- دعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الدول المنتجة للنفط إلى إنتاج مزيد من الخام، من أجل حماية الاقتصاد العالمي من الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة· ويقول وزراء مالية الدول السبع المجتمعون في نيويورك إن ارتفاع أسعار النفط لمستويات قياسية سيقوض أقوى توقعات اقتصادية منذ أعوام، لأنه سيضر بقطاع الأعمال وبالمستهلكين ويذكي التضخم· وذكر بيان للمجموعة أن الاقتصاد العالمي "قوي" وأن معدل النمو بلغ 4,25% العام الماضي، وكان هذا الأفضل في 15 عاما·

وجاء في البيان "ندعو كل منتجي النفط إلى اتخاذ إجراء لتوفير إمدادات كافية لضمان عودة أسعار النفط العالمي إلى مستويات متوافقة مع الرخاء والاستقرار الاقتصادي العالمي المستمر خصوصا بالنسبة للدول النامية الأكثر فقرا"· وفي إشارة غير مباشرة إلى طلب المملكة العربية السعودية بزيادة الإنتاج بما يصل إلى 2.5 مليون برميل يوميا، رحب البيان بالإعلانات الأخيرة من جانب بعض منتجي النفط بشأن زيادة الإنتاج· وأعلنت السعودية رفع إنتاجها إلى تسعة ملايين برميل يوميا، ما يعني ارتفاع إنتاجها فعليا بنحو 700 ألف برميل يوميا أي 8% عن مستواه في أفريل الماضي أو 18% عن حصة الإنتاج الرسمية السعودية· وقال وزير الخزانة البريطاني جوردون براون قبيل اجتماع مجموعة السبع إن الاقتراح السعودي "سيزيد الضغوط على دول أخرى في أوبك لتفعل الشيء الصحيح"·
بيد أن آمال مجموعة السبع بأن توافق أوبك بسهولة على اقتراحات السعودية تقوضت بعدما اعترض عدة وزراء في المنظمة على إعلان السعودية، وقال وزير النفط الليبي فتحي عمر بن شتوان للصحفيين في أمستردام "لا يمكن للسعودية أن تقرر بمفردها زيادة الإنتاج"· وتريد المجموعة من أوبك أن تحترم التزاما قديم الأجل بأن تستقر أسعار النفط بين 22 و28 دولارا للبرميل، إلا أن بعض دول المنظمة تريد التحلل من التعهد·
وقال وزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية أمس إن "سعرا بين 28 و30 دولارا لسلة أوبك يعد معقولا للغاية للمنتجين والمستهلكين"· وترجع بعض دول أوبك ومحللون اقتصاديون ارتفاع أسعار النفط لنقص الطاقة الإنتاجية لمصافي التكرير والطلب العالمي القوي وهواجس أمنية بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط وليس بسبب نقص الإنتاج·
وكانت آخر مرة دعت فيها مجموعة السبع المنتجين لاتخاذ إجراء عندما ارتفعت أسعار النفط عام 2000· وفي ذلك الوقت أطلقت الولايات المتحدة بعضا من احتياطيها الإستراتيجي للمساعدة في تهدئة الأسعار، إلا أن المسؤولين الأمريكيين استبعدوا ذلك هذه المرة·
ومن جهته، قال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية جواكين ألمونيا إنه لن تكون هناك عواقب خطيرة على الاقتصاد الأوروبي بسبب ارتفاع أسعار النفط· وعبر ألمونيا الذي كان يتحدث قبل عشاء عمل لمجموعة الدول الصناعية السبع في نيويورك ليلة الأحد عن اعتقاده بأن خطر ارتفاع أسعار النفط قد زال، آملا أن تتأكد هذه الرؤية التي وصفها بالمتفائلة نوعا ما مع مرور الوقت·
ومن جهتها أبدت مفوضة الطاقة الأوروبية لويولا دي بالاثيو ترحيب الاتحاد الأوروبي باقتراح سعودي برفع إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من النفط، مؤيدة أن تتبناه المنظمة لإظهار إرادة إنهاء "فقاعة المضاربة"· وأشارت بالاثيو إلى أن مستوردي النفط الأوروبيين قد نعموا إلى حد ما بحماية من قفزة الأسعار بفضل قوة اليورو أمام الدولار وهو العملة المستخدمة في سوق النفط العالمية· ورأت أن أوبك انتهجت خلال الأعوام القليلة الماضية طريقا معقولا إلى حد كبير لتفادي التقلبات، لكنها أخفقت خلال الشهور الستة الماضية في الوفاء بالتزاماتها في إشارة إلى تجاوز النطاق السعري للمنظمة·
وقد عادت أسعار النفط إلى الانخفاض الجمعة إلى ما دون 40 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 10 ماي الجاري عقب إعلان السعودية زيادة إنتاجها اليومي من النفط بشكل كبير اعتبارا من جوان المقبل واقتراحها على أوبك المتضمن زيادة حصص المنظمة الإنتاجية بأكثر من مليوني برميل في اليوم· وكانت أوبك التي اجتمعت في أمستردام، قد أجلت اتخاذ أي قرار بشأن سياستها الإنتاجية إلى اجتماعها القادم المقرر عقده يوم 3 جوان المقبل في بيروت