محمد بن راشد: اتمنى للادارة الاميركية عقلاً كثيرة هي الجروح التي وضع الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي اصبعه عليها.. بدأ من الازمة العالمية التي اكد ان الشعب الاميركي ابرز المتضررين جرائها.. مروراً بافغانستان وقصة الطير الذي يجد الرياح ضده فلا يستطيع الطيران .. ومشاكل المنطقة التي نتجت بغياب العقل والمنطق منتهيا بالقول ان صناعة التاريخ تبدأ من هنا. الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وهو يقف ليلقي كلمته في افتتاح القمة الافتتاحية الاولى لمجلس الاجندة العالمية كان كمن يقول انني تحدثت مراراً لكن "من منكم له اذنان فسمع؟"، فهذا الرجل الذي وقف ليحول دبي الى قبلة اقتصادية في الشرق الاوسط قيل له "انت كمن تحرث البحر" فحرثه واصبحت دبي مدينة عالمية، واليوم وقف هنا ليصعد لهجته، بعد ان لعب دور الناصح مراراً في منطقة لا تعرف الا منطق العواصف "اذا نظرنا الى بعض الازمات مثل اسرائيل والفلسطينيين والعراق والسودان والصومال وغيرها وكذلك افغانستان التي لا تزال تراوح مكانها والله خلق لنا عقولا كي نستخدمها!" ولم يكن اصرار دبي على تهنئة الشعب الاميركي ببعيدة عن تحديد مواقع الخلل، فالبداية كانت مع محمد العبار رئيس القمة ورئيس شركة اعمار الذي قدم ربطاً غير مباشر بين تغيير الادارة الاميركية وبين الازمة المالية الحالية، حيث وصف انتخاب اوباما رئيساً على انه " يدخل العالم حقبة جديدة من الامل والتفاؤل .. كان باراك أوباما أول المبشرين بها إثر انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية .. وإن ما نشهده هو فجر جديد يرسخ إيمان العالم بأن التغيير ممكن حقا غير ان كلمات الشيخ محمد كانت اكثر تحديداً " ان انتخاب الادارة الاميركية الجديدة جاء في ظل ازمة مالية عالمية الذي يعتبر الشعب الاميركي اكبر المتضررين منها" مضيفاً " الازمات لا تحل بالحروب وبقوة السلاح". وتسأل الشيخ محمد "لو نستعمل العقول والاقتصاد في هذه المناطق المنكوبة والتي تشهد حروبا لمساعدة الفقراء فيها وتعليم الضعفاء لكنا اجتزنا الكثير من هذه الازمات التي انفقت عليها اموال طائلة ربما لو صرفت على الاقتصاد الاميركي لكان من اقوى اقتصادات العالم.. فنرجو من الادارة الاميركية الجديدة ان تفكر بالعقل". ويعد الشيخ محمد ابرز من طبق ونجح في تطبيق معادلة (لو نستعمل العقول والاقتصاد في هذه المنطقة المنكوبة) التي تحدث عنها في خطابه فمن مبادرة دبي العطاء التي اوصلت التعليم الى نحو 4 ملايين طفل حول العالم ومروراً الى مبادرة نور دبي ومبادرة دبي العطاء للعمل التطوعي فأن الشيخ محمد رسم الطريق للكثيرين الذين قد يجدون الطريق معبداً امام (كسب القلوب) لوجود من سبقهم لسلوكه. واعتبر نائب الرئيس الاماراتي اختيار الوقت والمكان الحاليين لعقد هذا الاجتماع انما يجعل جميع المشاركين من صانعي التاريخ "لان صناعة التاريخ ما ننجزه في المستقبل لا ما نكتبه عن الماضي" مضيفاً "اؤكد لكم ايها السادة اننا في دولة الامارات دولة المستقبل لن نتوقف ونحن اثبتنا للجميع اننا قادرون على تحويل التحديات والمخاطر الى فرص نغتنمها واتجاهنا الى الامام وبسرعة".. وذكر الشيخ محمد انه كان من الاوائل اللذين حذروا من احتمال وقوع هذه الازمة المالية في وقت سابق من العام الحالي وذلك بسبب تذبذب البورصات العالمية وانفلات اسعار المواد كافة بضمنها الطاقة والنفط وارتفاع المؤشرات والتضخم مضيفاً " ان سياسة الاقتراض غير المضمون في الولايات المتحدة واوروبا والرهون والديون ادت الى الحاق الضرر بالدائنين انفسهم" وكذلك "تسابق اصحاب المؤسسات المالية والبنوك للحصول على المكافأت فهذا ادى الى انصراف هؤلاء المسؤولين الماليين الى المكافات وكيف يحصلون واهملوا مؤسساتهم ما ادى الى وقوع الازمات لهذه المؤسسات والبنوك مشيرا سموه الى مؤسسة وليان برذرز التى اشهرت افلاسها في اميركا". واوضح رئيس الحكومة الاماراتية ان الاسهم مهما هبطت قيمتها السعرية تبقى اسهما تصعد وتهبط ولا ضرر من ذلك فهناك سهم الصيد وسهم الورقة الرابحة وسهم الانقسام فكل المضاربين يريدون الربح السريع دائما كسهم ابن مقبل المعروف عند الاولين في بلادنا. وفي معرض الحديث عن ابرز الحلول قال الشيخ محمد " نحن لا نريد خلق اقتصاد موجه لكننا نريد خلق شراكة بين القطاعين العام والخاص بما يخدم مصالح ابناء المجتمع ويحمي الاقتصادات المحلية والعالمية" مضيفاً " الاقتصاد العالمي كالجسد الواحد فاذا تداعى في اميركا تأثر في الصين، ولولا التدخل المنظم للدول والحكومات لكان الوضع شديد الخطورة وعلى اصحاب الفكر الداعي الى ابعاد الدولة عن هذا الدور ان يتوقفوا عن التنظير واثنى الشيخ محمد على تجربة دول الخليج في مواجهة الازمة مرجعاً نجاحها في ذلك الى ان صرامة الانظمة المالية لدول الخليج خففت من اثر الازمة عليها وكان محدودا للغاية "الا اننا نعيش في قرية كونية وما دام الاقتصاد العالمي كالجسد الواحد فنحن باعتبارنا عضوا في هذا الجسد نتألم بألمه.. وقد بادرنا بقيادة اخي صاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد ال نهيان رئيس الدولة لاتخاذ الاجراءات الاحترازية التي تحمي اقتصادنا الوطني ودولتنا ومصالح شعبنا". واختتم الشيخ محمد حديثه الذي لم يخلو من دلالات استقاها من كونه شاعراً وفارساً بالقول "ان الدروس والعبر المستقاة من هذه الازمة كثيرة وهي في حقيقتها عملية تصحيح للاقتصاد العالمي والمثل العربي يقول ربما صحة الاجسام بالعلل وان الانسان صانع الاحداث وقائد التغيير". |