وساطة يمنية سودانية بين إثيوبيا والمحاكم بدأت الحكومتان اليمنية والسودانية مساعي جديدة للوساطة بين إثيوبيا والمحاكم الإسلامية في الصومال، للحيلولة دون اندلاع معارك بينهما داخل الصومال، خصوصا بعد أن حشدت أديس أبابا قوات في المناطق الحدودية المحاذية، وفي مدينة بيداوا للدفاع عن الحكومة الصومالية ودرء مخاطر الإسلاميين على أمنها القومي، وحشدت “المحاكم” على مشارف بيداوا، واستولت على مناطق قريبة منها، ما اعتبر مقدمة لهجوم كاسح على المدينة. وقالت مصادر مطلعة نشرت تصريحاتها في مقديشو أمس ان صنعاء والخرطوم تسعيان لإقناع أديس أبابا لسحب قواتها من الصومال، وأفيد أن وزير الدفاع السوداني اللواء عبد الرحيم محمد حسين زيارة زار أديس أبابا أول أمس، والتقى رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي، وتركزت مباحثاتهما حول الأوضاع في الصومال والتوترات مع المحاكم الإسلامية التي أعلنت عن مهلة لخروج القوات الإثيوبية من الصومال. كما أفيد أن السودان واليمن طالبا الدول الأعضاء في هيئة الإيقاد بمنح فرصة لجهود الوساطة التي تقوم بها جامعة الدول العربية. وكشفت المصادر أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي التقى في عدن برئيس اتحاد المحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد أجرى اتصالات مع زيناوي، وأبلغه تفاصيل خطة تهدف إلى حل النزاع بين الحكومة الأثيوبية والمحاكم الإسلامية، وتدعو إلى سحب أثيوبيا قواتها من الصومال وتقديم “المحاكم” ضمانات بعدم مهاجمة مقر الحكومة الصومالية المؤقت في بيداوا، والعودة إلى المفاوضات. وكان رئيس البرلمان الصومالي الشريف حسن شيخ آدم ورئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية الشيخ شريف شيخ أحمد قد أعلنا في عدن أول أمس عن اتفاقية توصلا إليها، وأكدا فيها أهمية العودة إلى مائدة المفاوضات وحل الخلافات بين الحكومة والمحاكم الإسلامية بالطرق السلمية وعدم اللجوء إلى القوة وانسحاب القوات الأثيوبية من الأراضي الصومالية، إلا أن رئيس الوزراء علي محمد جيدي هاجم الحكومة السودانية، وقال إنها نسفت المفاوضات بين الحكومة الصومالية و”المحاكم” بعد أن أعلن الرئيس عمر البشير معارضته لقرار مجلس الأمن الدولي تخفيف حظر توريد السلاح إلى الصومال ونشر قوات إفريقية في البلاد، وقال لإذاعة محلية في مقديشو أنه لا يعلم شيئا عن اتفاق يقال إنه تم التوصل إليه بين الحكومة و”المحاكم” في عدن، ووصف رئيس البرلمان بأنه منشق عن الحكومة ولا تمثل مساعيه الموقف الرسمي للحكومة الصومالية. |