المؤتمرنت - تقرير- ماجد عبد الحميد - اجمع سياسيون ومناضلون وأكاديميون على ان يوم ال17 من يوليو 1978م مثل تحولا تاريخيا في اليمن بانتخاب الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الاسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام لرئاسة الجمهورية من قبل مجلس الشعب التأسيسي ،حيث طوى اليمنيون حقبة مريرة من الصراع الدامي على السلطة .
جاء ذلك في الندوة التي نظمها معهد الميثاق للتدريب والدراسات والبحوث اليوم تحت عنوان: "17 يوليو – تداول السلطة في اليمن وإرساء تقاليد الديمقراطية" وقدمت فيها العديد من اوراق العمل .
السيد : طوى اليمنيون حقبة صراع دام على السلطة
وفي هذا الاطار قال الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام فائقة السيد :إن السابع عش من يوليو 1978 لم يكن يوما عاديا في التاريخ السياسي المعاصر لليمن، وان هذا اليوم ليس مجرد مناسبة تؤرخ ذكرى وصول المقدم علي عبدالله صالح للرئاسة بعد انتخابه من قبل مجلس الشعب التاسيسي في ظروف صعبة كان كرسي الحكم فيها اشبه بكتلة من نار.
وقالت السيد - في ورقة عمل قدمتها بندوة نظمها معهد الميثاق للتدريب اليوم تحت عنوان: "17 يوليو – تداول السلطة في اليمن وإرساء تقاليد الديمقراطية": في هذا اليوم طوى اليمنيون حقبة مريرة من الصراع الدامي على السلطة اكتنفتها سلسلة من الاغتيالات لرؤساء في شمال الوطن وجنوبه وانقلابات عسكرية ومواجهات شطرية وبؤر صراع محلية وفقدان لكل مقومات الدولة وتوقف كامل لعجلة البناء والتنمية..
وأضافت السيد : "وإذا كان احتفاءنا بهذه الذكرى هذا العام يتزامن مع مرور ثلاث سنوات من العدوان الغاشم الظالم الذي يشنه التحالف العربي بقيادة السعودية على بلادنا فإنها مناسبة لتذكير القوى السياسية والاجتماعية وكافة اليمنيين بأن الديمقراطية هي السبيل الوحيد لتنظيم عملية الحكم وتداول السلطة كمدخل لتحقيق الامن والاستقرار..
وأشارت الى ان الاحتفاء بهذه المناسبة يأتي كتأكيد على ان الديمقراطية والقبول بالأخر والتعايش المشترك مع كل مكونات المجتمع هو الضامن لتحصين الجبهة الوطنية وتحقيق مبدأ السيادة الوطنية والحد من التدخلات الخارجية أيا كان شكلها .
وقالت السيد : ان المراهنة على الفوضى ومحاولات السيطرة على الحكم بمنطق القوة والغلبة لن تأتي على البلد إلا بالخراب والدمار على الوطن وسيدفع ثمنها كل الأطراف.
واختتمت بالقول: وفي الاخير اتوجه للزعيم على عبدالله صاح الذي هو محور كل الحديث الذي طرحناه بأن ما قدمه من منجزات عملاقة اهمها الوحدة اليمنية سيظل محفورا في ذاكرة اليمنيين جيل بعد جيل وان ما بذله من تضحيات في كل مراحل حكمه وحتى مغادرته السلطة وآخرها انحيازه للوطن في مواجهة العدوان الغاشم سيسجل في صفحات التاريخ بأحرف من نور ولن تستطيع أي قوة في العالم مهما كانت تشويه هذا التاريخ الحافل بالعطاءات والتضحيات..
السلال:قرار الزعيم صالح بعودة كل من هم في الخارج كان تاريخيا
من جانبه قال المناضل علي عبدالله السلال في ورقة عمل قدمها للندوة : نقف اليوم رغم الظروف الصعبة التي نمر بها ويمر بها وطننا الغالي امام مناسبة عزيزة وغالية على نفوسنا وهي مناسبة السابع عشر من يوليو عام 1978م والتي سجلها التاريخ الثوري والجمهوري عندما انتخب المجلس التأسيسي للجمهورية العربية اليمنية سابقا رئيسا من ابناء الطبقة الفقيرة التي كان ابناء شعبنا يعيشونها ايام عهد الجوع والمرض والفقر الامامي
وأضاف: انتخب المجلس التأسيسي حينها ابنا من ابنائه رئيسا للجمهورية وهو المقدم علي عبدالله صالح برتبه صغيرة دون تسميته بسيف الاسلام والذي اصبح بعد انتخابه رئيسا للجمهورية وقائدا اعلى للقوات المسلحة برتبة المشير دون القاب امامية كون عهد التوريث الامامي كان قد انتهي بعد تفجير الثورة السبتمبرية الخالدة التي فجرها تنظيم الضباط الاحرار بقيادة الرئيس المرحوم عبدالله السلال ..
وقال: لقد جاءت هذه المناسبة لتذكرنا وتذكر شعبنا بما قدمه شهدائنا الابرار في سبيل ارساء عائم النظام الجمهوري وتأسيس مبادئ الثورتين سبتمبر واكتوبر الخالدتين والتي توجت هذه التضحيات الجسيمة بقيام أهم اهدافها الوحدة اليمنية المباركة .
وتطرق السلال في ورقته الى القرار التاريخي والإنساني الذي اتخذه الزعيم علي عبدالله صالح بعد تولية السلطة بثلاثة اعوام والخاص بالعفو العام وعودة كل من هم في الخارج الى ارض الوطن .
وقال: كان ذلك القرار وطنيا وشجاعا وإنسانيا بحتا بل ويعد اضافة نوعية إلى انجازات الزعيم صالح التي حققها لهذا الوطن طيلة فترة حكمه
وأضاف: ان الزعيم صالح منذ توليه السلطة كان واثقا من نفسه ومن قراراته ولم يستجب يوما لتلك الهواجس والدعايات المغرضة التي كان يروجها اعداء الحياة والحرية لكنها في نفس الوقت لقيت كل تلك الهواجس والشكوك المغرضة قبولا ورواجا لدى من سبقوه من الرؤساء فمنعوا كل من كانوا في الخارج من العودة إلى وطنهم .
وقال السلال : ان قراره الزعيم صالح الذي اتخذه حينها كان تعبيرا عن الوفاء لرموز النضال ولأدوارهم البطولية المخلصة التي قدموها في سبيل عزة وكرامة هذا الوطن المعطاء .
العثربي : 17 يوليو تجربة يمنية حققت وسيلة مشروعة للوصول للسلطة
واستعرضت الندوة دراسة تحليلية لتجربة السابع عشر من يوليو 1978م ، اعتبرت السابع عشر من يوليو تجربة يمنية استطاع من خلالها اليمنيون الوصول إلى الوسيلة المشروعة للتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر والذي يعد الطريق الامن لانجاز الاستقرار السياسي الذي ينشده اليمنيون..
جاء ذلك في ورقة عمل بحثية بعنوان : "تداول السلطة في اليمن وارساء تقاليد الديمقراطية" التي اعدها القيادي المؤتمري ورئيس دائرة الثقافة بالمؤتمر الدكتور علي مطهر العثربي ..
وتطرقت الورقة الى كل المنعطفات التاريخية والوسائل الغير مشروعة التي شهدتها البلاد من اجل الوصول الى السلطة وذلك منذ قيام ثورة سبتمبر في العام 1962 وحتى 17 يوليو 1978م والذي غير مجرى التاريخ في اليمن وانتقل بالبلاد من الانقلابات البيضاء والسوداء والاغتيالات الى التداول السلمي للسلطة عبر اختيار رئيس من خلال الانتخابات ..
وطبقا للورقة فقد تأخر الوصول الى التداول السلمي للسطلة حتى جاءت الظروف الزمانية المناسبة التي مكنت اليمنيين من العودة الى المسار الديمقراطي السليم في 17/ 7/ 1978م التي تاتي ذكراها هذا العام في ظل استمرار العدوان على اليمن لتجعل اليمنيين اكثر قدرة على استلهام ماضيهم وما صنعوه من تجارب حضارية مكنتهم من تحريك عجلة التنمية وجنبتهم التدخلات الخارجية ومكنتهم من بناء دولة النظام والقانون من خلال الالتزام بإرساء تقاليد العمل الشوروي الديمقراطي الذي يجسد الارادة الشعبية ويضمن حق الاختيار الحر ..
وتناولت الدراسة البحثية تداول السلطة في اليمن وارساء تقاليد الديمقراطية وتركزت على تجربة السابع عشر من يوليو 78م كدراسة تحليلية للحياة السياسية في اليمن المعاصر.
كما تجيب الدراسة على العديد من التساؤلات ابرزها ماهي وسائل ممارسة السلطة عقب الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وماهي الاثار التي رافقت تلك الوسيلة وما مدى انعكاساتها على الاستقرار السياسي في اليمن المعاصر وما الذي حققته تجربة السابع عشر من يوليو 78م في مجال ارساء التقاليد الديمقراطية..؟
جندب :17 يوليو كان يوما فاصلا في تاريخ الامة اليمنية
وبدوره قال احمد جندب- احد مؤسسي المؤتمر الشعبي العام: انه من الطبيعي ان لا تستوفي كلمة في صفحات معدودة انجازات تسعة وثلاثين عاما حافلة بمسيرة الخير والنماء من سيرة زعيم وقائد مسيرة شعب ولكن حسبنا المرور على اساسيات ما تحقق في عهده من الانجازات التاريخية وعلى رأسها : الوحدة ، والديمقراطية، والتنمية الشاملة..
وأضاف جندب في ورقة عمل قدمها بالندوة : انه في يومنا هذا تمر علينا الذكرى الثامنة والثلاثون ليوم السابع عشر من يوليو وهو ذلك اليوم التاريخي الاغر الذي اختاره القدر لانتخاب مجلس الشعب التأسيسي للزعيم على عبدالله صالح رئيسا للجمهورية..
وأشار إلى انه كان يوما فاصلا في تأريخ الامة اليمنية الذي غير مسار حياتها نحو مستقبل زاهر وترك في ذاكرة التاريخ صورة مشرقة لعهد جديد..
وقال : ان هذا الرجل الفذ الذي ينتمي لصميم الشعب اليمني لم يأتي إلى كرسي الحكم بإنقلاب عسكري على دبابة مطهمة بل جاء بصورة ديمقراطية حضارية فكان انتخابه رئيسا للجمهورية وقائدا عاما للقوات المسلحة من قبل مجلس الشعب التاسيسي في السابع عشر من يوليو 1987م ..
وتحدث جندب عن تجربة الزعيم صالح بعد تولية السلطة في اليمن وإرسائه لقواعد النظام السياسي وقواعد التنمية والتطور والازدهار والنهوض الاقتصادي والتنموي وانتهاجه لسياسة متوازنة بين الشرق والغرب ما مكن اليمن من الاحتفاظ بعلاقات ودية مع مختلف الدول ، الى جانب مواقفه العروبية المبدئية والثابتة ومناصرته للقضايا العربية والاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعمة لنضال الشعبين السوري واللبناني في تحرير اراضيها المحتلة الامر الذي جعله احد الزعامات التي نالت محبة الجماهير في الساحة العربية والتي تعلق عليها الامال والطموحات القومية..
وقال: لطالما دعا الزعيم صالح إلى مواصلة العمل لترتيب البيت العربي من الداخل وتفعيل دور الجامعة العربية على اسس تقوم على المصارحة والمكاشفة واحتواء الخلافات والصراعات ، حيث قدم مبادرة لتعديل ميثاق جامعة الدول العربية وعقد الاجتماعات الدورية السنوية للقمة العربية بالإضافة الى دعوته الى تعزيز دور منظمة المؤتمر الاسلامي وتعزيز الروابط المشتركة بين الدول الإسلامية
وتطرق إلى تجلي الحكمة اليمانية في تصرفات فخامة الزعيم في التعامل مع قضية الاحتلال الاريتيري لجزيرة حنيش فتم استعادة الحقوق اليمنية سلميا عبر محكمة العدل الدولية كما استطاع حل المشكلات الحدودية بين اليمن وكل من سلطة عمان والمملكة السعودية وعمل على ارساء دعائم الامن والسلام في منطقة البحر الاحمر والقرن الافريقي وقدم الدعم الكامل للشعب الصومالي للخروج من الصراعات الداخلية التي تعصب به، وعمل على نبذ العنف ومحاربة التطرف ومكافحة الارهاب بجميع اشكاله وأنواعه ومصادره وعلى ايجاد تعاون دولي مشترك مع الدول المعنية لمحاربته ..
وفي الشأن المحلي ، قال احمد جندب في ورقته : ان المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم صالح عمل مع مختلف القوى السياسية على ترسيخ الديمقراطية ونهج الحوار واحترام الرأي والرأي الاخر المضي في برنامج الاصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد .
مشيرا إلى انه تحقق للشعب اليمني طفرة ملموسة تمثلت في ثورة المواصلات والاتصالات والإعلام والثقافة والسياحة والآثار وشبكة الطرق والمواصلات البرية والبحرية والجوية وفي خدمات المياه والكهرباء ورعاية الشباب والصحة والتعليم الاساسي والجامعي والفني والمهني ومحو الامية وفي الرعاية الاجتماعية ورعاية المغتربين وفي تطوير القطاع المالي والمصرفي والتجاري والاستثماري وفي الادارة والقضاء..
وقال: توج كل هذه الانجازات ببناء مؤسسة القوات المسلحة والأمن الباسلة التي اثبتت للعالم اجمع مدى قوتها وصلابتها وقدرتها على حماية الوطن ووحدته وسيادته واستقلاله واثبت للعالم مدى حنكة قائدها المؤسس القائد التاريخي فخامة الزعيم علي عبدالله صالح ..