المؤتمرنت -
CNN: بوش ينتقد نتائج الإغاثة
اكد الرئيس الأمريكي جورج بوش الجمعة، قبل أن يتوجه للقيام بجولة في نيو أورليانز التي دمرتها العاصفة ومناطق أخرى على ساحل خليج المكسيك، أن نتائج جهود الإغاثة من الإعصار كاترينا "غير مقبولة". وقال بوش إنه رغم عمل كثيرين بكد إلا أن "النتائج غير مقبولة." وتحدث بوش في حديقة البيت الأبيض قبل أن يتوجه للقيام بجولة في المناطق التي تعرضت للدمار في لويزيانا ومسيسبي وألاباما لتقييم الأضرار الناجمة عن واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة.هذا ويتابع العالم مذهولا القوة العظمى الوحيدة على كوكب الأرض، وهي تواجه صعوبات في التعامل مع عواقب الإعصار كاترينا. وقال البعض إن الفوضى تكشف تصدعات وانقسامات عميقة في المجتمع الأمريكي، وفقا لرويترز. وعبّر زعماء العالم والمواطنون العاديون عن التعاطف مع سكان جنوب الولايات المتحدة. لكنّ كثيرين صدمتهم أيضا صور الفوضى التي نقلت في أنحاء العالم، فأعمال السلب تنتشر في الشوارع المليئة بالحطام، وآلاف الناس تجمعوا في نيو أورليانز بانتظار السلطات لتقدم الطعام والماء وغيرهما من المساعدات. وقالت صحيفة صن، أفضل الصحف البريطانية مبيعا، في عنوان "فوضى في الولايات المتحدة."وكان عنوان صحيفة هاندلسبلات الألمانية اليومية "نهاية العالم الآن." وأعادت صور الكارثة التي قتلت المئات وربما الألوف إلى الأذهان ذكريات أزمات في أفقر دول العالم مثل موجات المد العام الماضي في آسيا التي خلفت اكثر من 230 ألف قتيل ومفقود.وإلى ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان العالم الجمعة على مساعدة الولايات المتحدة في التعافي من الإعصار كاترينا. وقال عنان للصحفيين في السويد "الأمريكيون في العادة كرماء جدا في المساعدة في الأزمات الأخرى." وأضاف "الآن تلقوا هذه اللطمة الشديدة، واعتقد أننا يجب أن نحاول وأن نساعد الرئيس الأمريكي والإدارة والصليب الأحمر الامريكي والمنظمات الأهلية، الذين كانوا شركاء لنا في أزمات أخرى في أنحاء العالم مثل موجات المد." وتلقت الحكومة الأمريكية عروضا للمساعدة من أنحاء العالم بعد الإعصار. لكن كثيرا من الحكومات والهيئات مثل الاتحاد الأوروبي تقول إنه لا يوجد بعد أي طلب للمساعدة. وقال بوش في وقت سابق إن أمريكا يمكنها أن تتكفل بنفسها. وجاء ذلك وسط تصاعد الانتقادات التي تتهم إدارته بالبطء وسوء التجهيزات اللازمة للمساعدة.وفي وقت سابق الجمعة، هزت عدة انفجارات قوية فيما اشتعلت النيران في بعض من مناطق جنوب غربي مدينة نيوأورليانز التي خلف الإعصار "كاترينا" فيها مأساة إنسانية واسعة.وشوهدت ألسنة اللهب وسحب الدخان الكثيف وهي تتصاعد في سماء المدينة.وصب عمدة المدينة راي نيغين في حديث لـCNN جام غضبه على المسؤولين الفيدراليين الذين وصفهم "بضئيلي التفكير - لقد ضقت ذرعاً.. أرجو معذرة لغتي الركيكة.. أنهم يتثاقلون في الاستجابة لحاجة المدينة الماسة."وتابع انتقاده اللاذع قائلاً "يقضى الناس نحبهم في المدينة فيما يعقد المسؤولون المؤتمرات الصحفية ويدورون في حلقات مفرغة."وناشد عمدة المدينة المسؤولين الاتحاديين إرسال المزيد من الجنود للمساعدة في السيطرة على الانفلات الأمني.وتضرب الفوضى بأطنابها في المدينة التي تجتاحها أعمال قتل سلب ونهب واغتصاب جراء توقف العديد من عناصر الأمن عن أداء مهامها في المدينة التي خلف الإعصار "كاترينا" فيها الآلاف من القتلى.وتتصاعد حدة العنف والرعب والغضب بالمدينة بعد أربعة أيام من الإعصار المدمر.وقالت مصادر أمنية لـCNN إن قوى الشرطة العاملة بالمدينة تراجعت بما يزيد عن 20 في المائة.وفي السياق الأمني قال قائد قوة شرطة لويزيانا، العقيد هنري وايتهورن "سمعت بالعديد من رجال الشرطة الذين سلموا شاراتهم.. قالوا إنهم خسروا كل شي في الإعصار وأنهم فقدوا الرغبة في وقف أعمال السلب والنهب .. فالأمر لا يساوى فقد أرواحهم." ودعت حاكمة ولاية لويزيانا كاثلين بلانكو إلى نشر 40,000 جندي في الولاية لاستعادة النظام بعد انتشار الفوضى العارمة.وقالت بلانكو إن 300 من عناصر الحرس الوطني الذين عادوا مؤخراً إلى نيوأورليانز من العراق "لديهم M-16s جاهزة للعمليات... هذه القوات تعرف كيف تطلق النار وتقتل ولديهم الاستعداد للقيام بذلك."
تشهد المدينة انفلات أمني في ظل تقلص أعداد عناصر الشرطة
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي إلى عدم التسامح مطلقا مع منتهكي القانون.ويتفاقم حجم المأساة بالرغم من وعود الحرس القومي بالسيطرة على الإنفلات الأمني ومعونات مالية ضخمة تصل إلى عشرة مليارات دولار أقرها مجلس الشيوخ في جلسلة عاجلة مساء الخميس للبدء في أكبر عمليات إغاثة تضطلع بها الحكومة الأمريكية في تاريخ الولايات المتحدة.وقد تسبب الإعصار في إلحاق الدمار بمئات الألوف من المنازل وأدى للجوء أكثر من 78 ألف شخص لملاجئ الطوارئ.وأعلن الرئيس الأمريكي عن بدء جهود فيدرالية كبيرة لمساعدة المتضررين، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجهها السلطات "غير مسبوقة."وأشار بوش إلى أن علاج ما حدث قد يحتاج لسنوات.وفي ولاية الميسيسبي، تسبب الإعصار في مقتل 85 شخصا في مقاطعة "هانكوك" وتفيد بعض التقارير غير المؤكدة أن 100 قد قتلوا في مقاطعة "هاريسون."وأسفرت الكارثة عن قطع امدادات الكهرباء في مناطق يسكنها مليون مواطن، ولجوء 20 ألفا للملاجئ بعد أن اضطروا لمغادرة منازلهم
|
2003-2025 