الرحى تواصل صمودها أمام التكنولوجيا "الرحى" تلك الاداة القديمة التي ما زالت تستخدم حتى وقتنا الحاضر في الريف والبادية لطحن الحبوب مثل العدس والقمح المسلوق (البرغل) والفريكة وغيرها رغم تطور التكنولوجيا وانتشار الاختراعات الحديثة. وتتكون "الرحى" من حجرين دائريين من النوع البازلتي الذي يمتاز بالقوة والصلابة وعدم التكسر أو التفتت عند ملامسته لأي جسم صلب، ويوجد في منتصف الحجر العلوي فتحة لوضع الحبوب المراد طحنها واخرى اصغر منها على الطرف تغرس فيها يد خشبية يستخدمها الانسان للتحريك من اجل عملية الطحن، ويوجد بين الحجرين بمنطقة المنتصف عمود خشبي او معدني لحفظ التوازن وعدم انزلاق الحجرين عن بعضهما البعض. قديما وقبل الدخول لعصر التكنولوجيا سخر الآباء والأجداد الحجر في طحن المنتجات الزراعية بدءاً من طحن ثمار الزيتون تمهيدا لعصرها وانتهاء باستخراج القمح من سنابله اضافة الى بقية انواع الحبوب الاخرى. ويقوم مبدأ عمل الرحى "الطاحونة" على إدخال الحبوب من الفتحة التي تتوسط الحجر العلوي الذي تمسكه عصا صغيرة لتحريكه، وتبدأ الحبوب بالوصول من خلال الفتحه الى سطح الحجر السفلي وتتم عملية الطحن من خلال دوران الحجر العلوي فوق الاخر السفلي. وعادة ما تقوم سيدة البيت بطحن الحبوب وسط جمعة نساء من الجارات حيث يتبادلن الأحاديث لكي لا تشعر السيدة بتعب في يدها التي تدير الرحى ويساعدن بعضهن البعض. وعن تمسك بعض السيدات باستخدام الرحى لطحن الحبوب تقول الحاجة أم متعب بأن الطحن على الرحى أفضل من الطحن على الآلة الحديثة..مؤكدة تمسكها بها. وتقول الحاجة مريم ام صالح ان طحن بعض انواع الحبوب مثل "البرغل" باستخدام الرحى افضل للطهي الذي اعتدنا عليه.وتنتج الرحى "الطاحونة" نحو 3 كغم من الحبوب بالساعة الواحدة. * وكالة الانباء الأردنية - بترا |