإذا لم يتم فسيتم الاستبدال من خلال نفس قائمة مجلس النواب.
* لكن (المشترك) الآن يشككون في إجراءات مجلس النواب التي اتخذت في يوم 18 أغسطس؟
- ومتى في الأصل أعلنت أحزاب المشترك ترحيبها بأي قرار صدر عن مجلس النواب، ومتى في الأصل اعترفوا بشرعية السلطة القائمة، وبشرعية النظام القائم، وبكل الإجراءات والقوانين التي تصدرها السلطة التشريعية، هم يعترضون دائماً على كل ذلك، نحن نتوقع أن يعترضوا دائماً، لكن المهم أن لا يتأثر الناس بما يدَّعونه من تشكيك في مشروعية قرارات مجلس النواب وفي مشروعية الإجراءات التي تتخذها اللجنة العليا للانتخابات، فهي إجراءات شرعية وصحيحة رغماً عن تشكيكهم.
* لكن عودة المؤتمر للتحاور معهم بين فترة وأخرى وهو يعرف أنهم يماطلون، فإن ذلك مضيعة للوقت؟
- نحن نعرف ذلك لكن فخامة رئيس الجمهورية يحرص دائماً على أن لا تنقطع سبل الحوار مع الأخوة في اللقاء المشترك، وهذا ما عّودنا عليه دائماً، كما أن المؤتمر الشعبي العام هو رائد الحوار في البلاد منذ وقت مبكر، وبالتالي لا يستطيع أن يسقط إمكانية الحوار في أي وقت من الأوقات.
التحالف الوطني
* يتردد أن هناك تطورات مهمة في علاقات المؤتمر بأحزاب التحالف الوطني ما الجديد في ذلك وإلى ماذا توصلتم؟
- لقد قطعنا شوطاً كبيراً في علاقاتنا مع إخواننا في أحزاب التحالف الوطني، وأصبح لهذا التحالف هيئات مؤسسية تمارس عملها في مقدمتها المجلس الأعلى للتحالف المكون من الأمناء العامين للأحزاب الخمس عشر، واجتماعاتها الدورية بدأت في الالتئام، كما بدأت تتخذ القرارات اللازمة والصحيحة في إطار وثيقة التحالف، ونحن الآن بصدد تنظيم كيفية المشاركة في عملية القيد والتسجيل التي ستبدأ مع نهاية هذا الشهر،وكذلك الاستعدادات لخوض الانتخابات النيابية القادمة، ولكن لا تزال لدينا مهام لم ننجزها بعد بصدد عملية الانتخابات وما نزال ندرس إمكانية النزول بقائمة مشتركة أو بقوائم مرشحين منفصلة، وكذلك هل يتم النزول ببرنامج انتخابي مشترك أم ببرامج انتخابية مستقلة، فهذه الأشياء لا تزال تدرس من قبل الهيئة التنفيذية وستقدم قريباً إلى المجلس الأعلى للبت فيها.
* هل المؤتمر الشعبي العام يجري الآن حوارات مع أي عناصر خارج الوطن؟
- الحوارات بين المؤتمر الشعبي وبعض العناصر في الخارج لم تنقطع يوماً، ولا تزال متواصلة، ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من الحوارات مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي.
* هل يمكن القول إن بعض عناصر الخارج ستعود قريباً إلى أرض الوطن نتيجة تلك الحوارات؟
- لا نستطيع أن نؤكد ذلك الآن لكن الأخبار ستتحدث عن نفسها في قادم الأشهر.