كابتن المالية ومستشفى48
الجمعة, 27-أبريل-2012معين النجري - لقد استطاع مستشفى 48 في زمن قياسي أن يخلق كادراً طبياً بكفاءات عالية و نجح في بناء علاقات فعالة مع منظمات و مستشفيات ومؤسسات طبية عالمية واستغلها لرفد المستشفى بأحدث الأجهزة والأنظمة التي ساعدته على تقديم خدمات متميزة, وبناء سمعة جيدة في الوسط الطبي اليمني.
< يصر معالي وزير المالية على ممارسة هواياته المفضلة في تنفيذ رغبات الآخرين والمشاركة في تصفية حسابات خاطئة استدعتها تراكمات عاشوها فرادى وجماعات في فترات ماضية وهي الآن تضغط عليهم بطريقة مقززة.
رغم عدم وجود أدنى رابط بين المتضررين اليوم من قرارات ومواقف و إجراءات وزيرنا وما يثقل كاهله من تعقيدات جمعها خلال الفترة الماضية, إلا أن معاليه يتعامل بانتقامية غير مبررة سيجني المجتمع نتائجها الكارثية قريبا.
لكننا نحن البسطاء سنتحمل حماقاته مثلما سنتحمل حماقات أبطال حكومة الوفاق في كل ما تقترفه بحق الشعب من سياسات تطفيشية ابتداء بلقمة العيش وضعف الخدمات الأساسية ومعاقبة صنعاء بقمامتها و...و.....
لكن عندما يتعلق الأمر بصحة المواطن اليمني يصبح السكوت عنه جريمة تكاد تساوي جريمة صخر الوجيه ووزارته التي أوقفت ميزانية مستشفى 48 دون أن تخرج إلى الناس بأسباب مقنعة دفعتها لارتكاب هذا الجرم.
حتى وإن حاول الوجيه أن يسوق أسبابه _مهما كانت كثيرة ومتعددة الأوجه_ إلا أنها أعجز من أن تبرر عملية التدمير المنظمة التي يقودها بحق صرح طبي أثبت خلال عمره القصير نجاحاً غير معهود من خلال ما يقدمه من خدمات طبية لشريحة واسعة من أبناء المجتمع اليمني.
لقد استطاع مستشفى 48 في زمن قياسي أن يخلق كادراً طبياً بكفاءات عالية و نجح في بناء علاقات فعالة مع منظمات و مستشفيات ومؤسسات طبية عالمية واستغلها لرفد المستشفى بأحدث الأجهزة والأنظمة التي ساعدته على تقديم خدمات متميزة, وبناء سمعة جيدة في الوسط الطبي اليمني.
كل هذا النجاح لم يشفع لـ»48« عند وزيرنا صاحب السيمفونيات الوطنية العريضة, بل ربما أصبح وبالا على المستشفى بعد أن تحول إلى هدف يجب تصفيته, لا لشيء إلا لأن هذه المؤسسة الطبية تقدم خدماتها لأفراد وضباط الحرس الجمهوري بشكل أساسي, بالإضافة إلى المحتاجين من أبناء الشعب مجانا.
بينما يعاني وزير المالية وجماعته حساسية مفرطة من هذا الاسم «الحرس الجمهوري» ويستهدفونه بشتى الوسائل وعلى جميع الأصعدة, سواء على الأرض من خلال محاولاتهم المستمرة للنيل من معسكراته أو عبر وسائل إعلامهم التي جندت كل إمكانياتها لتشويه صورته أمام الناس وكأنه جيش الغزاة الكفار.
طبعا لا نريد من الكابتن صخر أن يتمم لأفراد وضباط الحرس الجمهوري, فهو حر في معتقداته وتقبل الاملاءات التي يصبونها في جمجمته صباحاً و مساء.
لكن يجب أن يتعامل معه 48 بشكل سوي, فهذا الجيش هو قوة الشعب ويدها, وأفراده وضباطه هم أبناء الفلاحين والبسطاء, جمعهم حب الوطن من كل زاوية بهذه الأرض, ويتمتعون بكافة الحقوق الوطنية التي يتمتع بها صخر وجماعته, والتي منها حق التطبب.
يجب على وجيه المالية أن يتعامل مع مستشفى 48 بمسئولية كما يتعامل مع باقي المؤسسات الطبية في البلد, وألا ينصت وينفذ التوصيات السياسية أو الصادرة من بعض أرباب النعم وأصحاب الأفق الضيق الحالمين بوطن يحمل أسماءهم.
عليك يا صاحب الصوت العالي والشعارات الرنانة أن تعي فداحة ما اقترفته يداك, فهذه المنشأة تداوي الجرحى, وتخفف آلام المرضى, وتهون من معاناة أبناء الفقراء والمحتاجين.
لا تنظر يا خازن بيت المال إلى اسم من يقود هذه المؤسسة العسكرية اليوم فالأشخاص إلى الزوال مهما طال بقاؤهم سواء أساءوا أو أحسنوا, وانظر إلى وجوه من يئنون في غرف الانتظار، وإلى جراح الأجساد الممدودة تحت مشارط الأطباء في غرف العمليات، وإلى فزع أهالي مرضى غرف العناية المركزة.
لتستعيد شعاراتك الرنانة التي أتحفتنا بها في قاعات مجلس النواب وعلى صدور الصحف, ولتتذكر أن إدارة المستشفى استدانت رواتب كوادره من البنك.
أنا لا أستعطفك هنا ولكني أحاول توضيح حجم بشاعتك فيما تصنعه بهذا الوطن, وشكراً لك معالي الوزير لأنك تكشف عن وجهك الحقيقي بسهولة.