خسارة الأحمر الصغير .. ترجمة لحال الكرة اليمنية
السبت, 15-أغسطس-2009المؤتمر نت - محمد القيداني - جاءت خسارة منتخب اليمن للناشئين لكرة القدم أمام نظيره العراقي يوم أمس الخميس بنصف دسته من الأهداف ضمن منافسات بطولة غرب للناشئين التي تستضيفها العاصمة الأردنية عمان حتى ال19 أغسطس الجاري ترجمة حقيقية لحال الكرة اليمنية التي تمر به في هذه الفترة وهي تعيش أسوء حالاتها مع غياب العمل المؤسسي المدروس لإتحاد الكرة المبني على قواعد ولوائح لا تقبل الإرتجال والإتكال أو التجاوز لتأتي ثماره حصيلة سلبية لم تكن بدايتها الإخفاق في خليجي 19 بالعاصمة العمانية مسقط بل هي محطة على طريق الحصاد السلبي كنتاج طبيعي لغياب العمل القائم على خطط وبرامج مدروسه وربما لن يكون القادم مبشرا مع استمرار هذا الوضع .
ويأتي مشهد الخسارة للأحمر الصغير بستة أهداف من نظيره العراقي مؤكدا على ذلك التخبط بعد أن فشل الجهاز الفني الحالي للمنتخب بقيادة مدربة عبد الله فضيل ومساعدة محمود عبيد من تقديم أي شيء يذكر مع منتخب الشباب في نهائيات أمم آسيا للشباب بالعربية السعودية العام المنصرم التي ظهر من خلالها الجهاز الفني عاجز تماما في تقديم هوية فنية وتكتيكية واضحة للمنتخب رغم نجاحه في قيادة الأحمر الشباب لتخطي حاجز التصفيات التمهيدية لتأتي النهائيات على عكس الأماني والأحلام التي انتظرها الجمهور الكروي من المنتخب وجهازه الفني .
وفي المقابل كان من المفترض أن يتم الإرتقاء بواقع الأجهزة الفنية لمنتخباتنا الوطنية للفئات العمرية بإحضار مدرب وخبير كروي دولي لبناء قاعدة حقيقية لمنتخباتنا الوطنية مستقبلا من خلال اسناد مهمة اختيار لاعبي منتخبي الأشبال والناشئين لهذا الخبير والإشراف على تدريب منتخب البراعم وتدريب الناشئين كونهم المستقبل الحقيقي للكرة اليمنية لتأتي عملية الإختيار للجهاز الفني لمنتخب الشباب صورة مستنسخة بعد أن قدم الجهاز الفني كل مالديه وكشف عن حجم قدراته في مشاركات سابقة كان يفترض أن تمثل مرحلة مؤقتة يعاد بناء وصقل لاعبي الفئات العمرية لخبير دولي والتجربة أكدت ذلك ولعل جل لاعبي منتخب اليمن الأول ممن تم اكتشافهم وتقديمهم للساحة الكروية اليمنية عن طريق خبير الماني قبل سنوات .
الخسارة الكبيرة التي ترجمت الوضع الكروي الحالي لليمن وأكدت حقيقة هشاشة الوضع وهي تكسر حاجز التفوق للكرة اليمنية في الفئات العمرية التي بدى ظهورها واضحا في العام 2002م عندما حل منتخبنا وصيفا للقارة الصفراء خلف نظيره الكوري الجنوبي بقيادة مدربه الوطني المعروف أمين السنيني الذي قاد أو منتخب يمني نحو العالمية بمشاركة المنتخب في مونديال فلندا صيف 2003م أعقبها نتائج جيدة للكرة اليمنية في هذه الفئة على وجه الخصوص لكنها لم ترتق لمستوى المنافسة على إحدى بطائق المنديال العالمي للصغار مما يؤكد بأن الضرورة كانت تقتضي استقدام مدرب عالمي قادر على بناء نوعي من خلال تشكيلة فنية لا تخضع لمزاجات المتنفذين في إتحاد الكرة أو غيرهم .
ولعل تلك الخسارة تؤكد حقيقة ما أثير في الصحف المحلية التي انتقدت بقوة القائمة المعلن عنها للأحمر الصغير ناهيك عن جملة من الأسباب التي تشير بأن الوضع الكروي للفئات العمرية لا يبشر بخير في المستقبل القريب إن ظل الوضع الراهن كما هو عليه على اعتبار أن الأندية نفسها قدر تراجع مستوى الفني وقدراتها كصورة من الوضع الكروي العام الذي تمر به الكرة اليمنية فكيف يمكن لنا أن نبي أحلاما و طموحات في موسم كروي لا يوجد به دوري خاص بالفئات العمرية بعد أن فقد مستواه الفني للفرق الأولى ناهيك عن التلاعبات والتجاوزات والإختلالات التي شهدها الدوري المحلي المنصرم .
ولعل غياب المعسكر التدريبي المخطط له والجاد من خلال معسكرات داخلية وخارجية يعد واحدا من تلك الأسباب التي تكون نتاجا حقيقيا لهذه الخسارة بعد أن ظل معسكر المنتخب يتنقل في مدنا المحلية مع غياب برنامج يتضمن مجموعة من المباريات الرسمية قبل أن نحصد خسارات فاضحة ينكشف بها المستور.
ولعل غياب المدرب عبد الله فضيل عن معسكر المنتخب بصنعاء قبل مغادرته للأردن وترك المهمة لمساعده محمود عبيد وهو ما أثارته إحدى الصحف المحلية رغم عدم نفي أو تأكيد إتحاد الكرة لذلك قبل أن يعود للمنتخب ويغادر مع البعثة صوب الأردن يعد عاملا يضاف لجملة من العوامل السلبية التي أدت لهذه الخسارة لتضع أكثر من استفهام على طاولة المعنيين بالشأن الكوري حول الأسباب التي قادت المدرب لذلك
يشار إلى أن المنتخب اليمني لناشئي كرة القدم يخوض منافسات غرب آسيا إلى جوار منتخبات كلا من الأردن والإمارات والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين وإيران قبل أن يستضيف في أكتوبر المقبل منافسات التصفيات المؤهلة لنهائيات القارة الصفراء للناشئين لمجموعتة التي تضم إلى جواره منتخبات .