الآنسي: الوحدة قللت من التوترات وجعلت دور اليمن حيوياً وفاعلاً
السبت, 22-مايو-2010المؤتمرنت –الميثاق –حاوره – محمد انعم - أكد الأستاذ علي محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية- رئيس الجهاز المركزي للأمن القومي ان حرب اليمن ضد الإرهاب مستمرة، ولن تتوقف سواء أكانت عبر المواجهة المباشرة، أو عبر العمل الاستخباري، الذي استطاع أن يحبط كثيراً من العمليات قبل وقوعها.
وفيما اعتبر الانسي العملية الإرهابية الفاشلة التي حاولت استهداف موكب السفير البريطاني بصنعاء تدل بوضوح على أن القاعدة في اليمن أصبحت يائسة وخائفة وملاحقة، قال انه تم إلقاء القبض على كثير من العناصر المشتبهة بها في إطار التحقيقات الجارية حول العملية، وسوف يتم إعلان النتائج عند اكتمال التحقيقات لإطلاع الرأي العام على كل ما يتوصل إليه المحققون.
واكد رئيس الجهاز المركزي للأمن القومي ان اجهزة الامن ستظل تلاحق انور العولقي وقال فيما يخص - العولقي - فإن الأجهزة الأمنية ستظل تلاحقه الى أن يستسلم طواعية أو يتم القبض عليه لتقديمه للمحاكمة، وفي ضوء الوثائق والأدلة التي تثبت ضلوعه في العمليات الإرهابية، حتى تكون البينة قائمة إذ لا يمكن التعاطي مع اتهامات بدون أدلة وهذا منطق الحق والعدل.
واضاف الانسي: اليمن لن تكون ملاذاً للإرهابيين، وقطاع الطرق، ودعاة الجاهلية، وستظل جزءاً فاعلاً من تحالف العالم ضد الإرهاب أينما وُجد، ولن تثني اليمن عن مكافحة الإرهاب قيد أنملة، ولن تزحزح علاقاتنا مع كل الدول في هذا المجال بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بل أنها تفرض زيادة التنسيق والتعاون لاجتثاث الإرهاب، لأن ذلك مصلحة للوطن والعالم.
وقال في حوار مع صحيفة الميثاق عن ابتهاجات شعبنا بالعيد الوطني: إن الوحدة اليمنية تجاوزت باقتدار مراحل الخطر ولم يعد هناك من هاجس أمام الشعب والقيادة سوى الهاجس التنموي والاقتصادي، وأن الحرص الإقليمي والدولي الذي تحظى به الوحدة اليمنية قد انطلق من قراءات منطقية للمجتمع الدولي وهو استقراء أكد ثباتها كإنجاز عظيم مرتبط بالهوية اليمنية.. مؤكداً أن شعبنا سيتجاوز مختلف التحديات وأن تحالف الشر الانفصالي الحوثي لن ينجح باعتبار الخير هو الأصل في حياة الشعوب.. معرباً عن قلقه من بعض الأوساط الإعلامية بفعل فوبيا القاعدة من نشرها لثقافة الكراهية.. وإلى التفاصيل..
* نهنئكم بمناسبة العيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية.. ونود بهذه المناسبة وأمام التحديات التي تواجهها اليمن أن تحدثونا عن أبعاد تعاظم الحرص الإقليمي والدولي على أهمية الوحدة اليمنية، وأثر ذلك على مستقبل اليمن؟
- بداية أشكركم وأهنئ الشعب اليمني والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله - بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، وبالعودة إلى سؤالك فإن الحرص الإقليمي والدولي على أهمية الوحدة لم ينطلق فقط من نظرة عابرة لمصالح تلك الدول التي تراها في اليمن الواحد، وإنما من استقراء حقيقي وعميق لثبات الوحدة لدى الشعب اليمني أولاً، وارتباطها بهويته وحاضره ومستقبله، وبالتالي فإن المنطق السليم هو عدم إغفال هذه الحقائق، كما أن الدعم الدولي لوحدتنا أتى من خلال الدور الإيجابي الذي لعبه اليمن المعزز للسلم والأمن الدوليين منذ إعادة توحيده عام 1990م سواءً في الساحة الإقليمية أو الدولية، فالوحدة كانت عاملاً من عوامل الاستقرار في المنطقة، كما أثبتت الجمهورية اليمنية أنها دولة تتبنى الخيارات السلمية لحل أي خلاف لها مع أي طرف إقليمي أو دولي، كما حدث مع مشكلة أرخبيل حنيش من خلال اللجوء للتحكيم الدولي، وحدث أيضاً مع مشاكل الحدود مع كلٍّ من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، حيث تم التوصل إلى ترسيم الحدود عبر التفاوض المباشر، مع أن البعض كان يرى ذلك في حكم المستحيل، ولكن حكمة فخامة الأخ الرئيس - حفظه الله- ونظرته الإستراتيجية البعيدة المدى، استطاعت أن تقدم اليمن الواحد كنموذج للدولة المسالمة بامتياز مع جيرانها، بعد أن كانت هذه المنطقة قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية تعرف صراعات وحروباً متتالية بين دولها، فالوحدة أخمدت الحروب وقللت التوترات في المنطقة، ولذلك فمن الطبيعي أن يساند العالم وحدة اليمن ليس، هذا فقط بل إن الدور الحيوي الذي يلعبه اليمن كشريك فاعل في مكافحة الإرهاب عزز من نظرة العالم الإيجابية تجاه الوحدة اليمنية الخالدة.
تجاوزت الخطر
* الأستاذ علي محمد الآنسي: تحقيق الوحدة اليمنية في يوم الـ22 من مايو 1990م تحقق لشعبنا أعظم منجز في تاريخ اليمن في ظل القيادة الحكيمة ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله- فهل ثمة خطر حقيقي يتهدد الوحدة بعد عقدين من عمرها؟
- لاشك في أن عظمة منجز الوحدة تنبع من الوسيلة السلمية والديمقراطية التي تحققت عبرها وفي الظروف التاريخية التي تم التقاطها للتعبير عن تطلعات كل اليمنيين، وها هي الوحدة تجتاز بثبات عقدها الثاني مستظلة بإرادة الله وهِمَّة قائد محنك وتطلعات شعب إلى المستقبل، وأؤكد أن الوحدة تجاوزت مراحل الخطر التي أعقبت دمج نظامين آنذاك، ولم يعد من هاجس أمام اليمنيين حكومة وشعباً سوى البعد التنموي وتحسين المستوى الاقتصادي.. لقد كانت أبرز الصعوبات التي واجهت الدولة هي مخلفات حالة العزلة التي عاشتها بعض المحافظات وما تولده العزلة من مشاكل على مستوى التنمية، وكان السؤال الكبير هو كيف يمكن التعامل مع إفرازات العزلة التي فُرضت على بعض المحافظات، وكانت الإجابة هي من خلال ربط المدن والقرى بشبكة واسعة من الطرقات وتسهيل وسائل النقل وانفتاح الأسواق وتوسيع قاعدة التعليم، أعقب ذلك تسارع مذهل في مجال تكنولوجيا الاتصالات، وتدفق المعلومات بصورة أحدثت صدمة لدى من كانوا يعيشون حالة العزلة، وبعد أن كانت بعض المحافظات بمثابة مناطق طاردة للبشر، أصبحت الآن بفضل الوحدة والمشاريع التنموية مناطق جاذبة للسكان، وتحولت الأراضي (البور) القاحلة إلى مزارع منتجة، واتسعت الحركة التجارية، وبدأ النشاط يدب في تلك المدن والمناطق، وهذا بلاشك يؤدي إلى تغيير في الأنماط الاجتماعية التي كانت منغلقة نتيجة حالة العزلة، الأمر الذي حاول أن يستغله بعض منظّري الانتهازية السياسية والمناطقية بأسلوب سلبي يحاول أن يعيد العزلة لتلك المحافظات وهذا - في اعتقادنا - سيتلاشى نظراً لأن العالم اليوم تتسع قواسمه المشتركة ويتداخل أكثر من أي وقت مضى بشكل سيطيح بكل دعاة العزلة لأنهم يسيرون ضد التيار العالمي.
لا وجه للمقارنة
* ما أبرز مدلولات الاحتفال بالعيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية هذا العام.. وأهم المنجزات التي تحققت لشعبنا تزامناً مع هذه المناسبة؟
- إن أهم دلائل الاحتفال بالعيد العشرين للوحدة يكمن في الوحدة ذاتها، فهي اليوم تؤكد أنها الحقيقة الأكثر إشراقاً في حياة اليمنيين، والقيمة الأكثر تعبيراً عن تجليات العقل اليمني باعتبار الوحدة فعلاً خضع لمنطق العقل، وهي اليوم تثبت أنها قادرة على حماية نفسها بنفسها.. واحتفال الشعب اليمني بالعيد العشرين لوحدته لايتم باستحضار معيار الزمن أو عد السنوات فقط، وإنما من خلال التغيير الذي أحدثته الوحدة المباركة في بُنية حياة اليمنيين وفي أساليب تفكيرهم وما ينعمون به من الحقوق والحريات في ظل النظام الديمقراطي بصورة مختلفة عما كان سابقاً، وبالتالي نعتبر أن هذا النجاح هو الأكبر للوحدة لأنها أعادت الكرامة للإنسان اليمني وهذا هو الأساس الذي نراهن عليه لبناء وتنمية البلاد وتسريع وتيرته.
أما على مستوى الانجاز التنموي فإن المسألة لاتحتاج إلى استعراض لأنه لا وجه للمقارنة مع ما تحقق منذ الوحدة إلى اليوم بما كان واقعاً قبل الوحدة وبالذات في المحافظات التي كانت محرومة ومعزولة لأن هذه المقارنة ستصب لصالح التحول الكبير في كل المجالات سواءً في شبكة الطرق أو الاتصالات أو اتساع قاعدة التعليم وبالذات لدى المرأة وغير ذلك من الإنجازات في مختلف مجالات البنية التحتية بصورة مذهلة قياساً إلى الموارد المتاحة في البلاد.
الأصل.. والاستثناء
* هل تحالف الانفصاليين والحوثيين والقاعدة وغيرهم يمثل خطراً حقيقياً على الوحدة؟
- أريد أن أوضح شيئاً في غاية الأهمية وهو أن الخير هو الأصل في حياة الأمم، والشر هو الاستثناء، وإذا تحالفت كل قوى الشر ضد قوى الخير فإنها لا يمكن أن تحقق ما تصبو إليه، سواء أكانوا دعاة انفصال، أو دعاة مذهبية، أو تكفيريين أو قاعديين، أو أي شكل من أشكال التطرف، وهؤلاء موجودون عبر التاريخ ومسمياتهم هي التي تختلف ولا تخلو منهم دولة لكنهم لا ينتصرون، ولذلك نرى أن الطريق الذي يسير عليه ثلاثي الشر »الانفصال - الحوثي - القاعدة«، وأهدافهم تتصادم مع الحقوق الطبيعية التي خلقها الله للإنسان، فمن يقبل المذهبية المثيرة للفتن في اليمن؟ ومن يقبل أن تتجزأ الأسرة اليمنية وتتشتت هوية الإنسان اليمني؟ ومن يقبل فكر التكفير والأحزمة الناسفة؟ لا أحد يقبل هذا.. لذلك فمآلهم إن شاء الله الى الفشل، وإذا كان هناك من نجاح لثلاثي الشر فهو إلحاق الأذى بالتنمية والإضرار بمستوى معيشة المواطن اليمني نتيجة مخططاتهم التدميرية ضد المجتمع، ومع ذلك أؤكد أنهم إلى زوال مثلما حدث مع كل الظواهر الشاذة عبر التاريخ.
(فُوبيا) القاعدة!
* يلاحظ أن هناك تضخيماً وترويجاً لأعمال الفوضى وتبنيّاً لخطاب الانفصاليين والمتمردين والإرهابيين - بما يوحي وكأن هناك مخططاً خارجياً يستهدف وحدة اليمن.. إضافة إلى تبني البعض لوساطات وغيرها.. فهل اليمن قادرة على تجاوز هذه المنغصات وإفشال كل المؤامرات وتفويت الفرصة على أطراف تحاول أن تعالج مشاكلها على حساب الدم اليمني؟
- المؤكد أن لا مخطط خارجي ضد اليمن، فمواقف الدول الشقيقة والصديقة مجتمعة حريصة على استقرار اليمن ووحدته ونمائه، لكن هناك ما يمكن أن نسميه »فوبيا« القاعدة لدى بعض الأوساط الإعلامية، الأمر الذي جعلها ربما تقع بدون قصد في إطار خدمة أهداف القاعدة، فتضخيم إرهاب القاعدة يخدمها، ويقدمها للعالم على أنها مازالت فاعلة، مع أنها أصبحت مجرد فلول، لا ملجأ تستند إليه، ولا أرض تحتضنها، وعملياتها الحالية هي فعل الخائف والملاحق.
ولأننا في اليمن لدينا مساحة واسعة من حرية الرأي، وحق التظاهر والتجمع مكفول وفقاً للقانون، فإن أي سلوك يأتي مطابقاً للقانون لا يمثل أي قلق لنا، لأنه جزء من منظومتنا السياسية والدستورية والقانونية وربما تنظر بعض الوسائل الإعلامية لهذه الأحداث المستوعبة في إطار الديمقراطية كأحداث غريبة، ومن هنا يأتي التضخيم.
لكن ما يقلق هو نشر بعض تلك الوسائل لثقافة الكراهية والازدراء والاحتقار للآخر وهي أمور نرفضها ويجرمها الشرع والقانون وكل المواثيق الدولية ذات الصلة.
عصرنه الإدارة
* إلى أين وصلت الحكومة في تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. والأولويات العشر التي وجَّه فخامته الحكومة بالعمل على تنفيذها؟
- على الرغم من كل التحديات التي تواجه اليمن، فإن الحكومة تعمل جاهدة السير بثبات نحو تحقيق الأولويات العشر، ولولا أعمال وتصرفات الخارجين على القانون، ومثيري الفوضى والمتربصين بالبلاد من الإرهابيين، لكانت الحكومة قد أنجزت معظم مقتضيات تلك الأولويات، مع ذلك لم تتوقف التنمية، فالمشاريع تتواصل في كل المناطق، حتى في المناطق التي يحاولون إثارة الفوضى فيها، لأننا ندرك تماماً أن سياسة البناء سوف تعلو في نهاية المطاف على سياسة الهدم والتدمير من بعض القوى، لذلك فإن التنمية مستمرة، وسترتفع وتيرتها في المرحلة القادمة، وسوف يشهد المجال الإداري في قادم الأيام تحسناً ملحوظاً بعد التقييم الذي تقوم به الحكومة لكل المرافق، لتدشين مرحلة جديدة من عصرنة الإدارة، وتسهيل أمور المواطن البسيط بشفافية ووضوح.
ضد الإرهاب
* أكدتم أكثر من مرة أن اليمن لن يكون ملاذاً آمناً للإرهاب.. فكيف تقرؤون المحاولة الإرهابية التي استهدفت السفير البريطاني؟
- من المؤكد أن اليمن لن تكون ملاذاً للإرهابيين، وقطاع الطرق، ودعاة الجاهلية، وستظل جزءاً فاعلاً من تحالف العالم ضد الإرهاب أينما وُجد، ولعل العملية الإرهابية الفاشلة التي حاولت استهداف موكب السفير البريطاني بصنعاء تدل بوضوح على أن القاعدة في اليمن أصبحت يائسة وخائفة وملاحقة، ولو قرأنا ماذا حققت القاعدة من هذه العملية الجبانة، لوجدنا أنها لم تحقق شيئاً باستثناء زيادة الكره والغضب الشعبي ضد هذه العناصر، والتي لن تثني اليمن عن مكافحة الإرهاب قيد أنملة، ولن تزحزح علاقاتنا مع كل الدول في هذا المجال بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بل أنها تفرض زيادة التنسيق والتعاون لاجتثاث الإرهاب، لأن ذلك مصلحة للوطن والعالم.
منطق الحق والعدل
* ما الجديد في الحرب ضد الإرهاب.. وفيما يتعلق بالمستجدات حول التحقيقات مع المتهمين بحادثة السفير البريطاني ومطاردة العولقي؟
- الحرب ضد الإرهاب مستمرة، ولن تتوقف سواء أكانت عبر المواجهة المباشرة، أو عبر العمل الاستخباري، الذي استطاع أن يحبط كثيراً من العمليات قبل وقوعها، أما ما يتعلق بالتحقيقات حول استهداف السفير البريطاني، فإنه تم إلقاء القبض على كثير من العناصر المشتبهة بها في إطار التحقيقات الجارية، وسوف يتم إعلان النتائج عند اكتمال التحقيقات لإطلاع الرأي العام على كل ما يتوصل إليه المحققون.
وفيما يخص - العولقي - فإن الأجهزة الأمنية ستظل تلاحقه الى أن يستسلم طواعية أو يتم القبض عليه لتقديمه للمحاكمة، وفي ضوء الوثائق والأدلة التي تثبت ضلوعه في العمليات الإرهابية، حتى تكون البينة قائمة إذ لا يمكن التعاطي مع اتهامات بدون أدلة وهذا منطق الحق والعدل.
الوحدة للجميع
* كلمة أخيرة تودون قولها بمناسبة العيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية؟
- أدعو صادقاً من كل قلبي أن ترتقي كل القوى السياسية إلى مستوى هذا العمل التاريخي العظيم، وأن يعززوا من روح الوحدة، والتآخي بين كل أبناء هذا الوطن الواحد لأن الوحدة ملك للجميع وليست حكراً لطرف دون آخر.