المؤتمرنت -
باجمال : تأسيس المؤتمر بداية لفكر يمني في فلسفة الحكم والوحدة
قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عبدالقادر باجمال ان المؤتمر الشعبي العام هو " التنظيم الوحيد الذي تلون بلون التراب الوطني اليمني والإنسان اليمني" عازياً ذلك التلون الوطني الذي اقتصر على المؤتمر الشعبي العام فقط دون غيره من التنظيمات السياسية لسببين: الأول إنه جاء نتيجة عملية كبرى في الحوار ،والثاني إنه ضم جميع القوى التي كانت منظوية في هذا الفكر أو ذاك تحت رايات مختلفة، سواء كانت قومية، أو إسلامية أو ماركسية، أو يسار بصورة عامة..
وأضاف الأمين العام في كلمة استعراضية مهد بها للمؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس المؤتمر :هذه كلها جعلتهم يخوضون معركة فكرية ليست عادية على الإطلاق، حتى عندما جاءت الوحدة كان المؤتمر الشعبي العام حاسماً في هذه القضية.
واستعرض باجمال الصورة العامة للفترة التي سبقت تأسيس المؤتمر والتي اعتملت فيها عملية البناء السياسي والتنظيمي الحزبي واصفاً إياها بفترة كثيرة الحساسية، وكثيرة الارتباط، خصوصاً عندما نأتي إلى مفاهيم تتعلق بمن ذا الذي سيقود الثورة، وسينهيها بالوحدة -الثورة الثانية في كيان الشعب اليمني التاريخي.
وأكد الأمين العام أن تأسيس المؤتمر الشعبي العام مثل بداية للانتقال نحو الفكر الوطني في اليمن على مختلف مستوياته قائلاً انه بتأسيس المؤتمر تحددت معالم الفكرية تماماً في الفكر السياسي اليمني، تحددت الملامح تجاه قضايا وطنية كبرى، وأهم هذه القضايا الوطنية الكبرى فلسفة الحكم، فلسفة النظام، فلسفة الاقتصاد، فلسفة الاجتماع، بالإضافة الى قضايا الوحدة كلها مجتمعة في داخل هذا المنظور الكلي.
وشرح باجمال الآراء المتباينة للقوى السياسية حول موضوع الثورة والوحدة والتي سبقت مرحلة تأسيس المؤتمر مشيراً إلى أن تلك الصورة مثلت تجربة واضحة استطاع الرئيس علي عبدالله صالح ورفاقه الذين قادوا وأسسوا المؤتمر الشعبي العام التعامل معها بواقعية .
وقال باجمال : نقول بكل وضوح إن الميثاق الوطني كان أكثر الوسائل لجميع الأحزاب وضوحاً في موضوع الوحدة اليمنية، ليس في موضوع الوحدة ككل، البعثيون لهم رأي في هذه القضية، الناصريون لهم رأي في هذه القضية، من ناحية فكرة الوحدة القومية.. لكن كوحدة وطنية يمنية فالميثاق الوطني كان واضحاً فيها وضوحاً تاماً.
وقال الأمين العام للمؤتمر إن الاحتفال بالعيد الفضي لتأسيس المؤتمر ياني لأنها مناسبة لها دلالاتها التاريخية العظيمة ولها أثرها الكبير على الحركة السياسية في اليمن، وعلى وجه الخصوص منذ اللحظة التي عرفت شخصية وطنية رائدة في مجال العمل السياسي والإداري، وهو الرئيس علي عبدالله صالح.
وأشار الأمين العام للمؤتمر إلى ان المؤتمرات و حلقات التثقيف ليوم الخميس، وحلقات التثقيف التي جاءت عبر معهد الميثاق ..الخ كلها أنتجت ما يمكن أن نسميه (فكر الوسط) الفكر الذي توصل إليه المؤتمر الشعبي العام بعد هذا الاحتكاك الكبير أو التمحور الكبير الداخلي والتفاعل الداخلي.
وقال :المؤتمر الشعبي العام جاء بهذا الفكر وانطلق منه فكر ميثاقي كان فكراً وسطاً مثل الأمة التي جاءت وسطاً.. لم تكن تخرج عن أبعادها الدينية، والوطنية، والقومية..
وأوضح باجمال أن ذلك الفكر الميثاقي الوسطي لم يكن منحازاً على الإطلاق تجاه قضية من قضايا الصراع في ذلك الوقت التي كانت أصلاً مظللة بظلال الحرب الباردة، وبالتالي فإن تلوين الصراع الاشتراكي يعني الاتحاد السوفيتي ومجموعته، رأسمالي يعني أمريكا ومجموعتها، تلون بتلون القوى الكبرى المتحكمة في مصائر الشعوب.
واختتم الأمين العام بالقول ان المؤتمر الشعبي العام وقيادته استطاعت إدارة للعملية السياسية عبر هذا الفكر، الذي يمزج مزجاً راقياً بين الفكر الديني والقومي، والوطني، والأصالة والمعاصرة، بما فيها الاتجاهات الليبرالية والاشتراكية، في مفهومها الاجتماعي العدلي وليس بالمفهوم الفلسفي.
نص الكلمة