بقلم/ د. يحيى محمد الشعيبي -
استكملت الفاتنة (عدن) جاهزيتها لاستقبال العشاق واحتضان الأحبَّة..
»المؤتمريون وعدن« عنوان الوفاء والثقة المتبادلة بين تنظيم ومدينة، بين قيادة تمزج الثقة بالانجاز والعمل بالأمل، وجماهير تبادل الوفاء بالوفاء والحب بمثله.
الخميس القادم تحتضن عدن مؤتمريي الوطن في مهرجان التلاحم والوحدة، مهرجان المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام.. وإنها عدن:
> عدن.. العاصمة الاقتصادية والتجارية للجمهورية اليمنية، المدينة المتَّشحة بشموخ جبل شمسان، ونشاط وحيوية سكانها، وموقع مينائها الاستراتيجي الفريد..
والمؤتزرة بسجل تاريخها التجاري العظيم مع الفينيقيين، وشهرتها منذ القرن السابع الميلادي كمركز للتجارة البحرية، ومحطة لتجارة البخور والتوابل، وممر القوافل والأساطيل التجارية.. والمتفردة بإقامة أول نظام للتجارة الحرة في المنطقة العربية في الفترة من عام (1170م) وحتى 1969م.
عدن.. المسكونة بمستقبل النهضة ونهضة المستقبل: بالاستثمار والتنمية والنشاط الاقتصادي والسياحي الواعد، بما تملكها من مقومات طبيعية تتميز بالتعدد والتنوع والجمال، وتستجيب لمتطلبات واحتياجات البيئة الاستثمارية، ومحدداتها الأساسية الجغرافية والبشرية والصناعية والخدمية.. وبما ترسخ فيها من خيرات الوحدة اليمنية المباركة، ومنجزاتها الاقتصادية والتنموية التي تشع معالم نهضتها في كل شبر من مساحتها الجغرافية الإدارية، كثمرة للمشروعات التي تم تنفيذها لإعادة تأهيل المدينة وتطوير مجالات التعليم، والرعاية، والمياه، والكهرباء، ووسائل النقل والاتصال.. وكثمرة أيضاً للمشروعات الحيوية والاستراتيجية المتصلة بتطوير البنى التحتية في المنطقة الحرة لتهيئتها لاستثمارات القطاع الخاص في المناطق الصناعية والتخزينية والسياحية والشحن والتفريغ.. ولإنعاش الاقتصاد الوطني، وخلق المناخ الملائم للاستثمار.
من إعلان الوحدة وحتى
احتضان المؤتمر السابع
نالت عدن في الثاني والعشرين من مايو المجيد 1990م شرف استحقاق الإعلان الوحدوي التاريخي وميلاد الجمهورية اليمنية، وارتفع على ساريتها أول علم للدولة اليمنية الوحدوية الديمقراطية التعددية.
واليوم تتطلع عدن بقوة إيمانها وأملها إلى استعادة موقعها التاريخي المرموق في خارطة النشاط التجاري والاقتصادي العالمي ضمن الإطار الأشمل لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية للجمهورية اليمنية.
واليوم تنال عدن من جديد استحقاق استضافة المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام، واحتضان مجمل أعماله وفعالياته. وهو استحقاق وطني تناله عدن عن جدارة واقتدار ومسئولية، من المؤتمر الشعبي العام، التنظيم السياسي الرائد الذي انبثق من بين الصفوف القاعدية الجماهيرية والشعبية اليمنية، بزعامة قائده ومؤسسه الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ويجسد هذا الاستحقاق على أرض الواقع آمال وتطلعات وطموحات عدن والوطن بجميع أبنائه، في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بتجلياتها الديمقراطية المنعكسة فعلياً في التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير، والتداول السلمي للسلطة، واحترام حقوق الإنسان وصونها وحمايتها.. ليتصدر المؤتمر الشعبي العام الطليعة في قيادة مسيرة التحولات السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنموية في الجمهورية اليمنية، والدفع بها إلى الأمام لتحتل مكانتها الحضارية بين دول العالم في المشهد الدولي المعاصر.
المؤتمر السابع ودلالات المناسبة
المؤتمر العام السابع.. فضلاً عن كونه يشكل أهم محطة تاريخية للمراجعة والتقييم، ولدراسة وإقرار برنامج العمل السياسي الذي يتضمن رؤية المؤتمر واستراتيجيته ومجمل سياسته في المجالات التنظيمية والاقتصادية والفكرية والثقافية والإدارية..، فإنه يمثل أيضاً أهم اصطفاف وطني لكل القدرات والطاقات والجهود اليمنية المخلصة في توجهها نحو خدمة المصلحة العليا للوطن واستقراره وتنميته وبنائه وتطوره المستقبلي.
على أن أهم مايتميز به المؤتمر العام السابع هو أن انعقاده في مدينة عدن يأتي وجميع المؤسسات الدستورية الديمقراطية والتشريعية والتنفيذية ممثلة اليوم بالشعب اليمني ومديرة لشئونه وراعية لمصالحه المختلفة على مستوى الداخل والخارج.
كما أنه يأتي والجمهورية اليمنية تنعم بتحولات تتصل مباشرة بجوهر التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وبما يخدم المصالح الوطنية العليا والأمن والسلم والتعايش الدولي.
ينعقد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام، والجمهورية اليمنية تواصل حضورها الدولي الفاعل وسط أحداث وتطورات معقدة عربياً وإقليمياً ودولياً، مجسدة بذلك دورها الإيجابي في إطار وحدة وترابط المصالح والقيم الإنسانية المشتركة لكافة قوى الحضارة المعاصرة.
إن انعقــــاد المؤتمــــر السابع يحتل اليوم مكاناً ومكانة في واقع عدن وسكان عدن، وفي الضمير والفكر والوجدان.. مرحى بالمؤتمريين في مدينة الوحدة، وفي الثغر الباسم لليمن السعيد.
*محافظ محافظة عدن- رئيس المجلس المحلي
عن الميثاق