رام الله تتأهب لاستقبال بوش في حلة جمالية وأمنية جديدة تليق بالضيف المنتظر، يستقبل مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارة قد لا تتعدى بضع ساعات...لكنها تشكل مفصلاً مهماً في تاريخ القضية الفلسطينية يشبه إلى حد ما ما شكلته زيارة الرئيس السابق بيل كلينتون لقطاع غزة قبل اثني عشر عاماً كما يراها نمر حماد مستشار الرئيس عباس. فالإدارة الأمريكية من وجهة نظر القيادة الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على إلزام إسرائيل بوقف توسعها الاستيطاني الذي يجعل من إطلاق مفاوضات الحل النهائي حول القضايا العالقة مهمة شبه مستحيلة على حد وصف حماد. وعلى الرغم من انخفاض سقف التوقعات الفلسطينية من نتائج هذه الزيارة لرئيس حزم أمتعته استعداداً للرحيل عن البيت الأبيض، تستعد القيادة الفلسطينية لتقديم ورقة مقترحات قد تشكل سيناريوهات الحل لقضايا الوضع النهائي العالقة: القدس، الاستيطان، الحدود واللاجئين وفق مصادر فلسطينية مقربة من عباس. تضارب ولا يبدو أن بعض الفصائل الفلسطينية سعيدة بزيارة الرئيس الأمريكي. فقد سارعت حركة حماس إلى وصفها -على لسان فوزي برهوم القيادي البارز في الحركة- بـ"الزيارة غير المرحب بها"، لأنها تهدف إلى فرض المزيد من "الإملاءات" على الفلسطينيين و"تحريض" الرئيس عباس ضد "المقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال" تحت ذريعة محاربة الإرهاب على حد وصف برهوم. وفي قراءة أخرى لهذه الزيارة، يعتقد بسام الصالحي، أمين سر حزب الشعب أن زيارة بوش للمنطقة لا تعدو كونها مناورة سياسية للتغطية على تصعيد محتمل ضد إيران. فالأجندة الأمريكية كما يقرأها الصالحي تقتصر في هذه المرحلة بالذات على محاولة احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة ما يعني فلسطينياً القضاء على حركة حماس، الحليفة الاستراتيجية لإيران، عبر تهميشها وإبعادها عن صناعة القرار الفلسطيني وبالتالي إخراج القضية الفلسطينية من المعادلة الإقليمية. ويبدو عبد الرحيم ملوح، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، أكثر إيماناً بأن معجزة سماوية فقط هي القادرة على خلق دولة فلسطينية خلال الثمانية أشهر المتبقية في ولاية بوش بعدما عجزت ثماني سنوات هي فترة حكمه للبيت الأبيض عن تحقيقها. سباق مع الزمن أما داخل أسوار المقر الرئاسي فتسابق شركة مقاولات محلية الزمن لادخال تغييرات اللحظة الأخيرة على المقر الذي اعيد بناء اجزاء كبيرة منه هدمها الجيش الاسرائيلي قبل خمس سنوات اثناء محاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات. وبينما تتسابق الجرافات لتنظيف ساحة مسفلتة وسط المقر من أجل إعادة تسويتها على نحو يراعي الجانبين الجمالي والأمني- ينكب المهندسون على تغيير ديكور الغرف والقاعات الداخلية للمقر الذي سيُستقبل فيه الرئيس بوش. ويجري الأمن الأميركي والأمن الخاص للرئيس محمود عباس منذ أسبوعين استعدادات امنية لزيارة بوش وصلت حد تخصيص بعضاً من الوقت لعد حاويات القمامة المنتشرة في طريق موكب الرئيس بوش ورسم خريطة تفصيلية لشبكة الصرف الصحي في المدينة. ويرافق بوش في زيارته إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية هذه حاشية مؤلفة من ألف ومائتي شخص، بين رجال أمن ومساعدين وفنيين وسياسيين. وأكثر من مائة وأربعين صحافياً |