خط أحمر
الخميس, 18-فبراير-2010 - حديث فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي تضمنته محاضرته يوم أمس الاول أمام قيادات وكوادر كلية الشرطة التدريبية التأهيلية الأمنية والأكاديمية ومنتسبيها من الطلاب والطالبات حمل رؤية عميقة ونظرة ثاقبة جسدت روح المسؤولية والحرص على هذا الوطن وثورته ونظامه الجمهوري ووحدته وحريته ونهجه الديمقراطي ليعيش ابناؤه بأمن وآمان وطمأنينة لا ينغص سلمهم الأهلي ووئامهم الاجتماعي اولئك المتربصون والموتورون والحاقدون من الانفصاليين الذين أدمنوا العمالة والخيانة والارتزاق والذين مراميهم وغاياتهم التآمرية الخبيثة تحاول مواصلة مشروعها التمزيقي التدميري الواهم امكانية اعادة الوطن الى عهود التشطير المقيت .
وأزمنة الدويلات القزمية للسلطنات والمشيخات بهدف تشظية الوطن.. مستحضرين لتحقيق هذه الغاية مشاريع المستعمر القديمة المعبئة بثقافة الكراهية والبغضاء.. محاولين استعادة ماضيهم المثقل بالصراعات المناطقية ودورات العنف الدموية التي تلطخت بها أيديهم القذرة فكانوا وبالاً على شعبنا الذي ابتلي بهم في الفترة الاستعمارية والنظام الشمولي الشطري.. ولن يعيدوه الى ذلك الماضي الاسود الذي تجاوزه في يوم ال22 من مايو العظيم 1990م والى الأبد.. انه مشروع الاقزام الذي يسعى أصحابه الى وضعه بديلاً لمشروع الوطن وقيادته الهادف الى بناء اليمن الكبير والجديد.. مشروع الوحدة والحرية والديمقراطية وهو المنتصر حتماً بإرادة ابنائه التي انتصرت للثورة اليمنية «26سبتمبر و14 اكتوبر، وللنظام الجمهوري والوحدة ونهجها الديمقراطي.. هذه هي المشاريع الكبيرة التي ترتبط بها مصالح الوطن وأجياله القادمة لأنها مشاريع الخير والنماء والتطور والازدهار والوحدة والعزة والقوة ومثلما هزم اولئك الخفافيش عشاق الظلام الامامي العنصري امام ارادة هذا الشعب الابي العظيم فان قوى الردة والانفصال سوف تنهزم كما انهزمت في صيف 94م عندما حاولت ان تمرر مشروعها الانفصالي تحت مسميات وشعارت لم تنطل على اليمانيين الذين هبوا جميعاً يدافعون عن وحدتهم والانتصار لها غير مترددين في تقديم أرواحهم وأنفسهم وأموالهم مؤكدين انه لا يمكن التفريط بها.. ومحال الارتكاس بها واعادة الوطن الى الوراء ..
فالوحدة هي خط أحمر ودونها الموت، وكما قال فخامة رئيس الجمهورية.. شعار «الوحدة أو الموت» سوف يردده كل ابناء اليمن صغاراً وكباراً ونساءً ورجالاً في وجه كل من يريد بالوحدة سوءاً تنفيذاً لمخططاتهم ومؤامراتهم التي انخرط فيها كل اولئك النفر من بقايا الكهنوت الذين تلطخت اياديهم بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا، وهم اليوم يحاولون أن يعيدوا الكره بما يقومون به من أعمال تخريب وقتل واختطاف وقطع للطرقات وفرض الإتاوات على المواطنين العابرين لها بجهوية مناطقية انفصالية نابعة من ثقافة الكراهية والغل التي عبرها يريدون فرض مشروعهم التمزيقي على هذا الوطن لتكون تلك الادوات الغوغائية الدهماء قد باعت نفسها وضميرها لمن استأجروهم ويقفون وارءهم مقابل ثمن بخس ليتحولوا الى فئران هدم لن يسمح لها بالتمادي بعد اليوم وسوف يتصدى لها شعبنا كله وفي مقدمتهم أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين مازالت ذاكرتهم حيَّة بمشاهد الأهوال التي عاشوها في ظل حكم من هم اليوم يتصورون أن أبناء هذه المحافظات قد نسوا جرائمهم الشنيعة وأعمالهم التصفوية القبيحة ..
معتقدين أن إخفاء مؤامرتهم الشيطانية مهترئة سوف تغير حقيقتهم وتاريخهم الآثم بحق الوطن والشعب وفي الطليعة ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين يحافظون على الوحدة بحدقات أعينهم بعد ان أعطتهم الامن والامان والتنمية والبناء والحرية والديمقراطية.. كاشفة حقيقة تلك العناصر وتركيبتها الاجرامية وطبيعتها التآمرية ونهجها الذي لا نستطيع التخلي عنه، فهي لا تستطيع ان تعيش الاًّ في مستنقع الدم والصراع وفي اقبية حياكة الدسائس وممارسة رذيلة الخيانة والارتزاق ومصيرها حتماً كما كان في الماضي الخزي والعار، وسيلفظها شعبنا كما لفظ كل من حاول التطاول على انجازاته الوطنية ومكاسبه الاستراتيجية التي في سبيل تحقيقها قدم أغلى التضحيات، وهو مستعد اليوم للقيام بذلك لإنهاء معركته مع حثالات بقايا الاستعمار وعهود الفرقة والتمزق للعمل على قاعدة راسخة من الامن والاستقرار حتى يتمكن من استكمال متطلبات حاضره في البناء والتنمية والنهوض الوطني الشامل، وتحقيق تطلعات أبنائه المستقبلية باتجاه غد اليمن الموحد الديمقراطي الحر العزيز الشامخ المزدهر المتقدم، انه صراع بين مشروعين، مشروع الخير والعطاء ومشروع آخر للشر والفتن والفوضى والخراب والدمار.. مشروع الاقزام الماضوي في مواجهة مشروع العمالقة الوحدوي المستقبلي الذي هو بكل تأكيد منتصراً بمشيئة الواحد القهار .
افتتاحية 26 سبتمبر