رجل الاعتدال والحكمة والصبر
الإثنين, 05-سبتمبر-2011 علي محمد الآنسي ٭ - مثل إستشهاد المغفور له الأستاذ الجليل عبدالعزيز عبدالغني بعد معاناة شديدة جراء إصابته البالغة في الحادث الإرهابي الشنيع الذي استهدف فخامة الأخ رئيس الجمهورية وكبار مسؤولي الدولة، خسارة كبيرة وجسيمة للوطن.. وبوفاته تكون اليمن قد خسرت رمزاً من الرموزالوطنية العملاقة بما يمتلكه من رصيد نضالي كبير ومشرف ساهم في صنع اليمن الحديث ومستقبله المشرق.. وقد اشتهر بطلاقة اللسان ونزاهة السلوك وعفة اليد والثبات على المواقف الوطنية وبسمو الأخلاق ونبلها.
كما كان للفقيد -رحمه الله- مكانة عظيمة وبارزة في الدفاع عن الوحدة اليمنية والانتصارلها وتثبيت دعائمها سواءً بالكلمة المسؤولة أو بالمواقف العملية الشجاعة فكان مثالاً يحتذى به في سبيل ترسيخ قيم الحرية والعدالة والمساواة التي آمن بها واستبسل من أجلها في كل المواقع وعمل على هدى منها في كل المناصب التي تبوأها وبقي مؤمناً بهذه المثل والمبادئ حتى آخر لحظة من حياته الميمونة واستطاع أن يقدم دروساً بليغة في الأداء السياسي والحفاظ على وحدة الوطن وحماية نهجه الديمقراطي مع التزام فذ بثوابت وقواسم المصلحة الوطنية العليا.
وكان خلال توليه جميع المناصب التي تسنمها مثالاً لرجل الدولة المشهود بالكفاءة والتفاني والإخلاص والنزاهة في تحمل المسؤولية وأداء الواجب، كما كان للفقيد دور مشهود في عملية النهوض الاقتصادي والتنموي.
وخلال مرحلة عطائه الوطني كان مثالاً للاعتدال والحكمة والصبر، دائم الانحياز لمصلحة الوطن والشعب، تجسّدت فيه أصدق معاني النبل والشرف والكرم والتضحية جعلت منه هذه السمات واحداً من أولئك الرجال الذين تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخ اليمن الذين ينبغي علينا السير على خطاهم واتباع نهجهم والاستفادة من سيرتهم الزاخرة بالحكمة والعزة والكرامة والوطنية.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته و يسكنه فسيح جناته ويلهم الشعب اليمني وأفراد أسرته الصبر والسلوان. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
٭ مدير مكتب رئاسة الجمهورية