البيان :نتائج الانتخابات المصرية اليوم

الخميس, 08-سبتمبر-2005

المؤتمرنت -
البيان :نتائج الانتخابات المصرية اليوم
أدلى المصريون أمس بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها بلادهم طغت عليها ثقافة الاستفتاء، ومن المرجح ان يفوز فيها الرئيس الحالي حسني مبارك من بين عشرة مرشحين وسط اتهامات بحدوث «انتهاكات ومحاولات تزوير». وحتى وقت متأخر من الليلة الماضية لم تظهر أي مؤشرات رسمية على نسبة التصويت او النتائج التي تعلن اليوم.
لكن مصادر المنظمات المدنية وأحزاب معارضة قدرت نسبة المشاركة بنحو 25% من بين 32 مليون ناخب، فيما تحدث الحزب الوطني الحاكم عن مشاركة واسعة دون أن يحدد أية نسبة. وبمجرد فتح مراكز الاقتراع صباحا حشد الحزب الوطني الحاكم كل إمكاناته ووضعها في حالة استنفار كما كان يفعل في الاستفتاءات السابقة على الرئاسة لزيادة الإقبال الجماهيري على التصويت فقام بتخصيص حافلات وسيارات لنقل المواطنين إلى لجان التصويت.
كما حشدت الوزارات والهيئات الحكومية والشركات العامة موظفيها للإدلاء بأصواتهم باستخدام الحافلات والسيارات الحكومية أو استئجار الحافلات من شركات خاصة حسبما ذكر مراسلون في تقارير ميدانية مشيرين الى ان قيادات الحزب الوطني ونواب مجلسي الشعب والشورى عن الحزب تحركوا بكل ثقلهم في المحافظات المصرية لتعبئة المواطنين وتحقيق أكبر نسبة إقبال.
وترددت أنباء عن دفع مبالغ مالية وتوفير وجبات مجانية للناخبين ،طبقا لما ذكرت قناة الجزيرة الفضائية التي أشارت الى ان التلويح بالغرامة كان أسلوبا لدفع سكان القرى ليتوجهوا إلى صناديق الاقتراع . وارتفعت شكاوى متعددة من السماح لبعض الناخبين بالإدلاء بأصواتهم دون بطاقات انتخابية في لجان مثل العاشر من رمضان والمنصورة وحوش عيسى فيما اشتكى بعض المواطنين من عدم العثور على أسمائهم في اللجان التابعين لها ومن الخطأ في الاسم الذي يحرم الناخب من التصويت.
وأشارت التقارير إلى أن وجود نحو خمسة صناديق في لجنة واحدة زاد من صعوبة مهمة القضاة المراقبين للانتخابات.وقدرت المنظمات والجمعيات المدنية من خلال مراقبتها للانتخابات ان نسبة المشاركة لا تتجاوز 25% من نحو 32 مليون ناخب يحق لهم التصويت ..
وفيما أصر وزير الإعلام المصري أنس الفقي والناطق باسم اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية اسامة عطاوية على التأكيد بأن أكبر مشكلة واجهت الانتخابات أمس تمثلت في حالة التكدس والازدحام للمواطنين أمام لجان التصويت، فان حقوقيين رفضوا في تقارير لهم هذه التصريحات الرسمية، مشيرين إلى ان تشدد بعض القضاة في عدد من لجان الاقتراع مع إجراءات التصويت السليمة هي التي أوجدت هذا الزحام والتكدس وليس الإقبال الجماهيري على التصويت.
وفي مؤتمر صحافي عقده امس رصد مرشح حزب الغد أيمن نور حالات ـ مما وصفها ـ بحالات التزوير ومنها السماح لمؤيدي مرشح الحزب الوطني الحاكم بالإدلاء بأصواتهم بعد تقديم أي إثبات شخصية، بينما رفضت اللجان الاعتراف بذلك. وعرض نور على الصحافيين بطاقة اقتراع فارغة،
قال إن مؤيدي الحزب الوطني يستخدمونها بطريقة «البطاقة الدوارة»، وهي أن يتسلم كل ناخب بطاقة تم الإشارة فيها على مرشح الحزب الوطني خارج اللجان وعندما يستلم الناخب البطاقة الفارغة من القاضي يحتفظ بها ويضع الأولى في الصندوق بينما يسلم الثانية لمندوب الحزب الوطني المنتظر خارج اللجنة وهكذا دواليك. كما عرض أيمن نور ـ ما وصفه ـ برشوة انتخابية عبارة عن عشرين جنيها وكوبون لوجبة غداء وبطاقة اقتراع تمت الموافقة فيها على ترشيح حسني مبارك مرشح الحزب الوطني.
وأكد نور أن الحبر الفوسفوري المستخدم في الانتخابات لا يؤدي الغرض ويزول بمجرد غسله وفي بعض اللجان كان الناخب يدلي بصوته عدة مرات ولم تستجب اللجنة لطلبات حزب الغد بضرورة تحليل هذا الحبر بحضور مندوبين عن المرشحين ومعرفة اسم الشركة التي استوردته لكن اللجنة لم تستجب لأي من هذه المطالب.
وفي تطور لافت سمحت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة لممثلي منظمات المجتمع المدني بمراقبة الانتخابات داخل اللجان. ولكن اللجنة اشترطت في بيان لها عقب بدء عملية التصويت حصول المراقبين على تصريح منها وعدم تدخلهم في عمل اللجان الانتخابية أو محاولة تعطيله.
واختلف تطبيق هذا القرار على أرض الواقع فبعض القضاة سمحوا لممثلي المنظمات بدخول لجنة الاقتراع نفسها، ولكن آخرين فرضوا على المراقبين البقاء داخل مقر اللجنة الذي يكون عادة مدرسة وسؤال الناخبين عن ملاحظاتهم.وشكا حزبا الوفد والغد المعارضان من أن ممثليهما لم يتمكنوا من دخول بعض اللجان في محافظات أسيوط وسوهاج وبورسعيد. وأكدت مصادر الحزبين أن مندوبي مرشح الحزب الحاكم قاموا بعمليات دعاية داخل اللجنة وهو أمر غير مسموح به.

وفي خطوة متوقعة صوّت مرشح حزب الأمة أحمد الصباحي لصالح مرشح الحزب الوطني الحاكم حسني مبارك . وقال الصباحي عقب الإدلاء بصوته الانتخابي: لقد أدليت بصوتي لصالح الرئيس مبارك وكذلك أسرتي وأعضاء حزبي، وأضاف أن مبارك هو أفضل من حكم مصر حتى الآن وأنه لن يتكرر ولا يوجد له بديل.. وأكد الصباحي أن مبارك مفوض من عند الله ويجب على الشعب المصري أن ينتخبه.
ورصد التقرير الأولي للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان من خلال عمل مراقبيها المنتشرين في 19 محافظة صوراً وأشكالاً مختلفة من الانتهاكات التي تشكل انتهاكا صارخا للمعايير المنصوص عليها في القانون والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان فيما يخص إجراء انتخابات حرة ونزيهة.ووصف الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل في لقاء حصري من القاهرة أجرته معه قناة الجزيرة ما جرى في الساحة المصرية على امتداد الأشهر الثلاثة الماضية والذي توجته انتخابات الأمس بأنه مشهد حراك سياسي لا بأس به.
وقال هيكل ان هذا المشهد لا نراه إلا في مصر وحدها على امتداد العالم العربي على الرغم من ان دول هذا العالم جميعها تواجه ما أسماه بـ «حالة احتقان سياسي».وقلل هيكل من أهمية نسب المشاركة في الانتخابات، مشيراً إلى ان هناك فارقاً بين حساب العدد وحساب القيمة، وقال ان حساب القيمة سيظل معلقاً لفترة طويلة حتى يتضح لنا جميعاً مسار الأحداث طوال العام المقبل على الأقل.