وفد المؤتمر.. حراك دبلوماسي مكثّف على هامش مفاوضات الكويت
المؤتمرنت – جميل الجعدبي - على هامش مفاوضات الكويت التي دخلت اسبوعها الثاني وسط أجواءٍ تفاؤليّةٍ محفوفةٍ بمخاوف الإنتكاسة، لا يدّخر وفد حزب المؤتمر الشّعبي العام (اكبر الأحزاب السياسيّة في اليمن)– لايدّخر جهداً- في سبيل البحث عن السّلام وحقن دماء اليمنيين، ومن ذلك طرق أبواب البعثات الدّبلوماسيّة الشّقيقة والصّديقة في العاصمة الكويتيّة الكويت، بعد أكثر من عامٍ على مغادرة البعثات الدّبلوماسيّة للعاصمة صنعاء.
وفي هذا السّياق التقى ،الأمين العام للمؤتمر الشّعبيّ العام، عارف الزّوكا، رئيس وفد مكوّن المؤتمر المشارك في مشاورات الكويت، ومعه الأمين العام المساعد للمؤتمر،أبو بكر القربيّ، بسفراء جمهوريّة المانيا السّيد اندريا كاندر،وسفير اليابان السّيّد كاتسو بوشي هاياشي، وسفير هولندا السّيّد روبرت بيتري، في اليمن، يوم الثّلاثاء في العاصمة الكويتيّة الكويت .وفي الّلقاء، أكّد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام حرص المؤتمر وحسن نواياه على إنجاح مفاوضات الكويت، مشيراً إلى أنّ تمسّكهم بقضيّة تثبيت وقف إطلاق النّار، نابعة من حرصهم على وقف الحروب والتّوصل إلى حلولٍ شاملةٍ وعادلة، يتّفق عليها الجميع.
واستعرض رئيس وفد المؤتمر في مفاوضات الكويت الاستاذ عارف الزّوكا، للسّفراء جوانب من الآثار والنتائج الكارثيّة للحروب والعدوان الخارجي على اليمن، وقال :" اليمن يدمّر وأطفاله ونساؤه يقتّلون، ويفرض عليه حصار جائر، وهو ما انعكس في الأوضاع الصّعبة التي يعيشها النّاس" .
إجماع دولي على الحل السياسي
سفراء دول (المانيا،اليابان،هولندا)أجمعوا من جانبهم على الحلّ السيّاسي للأزمة اليمنيّة، كخيارٍ وحيدِ للخروج من دوّامة الحروب ،وقالوا" الإعداد للمفاوضات كان جيداً ونشعر أنّ هناك رغبة في النجاح وان المشاكل والصّعوبات سيتم تجاوزها"وعن رؤية المؤتمر للخروج من دوامة الأزمات والحروب، قال الزوكا ، إنّ المؤتمر الشّعبي العام، يؤمن بأنّ اليمن للجميع، وحريص على تحقيق الشّراكة مع الجميع، وذلك عبر الحوار والحلول السيّاسيّة ، موضحاً"نحن حزب مدني حريصون على أن يكون هناك دولة فيها استقرار، دولة قائمة على العمل الدّيمقراطي، بعيداً عن الإقصاء والعنف ،واليمن يحتاج إلى كل أبنائه دون إقصاء لأحد" .
كسر حاجز الصمت الدولي
وإعتبر نائب رئيس الدّائرة الإعلاميّة، بالمؤتمر الشّعبي العام، عبدالحفيظ النّهاري، سلسلة الّلقاءات والتّفاهمات الّتي يقوم بها وفد المؤتمر الشّعبي العام في العاصمة الكويتية، إختراقاً مهماً لما وصفه بالحصار الدّبلوماسيّ، الّذي قال أنّه ضرب اليمن، كما إعتبرها،كسراً لحاجز الصّمت الدّوليّ والدّبلوماسي، بإتّجاه حتميّة الحلّ السيّاسي "ووقف العدوان على اليمن وفي مقدمته وقف العدوان الخارجي وقصف الطيران ـ الذي يعد استمرارا للعدوان السافر على اليمن وانتهاكا لبنود القانون الدولي وممارسة لجرائم حرب ضد الشعب اليمني".ووصف النّهاري – عضو اللجنة الدّائمة للمؤتمر الشعبي العام تلك اللقاءات بأنّها" نشاطاً هاماً، ودوراً يليق بتاريخ المؤتمر الشّعبي العام وعلاقاته الدبلوماسيّة الواسعة في العالم، والتي تعرّضت لقرصنة وحصار سعودي وعربي غير مبرر"
لقاء مماثل بالسفير الصيني
وكان الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام ،عارف الزّوكا،عقد لقاءاً مماثلاً، بسفير جمهوريّة الصّين الشّعبيّة في اليمن السّيّد تيان تشي،بحضور الأمين العام المساعد، الدكتورأبو بكر القربيّ .وفي اللّقاء، عبّر الزّوكا عن أمله في أن يسهم" الأصدقاء الصّينيّون في المساعدة بتثبيت وقف إطلاق النّار" وقال" نحن على ثقة من أنّ الأصدقاء الصينيين سيكونون إلى جانب الشّعب اليمني بما يساهم في إيقاف العدوان ورفع الحصار" .
وإلى ذلك قال الأمين العام المساعد ، الدكتور أبو بكر القربيّ، إنّ المؤتمر الشّعبي هو الحزب الأكثر حرصاً على الحلّ السّلمي، وأنّه حرص على الوصول إلى الكويت، وسيدفع باتّجاه إنجاح المشاورات حتّى تحقيق السّلام، مشدّداً على ضرورة تثبيت وقف العمليّات العسكريّة من أجل مساعدة اليمنيين على البحث عن حلول سلميّة أمنيّة وسياسيّة عمليّة، "حتّى لا يكون هناك حلولٍ جزئية تعيد المشاكل من جديد"
وفي اللقاء تمنّى السّفير الصّيني، عودة سفارة بلاده لإستئناف أعمالها من العاصمة صنعاء، في أقرب وقتٍ ممكن،واصفاً مشاورات الكويت بأنّها "فرصة لتحقيق السلام" داعياً في نفس الوقت طرفي الأزمة " إلى اغتنام هذه الفرصة السّانحة لتحقيق نتائج حقيقيّة تنهي الحرب ".
النهاري : لقاءات تدفع باتجاه حتميّة الحلّ السلمي
وحسب القياديّ المؤتمري ،عبدالحفيظ النّهاري، فإنّهم يراهنون على الّلقاءات التي أجراها ويجريها وفد المؤتمر الشّعبي العام، مع سفراء الدّول الأعضاء في مجلس الأمن وسفراء الدّول الصّديقة، ومن ذلك سفراء الصين وألمانيا واليابان ، باتّجاه تخليص قرارات مجلس الأمن من ماوصفها" حالة الاختطاف والقرصنة التي تعرّضت لها"، وقال " ينظر الجميع بأمل كبير إلى جهود قيادة المؤتمر الشعبي العام والوفد الوطني الذي يضم الأخوة أنصار الله (وفد الشركاء في الدفاع عن حياض الوطن وسيادته واستقلاله)،وأضاف "نأمل أن تكلل جهودهم بالنّجاح، وأن يتمكّنوا من توضيح الحقائق للمجتمع الدّولي، وإسقاط أقنعة الزيف، التي تعرّض لها سفراء الدّول الصّديقة والشّقيقة في المنفى، جرّاء قرصنة دبلوماسيّة، لم تعهد في تاريخ الدّبلوماسيّة الدّوليّة".
مشيراً إلى أنّ "الشّعب اليمني ينظر بعين الأمل لكل تلك الجهود للخروج بإطار سياسيّ وعسكريّ، يوقف العدوان برّاً وبحراً وجواً ويحقن دماء اليمنيين، ويشكّل إطاراً سياسيّاً مستقبليّاً قابلاً للحياة". ولتحقيق ذلك، دعا النّهاري، إلى التّحلي بالصّبر والمثابرة "لتحقيق تلك الغايات الوطنيّة النبيلة، التي ظلّت في صدارة أهداف وقيم وممارسات المؤتمر الشّعبي العام، ورصيداً له في كلّ الظّروف والمنعطفات الوطنيّة".
حرص أوروبي على نجاح مفاوضات الكويت
وأمس الخميس التقى وفد المؤتمر الشعبي العام المشارك في مشاورات الكويت برئاسة الاستاذ عارف عوض الزوكا الامين العام للمؤتمر بسفراء دول الاتحاد الاوروبي في اليمن في العاصمة الكويتية الكويت.
وفي بداية اللقاء عبر الامين العام للمؤتمر عن شكره وتقديره للجهود التي يبذلها سفراء الاتحاد الاوروبي من اجل انجاح المشاورات ،مؤكدا حرص المؤتمر الشعبي العام على انجاح المشاورات .
وذكر الزوكا بان المؤتمر الشعبي العام اثناء ازمة العام 2011م حرص على تسليم السلطة رغم امتلاكه الشرعية الدستورية ووقوف الجيش والأمن وجماهير الشعب معه حرصا على حقن الدم اليمني وتنازل عن شرعيته من اجل السلام والحفاظ على اليمن وعدم انزلاقها الى مربع الحرب ،مؤكدا انه بعد عام من الحرب والدماء لابد ان يكون هناك تنازلات من جميع الاطراف من اجل الشعب اليمني .من جانبهم عبر سفراء دول الاتحاد الاوروبي عن شكرهم لوفد المؤتمر على مشاركته بفاعلية في مشاورات الكويت ،حاثين جميع الاطراف على التعاون مع مبعوث الامم المتحدة الى اليمن وضرورة ان يسهم الجميع في انجاح مشاورات الكويت عبر تقديم التنازلات .
التزام قوي من رعاة التسوية بانجاح المشاورات
وفي سياق متصل التقى الوفد الوطني المكون من المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله مع سفراء الدول الثماني عشرة الراعية للتسوية السياسية في اليمن في العاصمة الكويتية الكويت ،وفي اللقاء تحدث الامين العام للمؤتمر الشعبي العام الاستاذ عارف عوض الزوكا معبرا عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت ولحكومة الكويت وشعبها على استضافتهم لهذه لمشاورات وحرصهم على انجاحها مشيرا الى ان الكويت لها مواقف تاريخية مع الشعب اليمني منذ ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر كما انها رعت المصالحة بين شمال وجنوب الوطن في عام 79م وهي المصالحة التي افضت الى تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ،معبرا عن ثقته في ان مشاورات الكويت ستفضي الى سلام حقيقي في اليمن
وشدد الزوكا على حرص المؤتمر الشعبي العام على عدم اراقة قطرة دم يمنية واحدة مشيرا الى ان المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله تأخروا في الوصول الى الكويت حرصا منهم على ان تكون هذه المشاورات ناجحة وتفضي الى تحقيق السلام في اليمن .
من جانبهم اشاد سفراء الدول الثماني عشرة بموقف وفد القوى الوطنية (المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ) وما عبروا عنه من حرص على انجاح مشاورات الكويت مشيرين الى ضرورة ان تفضي هذه المشاورات الى تحقيق حلول شاملة تعيد لليمن الامن والاستقرار والسلام .وأكدوا التزام دول الثماني عشر القوي بإنجاح مشاورات الكويت مشيرين الى انه ورغم محاولات البعض الحديث عن فشل هذه المشاورات إلا ان لديهم الاحساس والثقة بأنها ناجحة.
حازب : المؤتمر قوة كبرى على الأرض يواجه حملات ظالمة
وقال عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الشيخ حسين حازب ،إن لقاءات وفد المؤتمر الشعبي العام بالسفراء الأشقاء والأصدقاء في العاصمة الكويتية الكويت، تؤكد بداية إستمرار حضور المؤتمر الشعبي العام وقيادته في ذاكرة الرأي العام ، وذاكرة أصدقاء المؤتمر ومعارضيه، وذلك باعتباره قوة وطنية " استحال ويستحيل تجاوزها"مشيراً كذلك الى أن الجهود الدبلوماسية المكثفة لوفد المؤتمر في مفاوضات الكويت ، تؤكد للمجتمع الدولي والإقليمي بان المؤتمر وقيادته الممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام – ما يزال يشكل ألقوّة الأكبر على الساحة الوطنية ، وذلك باعتباره "التنظيم السياسي الوحيد المتواجد في كل مكان داخل اليمن"
تحوّل عالمي خجول تجاه من يدافع عن أرضه ويقف عليها
وعن دلالات هذه اللقاءات يري، رئيس الدائرة التربوية بالامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، القيادي المؤتمري حسين حازب، أن المجتمع الدولي بدأ إزالة جدار التدليس والوهم الذي وضعه حولهم من وصفهم بـ(باعة الأوهام) على شاكلة أمانيهم في "أن المؤتمر قد انتهى وتشتت وتلاشا" وذلك بسبب "تلك الحملات الظالمة التي تشن على المؤتمر على مدار الساعة "
منوها في هذا الصدد الى أن الحشود الشعبية التي ملأت صنعاء في ٢٦مارس الماضي ،أوصلت رسالتها للعالم بوضوح تام، وأن التفاهم مع المؤتمر وقيادته أمر لا مناص منه ، وتمكنت من إقناع المجتمع الدولي بأن "المؤتمر رقم أساسي في أي تفاهمات وحلول مرتقبة"
وقال حازب في حديث لـ" المؤتمرنت" أن اللقاءات الدولية المتواصلة مع الوفد الوطني المكون من وفدي المؤتمر و"انصارالله" كقوى وطنية قادمة من الداخل ، تؤكد أهمية تعامل العالم مع الارض ومن يقف عليها،
مشيرا في مدلولاتها الى تحولٍ وصفه بالبطيء والخجول في رؤية العالم والإقليم نحو من يدافعون عن وطنهم ، وأوضح أن هذا التحول يضع " لبنات ولو هشة للوصول الى السلام وإحقاق الحق في هذا الوطن الذي تعرض لأبشع مؤامرة في التاريخ اشترك فيها العالم بتأييده بالفعل والقول وبالكلمة وبالصمت الغريب والمريب "وأضاف : " أهمية هذه اللقاءات ومدلولاتها الأساسية ان العالم بدأ يستمع للطرف المظلوم ،والمتهم ظلما وزورا ،بعد ان صُم آذانه اكثر من عام "