المؤتمرنت - محمد القيداني - التهم محاربو الصحراء منتخب الأفيال في ليلة ساخنة ألهبت ربع نهائي القارة السمراء ليقطع معها منتخب الجزائر تأشيرة العبور لنصف نهائي الكبار في مباراة لعبت بأعصاب الجميع وكانت فيها تذكرة العبور حتى الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي ذهابا وإيابا بين منتخب كوديفوار والجزائر التي كان لتلامذة الكابتن رابح سعدان الكلمة الأخيرة في الليلة العاصفة برياح التأهل لأول منتخب عربي يصل نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا بأنغولا على أمل الانتظار للفراعنة في هذا الدور .

شوط أول كان عاصفا بحق للأفيال خصوصا في بدايته التي شهدت معها في الدقيقة الرابعة هدفا لساحل العاج عن طريق لاعبه سالمون كاتو الذي استغل خطأ دفاعيا ليجد نفسه أمام الحارس فوزي الشاوشي وجها لوجه ليسكن الكرة يسار الحارس الشاوشي معلنا الهدف العاجي الأول .

ومع ارتباك واضح للاعبي الجزائر كانت القلوب تخفق مخافة أن يسقط المنتخب العربي الوحيد المتأهل للمونديال العالمي تحت وقع ضربة الأفيال لزملاء دروغبا إلا أن الرياح لم تأتي على ما يفضله الأفيال بعد أن استعاد محاربو الصحراء ثقتهم على أرض الملعب وهم يقارعون الأفيال بجلد أكد عزمهم على التحدي وهو ما تحقق عند الدقيقة 40 عندما تلقى كريم مطمور كرة أرسلها قوية من على حافة منطقة الجزاء معلنا معها هدف التعادل للجزائر وسط دهشة لاعبي ساحل العاج .

سيناريو الشوط الثاني كان ضربا من الخيال محاربوا الصحراء يقزمون الأفيال ويقدمون واحدا من أروع الأشواط التي لعبها المنتخب الجزائري بقيادة رابح سعدان فرص بالجملة يتبادل على إضاعتها لاعبي الجزائر أمام شباك ساحل العاج لعل أبرزها كرة كريم مطمور في الدقيقة 68 عندما تلقى كرة في وضع انفراد تام بالحارس الايفواري ابو بكر باري الذي أنقذها بصعوبة ليفوت على الخضر فرصة التقدم بهدف ثاني

وقبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة كان لاعب ساحل العاج عبد القادر كيتا يتوغل بالكرة ليرسل صاروخ ايفواري من خارج منطقة الجزاء لتسكن الكرة أعلى الزاوية اليمني للشاوشي معلنة هدف ايفواري ثاني خطف معه نبضات قلوب عشاق الساحرة المستديرة في الوطن العربي عموما والجزائر على وجه خاص وهو يحبس معه الأنفاس ظنا بأن محاربي الصحراء سيرمون المنديل استعدادا لحزم حقائبهم لمغادرة أنغولا .

نهاية المباراة دقائق مجنونة في كل شيء لا يستطيع أفضل سينارست في الدنيا رسم تفاصيلها والخضر يقولون على لسان لاعب الجزائر مجيد بوقرة لم نرمي المنديل بعد وهو يعود بالخضر من جديد لمحطة المنافسة بعد أن استغل كرة عرضية اسكنها برأسية ولا أروع في شباك الحارس أبو بكر باري وسط فرحة عارمة في أوساط عشاق الخضر وعلى وقع نغمات (وان تو تري فيفا لالجيري ) ليعود المنتخب الجزائر مع هذا الهدف من بعيد للبطولة وصراع المنافسة على بطاقة التأهل لنصف نهائي القارة السمراء الذي طلب وقتا إضافيا لفض الإشتباك على صراع البطاقة بين الجزائر وكوت ديفوار .

وفي الوقت الإضافي الأول الذي يمكن القول عليه بأنه كان جزائريا خالصا في كل شيء وهم يرسمون كرة ولا أجمل استهلها عامر بوعزة ليريح أعصاب الجميع وهو يسكن الكرة في الدقيقة الثانية من الوقت الأضافي الأول مرمى ساحل العاج بهدف جزائري ثالث كان بمثابة السحر على لاعبي رابح سعدان وهم يلتهمون الأخضر واليابس في هذا الشوط وفرص بالجملة تسابق على إضاعتها رفاق غزال

واستمر الحال كما هو عليه لينتهي الوقت الإضافي بشوطيه الأول والثاني بفرحة جزائرية وعربية للتأهل الجزائر لنصف النهائي بعد غياب دام عشرون عاما و أكدت في الوقت ذاته بأن القادم للكرة العربية أفضل لتخطف الجزائر بطاقة التأهل للدور التالي لتلاقي الفائز من مواجهة مصر والكاميرون اليوم .

وكانت غانا قد حجزت أولى بطاقات التأهل لهذا الدور اثر فوزها على أصحاب الأرض منتخب أنغولا بهدف الغاني اسمواه جيان في الدقيقة 16 من الشوط الأول لتتأهل غانا لنصف نهائي القارة السمراء وتودع أنغولا المستضيف للنهائيات البطولة