الرياضة اليمنية .. غياب على قارعة الليالي الرمضانية
الخميس, 20-أغسطس-2009المؤتمر نت - محمد القيداني - تمثل الرياضة في اليمن خلال شهر رمضان المبارك من كل عام لغزا كبيرا في ظل حالة الركود والغياب شبه الكامل للأنشطة الرياضية والمسابقات والبطولات لمختلف اللألعاب الرياضية وبمختلف فئاتها العمرية إلا ما ندر من نزر يسير يقام بإجتهادات شخصية لأندية وبعض الإتحادات العامة أو الفروع في صورة تدعو القائمين على الشأن الرياضي في اليمن لمراجعة حسابات هذا الغياب الكامل لعجلة النشاط الرياضي والشبابي في هذا الشهر الكريم الذي بات فيه الشباب والرياضيين أهدافا سهله لليالي الكيف وتناول نبتة القات .
وأرجع مراقبون مهتمون بالشأن الرياضي في اليمن سبب هذا الغياب شبه الكامل للأنشطة الرياضية بمختلف صورها وأشكالها إلى
غياب التخطيط السليم للإتحادات الرياضية في إقامة أنشطة وفعاليات رياضية مختلفة خلال هذا الشهر الكريم إسوة بالرياضة التي تواصل دورانها في كافة بلدان العالم الإسلامي ووسط متابعة وحضور جماهير يؤكد إهتمام ومتابعة الجميع للأنشطة الرياضية بمختلف صورها وأنواعها على عكس ما يحدث في رياضتنا.
وتمثل ليالي السمر والسهر الرمضاني في رمضان قاسما مشتركا لكافة المجالس اليمنية على حد سواء لا يختلف عنها مجالس الساسة أو الرياضيين أو المثقفين في المجمل العام وفي مختلف المحافظات على امتداد الساحة اليمنية التي تمثل فيها مجالس المقيل والسمر الرمضاني لتناول الأوراق الخضراء لنبتة القات متنفسا للجميع يتبادل خلاله الأحاديث الشيقة والقصص الرمضانية إضافة لحرصهم لتلاوة القرآن الكريم في الثلث الأخير من الليل والإنفراد فيه للعبادة والصلاة .
في المقابل فإن قصة البيات الشتوي للأنشطة الرياضية في شهر رمضان يعود لعدد من العوامل المختلفة والمجتمعة في آن واحد وهو ما يشكل عائقا في وجه الشباب والرياضيين فعلى سبيل المثال فإن غياب الأنشطة الرياضية المخطط لها من قبل الإتحادات العامة وفروعها لإيجاد حركة رياضية تستطيع مواكبة روحانية هذا الشهر وتحتضن من خلاله الشباب والرياضيين من خلال جرعات تدريبية إضافة لعدم استكمال البنية التحتيه للأندية والملاعب حتى تكون قادرة على استيعاب النشاط الرياضي في رمضان وتحديدا في لياليه من ناحية الإنارة المناسبة والإنطفاء المتكرر للكهرباء ولفترات طويلة تتجاوز الساعتين ولأكثر من مرة يمثل عائقا كبيرا في وجه أي نشاط رياضي ممكن إقامته .
ويمثل النادي الأهلي بصنعاء انموذجا يحتذى به كنادي عريق له طقوسه الرمضانية الخاصة به من خلال الكم من الأنشطة الرياضية التي ينظمها النادي بشكل سنوي سواء في مجال كرة القدم والدوري الرمضاني الذي يحمل اسم عدد من رواد النادي القدامى إضافة إلى ألعاب الظل مثل السلة وكرة القدم الخماسية في الصالة المغطاة بالنادي ويأخذ النشاط الثقافي في النادي الحيز الأكبر من ناحية التفاعل والإقبال بما فيه النشاط الثقافي المتعلق بالدين وحفظ القرآن الكريم وعلى مستوى المحافظات تمثل الأنشطة الرياضية بمدينة عدن الأبرز على مستوى سائر المحافظات والتي تندرج فيها عدد من البطولات والمسابقات المختلفة رياضية كانت أو ثقافية .
وتظهر في شهررمضان الكريم عددا من الفعاليات الرياضية المختلفة وعلى وجه التحديد في الجانب الثقافي حيث يبرز على الساحة مسابقة كأس النجوم الذي تنظمه الإدارة العامة للثقافة بوزارة الشباب والرياضة والذي يقتصر على برنامج مسابقاتي إذاعي عبارة عن إقامة مسابقة ثقافية بين الإتحادات الرياضية إضافة لعدد من الأنشطة الثقافية والشبابية التي لا ترتق لحد الطموح المعول عليها في هذا الشهر الكريم.
ويمثل الغياب الشبه التام للرياضة اليمنية في هذا الشهر الكريم فرصة سانحة لإقامة معسكرات تدريبية خاصة بمختلف المنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب وذلك من خلال تجميع لاعبي المنتخب في معسكرات داخلية تساعدهم على رفع جاهزيتهم الفنية والبدنية بغض النظر لاستحقاقات المنتخبات الخارجية، لكن يظل غياب التخطيط المبرمج والواضح للاتحادات الرياضية كما ذكرنا سالفا العامل الأبرز في غياب الأنشطة الرياضية المختلفة على مستوى الأندية والاتحادات على السواء لتسلم الرياضة نفسها لقارعة مجالس المقيل الدافئة بسخونة التسابق المحموم للفضائيات المختلفة بإختلاف ما تقدمه من أنواع الدراما التلفزيونية والتي تشكل ملاذا بديلا للرياضيين عن أجواء لياليه الباردة ببرودة ملاعبنا وأنديتنا الذي يحط على رأسها الطير خلال شهر بأكمله.