البركاني يحمل الفرقة مسئولية العنف في تعز
الأربعاء, 14-ديسمبر-2011المؤتمرنت - أكد سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمرالشعبي العام رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح سيظل رئيسا للمؤتمر وقائدا لمسيرة التحول وصمام الأمان ولن يستطيع أي أحد أن يجبره على الرحيل من بلاده .
وأوضح في حوار لصحيفة «عكاظ» السعودية إن فخامة الرئيس لا يرغب في تولي رئاسة الجمهورية مجددا وملتزم بتنفيذ المبادرة الخليجية .
وحمل البركاني قوات الفرقة الأولى «مدرع» المنشقة عن الجيش مسؤولية ما وقع من أعمال عنف في تعز مؤخرا، مؤكدا تأييده لحوار بين شباب المؤتمر الشعبي العام وشباب الساحات.. وفيما يلي ما دار في الحوار :
• بداية كيف تقيمون مراحل الوفاق ونجاح تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها بعد تشكيل حكومة الوحدة؟
ـــ مرحلة الوفاق تحتاج إلى وقت طويل لطمأنة النفوس في ضوء الإشكالات والأزمات التي عشناها طيلة 11 شهرا، لكننا متفائلون بعملية الوفاق والوحدة التي نشهدها حاليا، خصوصا أن توقيع المبادرة الخليجية في الرياض لاقى ترحيبا كبيرا من جميع اليمنيين. ولا أعتقد أن أي طرف منا لن يحترم المواثيق والعهود التي قطعناها أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وما حدث في السابق من أعمال عنف في تعز وأرحب لم يكن من القوى السياسية في المعارضة لكن من لاعبين آخرين .
• لكن هناك من يرى أن ما يحدث من تصعيد في تعز يهدد بنسف المبادرة الخليجية، ففي رأيكم ما الجهة التي تقف وراءه؟
ـــ ربما شاهدتم الصور ولاحظتم أسماء وأرقام بطاقات العسكريين التابعين للفرقة الأولى «مدرع» المنشقة عن الجيش، ما يجعلنا نتساءل عن مبرر وجودهم في المدينة التي يطغى عليها الجانب السلمي. وكل ما يقوم به النظام هو عملية تأمين للمواطنين. فهل يترك لتلك القوى اللعب بالأمن ويصبح متفرجاً؟ ونحن لا نحمل الجميع مسؤولية إعاقة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بل نرسل رسالة الى الطرف المخطئ ونسأله عن سر تواجد ضباط وجنود الفرقة الأولى بصواريخهم ومدافعهم وكامل أسلحتهم، خصوصا أن تعز ليست في إطار مهماتهم، فهي ليس منطقة غربية ولا شمالية. ولماذا يسعون لنسف المبادرة الخليجية .
• رغم تشكيل حكومة الوفاق الوطني لا نزال نشاهد المسلحين المنتشرين في الشوارع ونسمع دوي الانفجارات الليلية، فإلى متى يظل هذه الوضع؟
ـــ أعتقد أن اللجنة العسكرية المعنية بالشق الأمني بدأت مهامها في التنفيذ. وحكومة الوفاق الوطني ملتزمة بذلك وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها، لكننا نحتاج الى فترة قصيرة لإزالة هذه المظاهر. ومن جانبه سيكون حزب المؤتمر الشعبي العام عونا للحكومة في التنفيذ على أرض الواقع .
• ما الدور الذي يجب أن يلعبه «شباب الثورة» في ظل الشراكة بين السلطة والمعارضة؟
- لدينا أمل كبير في أن مستقبل اليمن سيكون أفضل خصوصا بعد خطاب رئيس الوزراء محمد باسندوة حيث جاء حصيفا وتوافقيا. كما أن الأشقاء والأصدقاء أعلنوا موقفهم الداعم للوفاق وسيكونون إلى جانبنا. والأمم المتحدة وعدت، وعلى جميع الأطراف اليمنية تحمل مسؤولياتها. وسنشرك الشباب في الحوارات سواء كانوا شباب المؤتمر الشعبي أو شباب المعارضة، وذلك عبر اللجان التي سيتم تشكيلها من قبل الحكومة. ونحن على تواصل مستمر معهم في مختلف أنحاء الوطن. ونؤيد فتح حوار بين شباب المؤتمر الشعبي وشباب الساحات، لأن الحوارات لن تتعمق من طرف واحد. وأتمنى أن يلعب الشباب دورا في بناء المستقبل بدلا من الضوضاء والغوغائية. وعليهم العمل على بناء غد أفضل ومستقبل واعد والاسهام بإيجابية لدعم الأمن والاستقرار. وألا يسمحوا لأحد باستغلالهم، فإذا ظلوا مستغلين من قبل أحزاب سيؤول الأمر إليها وسيظلون هم مجرد شعار يرفع لا يسمن ولا يغني من جوع .
• ما أبرز ملامح خطة حزب المؤتمر الشعبي للتعامل مستقبلا مع مجريات الأحداث والتحولات السياسية؟
ـــ اللجنة الدائمة أقرت تحولات كبيرة وتعديلات في الآليات الخاصة بالحزب. واعتمدت تعيين نائب الرئيس مرشحاً توافقياً للانتخابات المقبلة. وهذا أمر تتطلبه المرحلة المقبلة ليبقى حزبا فعالا في الساحة .
• هل يعني ذلك أنكم تحتاطون حتى لا يتعرض المؤتمر الشعبي لما تعرضت له أحزاب حاكمة مماثلة في مصر وتونس؟
ـــ حقيقة الأزمة التي استمرت 11 شهرا زادت حزب المؤتمر الشعبي تماسكاً وشعبية في كل الأوساط. ولا نخاف عليه بل نعتقد أنه كسب وعرف الناس الطرف الآخر
وما يمارسه من أخطاء وانقضاض على القيم والمبادئ والديمقراطية والإنسانية. نحن ليس لدينا قلق ونشعر بالازدياد في الصلابة. ففي ظل قيادة الرئيس علي عبدالله صالح لحزب المؤتمر لا يمكن أن يتفكك وسيحافظ الرئيس على ما صنعه من تاريخ ومنجزات من خلال وجود الحزب على الساحة .
• لكن هناك من يرى أن الرئيس صالح سيتخلى عن العمل السياسي ويغادر البلاد عقب الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في شهر فبراير المقبل وتسليمه السلطة؟
ـــ الرئيس علي عبدالله صالح سيبقى في بلده. وسيظل رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي وقائداً لمسيرة التحول وصمام الأمان للمستقبل. ولا أحد يستطيع أن يجبره على الرحيل من البلاد. فهو يمني وابن يمني وسيعيش في اليمن بين محبيه من أبناء الوطن. أما قضية رئاسة الجمهورية فقد انتهت وتجاوزناها. ولم تعد لديه رغبة في توليها مجدداً. ولا أخفيك أنه سيذهب للعلاج بالخارج في وقت قريب لأن الأطباء طلبوا منه البقاء ستة أشهر تحت المراقبة والعلاج .
• تقصد سيغادر إلى الخارج قبل انتخابات فبراير أم بعدها؟
ــــــ أعتقد أن الرئيس صالح سيغادر في وقت قريب ولا يحتمل البقاء 90 يوماً. واحتمالات سفره قائمة .
• تحدثتم عن قرارات مستقبلية لحزب المؤتمر الشعبي، فهل تشمل ترشيح نجل الرئيس أحمد خلفاً لوالده في الانتخابات بعد عامين؟
ــــ نحن نتحدث عن برنامج لسنتين ولا يفترض أن نتحدث عن برنامج لأشهر لأننا أمام وضع خطير جداً. وعلينا أن نترك الأمور الغيبية، فأحمد علي عبدالله صالح مواطن ومن حقه أن يترشح إن أراد وليس لديه ما يمنع. وهذا الأمر يعنيه هو. وتفكيرنا الحالي ينصب على الأمن والاستقرار والسلام والجانب الاقتصادي وهي القضايا التي تهمنا وليس من سيترشح بعد عامين .
• ما موقفكم من الأصوات المعارضة التي تطالب بإقصاء نجل الرئيس «أحمد» من منصبه العسكري من خلال إعادة هيكلة الجيش؟
-الهيكلة ستأتي بالخير لأحمد علي عبدالله صالح لأنه لا توجد قوات مسلحة في اليمن تعمل بشكل احترافي إلا في معسكرات الحرس الجمهوري. ومن سيفوز بالهيكلة هو أحمد علي عبدالله صالح لأنه على قدر من الاحترافية وقواته يشهد لها اليمنيون. وحتى الخصوم لا يستطيعون التقليل من قدرات الحرس الجمهوري. فإذا كان غير مؤهل لقيادة الجيش فلن نقول له كن بالقوة أو كن كما تشاء، ومع هذا نراهن عليه ونعرف مدى احترامه لنفسه. وجيشه نقي ومحترف يشهد له الخصوم قبل الأحباء .