مؤتمر الرياض .. خطوة جادة في طريق التنمية
الجمعة, 26-فبراير-2010 فهد عليان الحاشدي - لعل أبرز ما يميز العلاقات الأخوية بين اليمن والسعودية هي هذه اللقاءات المتواصلة على مستوى مجلس التنسيق أو اللقاءات الثنائية، وهذه اللقاءات تمثل مدى التقارب والانسجام والحرص على تنامي هذه العلاقة المتميزة.
فالعلاقة اليمنية السعودية لا تقف عند حد المصالح المشتركة والمنافع التجارية بل إنها علاقة ذات جذور تاريخية وأخوة إسلامية صادقة، ولا شك أن هناك عوامل عديدة تنطلق منها هذه العلاقة ومن أهمها: منطلقات الدين والأصالة العربية، ومنطلقات الجوار واللغة المشتركة، ومنطلقات المحبة والاحترام المتبادل، وعلى هذه الأسس تسير العلاقات اليمنية السعودية.
ولقد أصبح واضحاً لدى الجميع مدى التقارب الوثيق الحاصل بين مسؤولي البلدين، وحرص الطرفين على تقريب وجهات النظر والخروج بأهداف وإنجازات تصب في مصلحة البلدين.
ويأتي مؤتمر الرياض المنعقد في 27- 28 فبراير لبحث التنمية في اليمن كخطوة هامة في طريق البناء والتحديث الذي تنتهجه البلدين، فالأنظار تتجه إلى هذا المؤتمر الهام في تاريخ البلدين، لما سينتج عنه من توصيات ونتائج هامة، ولما سيمثله من دفعة إضافية في تاريخ هذه العلاقة الأزلية.
ويتوقع مراقبون أن تكون نتائج هذا المؤتمر مثمرة نظراً لحرص قادة البلدين على تخطي كل الحواجز والعقبات، وحرصهم الدائم على أن تصل العلاقات اليمنية السعودية إلى ذروة مجدها وأقصى نجاحاتها.
وما ذكره الرئيس علي عبد الله صالح مؤخراً عن أن العلاقات اليمنية السعودية "تعيش أزهى أوقاتها متانة وقوة" إلا دليلاً واضحاً على النية الصادقة والسعي الحثيث لقادة البلدين نحو تمتين هذه العلاقة وجعلها مثالاً إيجابياً لدول المنطقة.
ومن خلال زياراتي لليمن لاحظت اهتمام الرئيس علي عبد الله صالح وكافة المسؤولين هناك بمجال الاستثمار وتسهيل كافة الصعوبات للمستثمرين خصوصاً الخليجيين منهم، كما أننا في إحدى اللقاءات مع المسؤولين اليمنيين لاحظنا ما يمتلكه اليمن من مقومات استثمارية وأيادي عاملة ضخمة تستحق أن تكون لها الأولوية في الاستثمار الخليجي.
ولا شك أن قادة البلدين يؤمنون تماماً بأهمية تطوير المجال الاقتصادي والتنسيق التجاري الجاد بينهما وتسهيل كافة المعاملات والصعوبات التي تعترض المستثمرين، فهذا التعاون البناء ينطلق من عمق العلاقة الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين.