الشائعة والمستفيد
السبت, 06-مارس-2004المؤتمر نت - أسوا الأوقات التي يعيشها الصحفي ، حين يدب الهدوء فلا يجد أحداثاً يكتب عنها. وبالنسبة إلى مراسل يتعامل مع وسيلته مالياً بالقطعة فإنه قد يلجأ إلى فبركة حدث قديم مع قليل من الرتوش وجراحة التجميل. لكن من الصعب على الصحفي أن تلجئه شحة الأحداث إلى اختراع شائعة لكي يكتب خبراً، إن الشائعات تطبخها جهات "مخابرات أو أحزاب"، ويمكن تحديد مصدرها من معرفة الأطراف المستفيدة من روائح أدخنتها.
قبل يومين خرجت إشاعة من مطبخ مجهول تحدثت عن اعتداء أصاب قائد الحرس الجمهوري؛ عندما قذفت هذه الشائعة – التي لا يمكن أن تكون بيضاء- لم يكن الصحفيون يعيشون حالة بطالة، فقد كانت توجد قضايا تستحق أن ينشغلوا بتغطية تداعياتها، والإشارة هنا إلى أحداث أبين وقضية أخرى أكثر أهمية هي موضوع الاتهام الأمريكي لفضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني بتمويل الإرهاب ومؤازرة تنظيم القاعدة.
هنا سأطرح جملة اعتراضيه قد تطول، فقد بذل إعلام حزب تجمع الإصلاح كل وسعه لإثبات أن اليمن يعاني من تهديدات إرهابية ومن وجود عناصر خطيرة في هذا الشأن، وبدا أن الإصلاح قد تجاوز بذلك تقديم الخدمة الخبرية إلى الرغبة الممعنة في القول " لو كنا رعاة إرهاب لما تحدثنا عن وجوده بهذه الإفاضة". ولكن في لحظة ما، كان بمستطاع المرء إدراك أن الإصلاح يعاني خطاباً مرتبكاً، باعث الارتباك أن ثلاثة من قياداته الأساسية باتوا قبالة سبابة الاتهام الأمريكي في قضايا تتعلق بالإرهاب.
سأنهي الجملة الاعتراضية – هنا- لأقول بأن شيخ الإعجاز العلمي تعامل مع محنته بذكاء عندما قذف الكرة إلى ملعب حزبه بقوله إن الاتهام يستهدف أكبر حزب، إلا أن حزبه كان أقل ذكاء عندما فكر أولاً أن يتحدث عن الإرهاب بمكبرات الصوت. وأقل تأهيلاً عندما رغب في إبعاد الحديث عن إرهاب مزعوم عن قادته إلى التعلق بأهداف الشائعات والتشبث بالقشاش التي لا تجدي الغريق.
#بقلم/عبدالله الحضرمي