المؤتمرنت - من المعروف أن ترطيب الجسم ضروري لصحتنا، إلا أن آثار الجفاف قد تتجاوز الشعور بالعطش أو الصداع، حتى الجفاف الطفيف قد يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، وقد تشعر به بالفعل من دون أن تعلم أن هذا هو السبب.

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ليفربول، أن الذين يستهلكون باستمرار أقل من الحد الأدنى الموصى به (1.5 لتر) من الماء يومياً أظهروا ارتفاعاً في مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الرئيسي في الجسم.

إليك أهم تأثيرات العطش على صحة الجسم، كما أوردها تقرير لـ"سوري لايف":

1. انخفاض الطاقة:
تقول الدكتورة نادرة أوال، طبيبة عامة معتمدة من عيادات دوكتفاي في بريطانيا: "غالباً ما يرتبط عدم تناول كمية كافية من الماء بالتعب وانخفاض الأداء البدني". ينقل الماء العناصر الغذائية والأكسجين إلى خلايا الجسم، وعندما تنخفض مستويات الترطيب، تقل كفاءة هذه العملية، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة وضعف الأداء البدني.

2. الرغبة في تناول السكر وتفاقم الحساسية:
يوضح الدكتور نافيد آصف، طبيب عام في عيادة لندن العامة: "من الشائع أيضاً الشعور بالرغبة الشديدة في تناول السكر عند الإصابة بالجفاف، حيث يحتاج الكبد إلى الماء لتحويل الغليكوجين إلى غلوكوز للحصول على الطاقة، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الغلوكوز في الجسم".
ويضيف آصف: "قد تتفاقم الحساسية عند الإصابة بالجفاف بسبب ارتفاع مستويات بعض المواد الكيميائية في الدم التي تزيد من الحساسية".

3. اختلال توازن الإلكتروليتات وتشنج العضلات:
يقول الدكتور أوال: "للجفاف تأثير كبير على توازن الإلكتروليتات في الجسم. تُعدّ الإلكتروليتات، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد، ضروريةً لمجموعة متنوعة من الأنشطة البيولوجية، بما في ذلك نقل الإشارات العصبية وانقباض العضلات. وعندما يُصاب الجسم بالجفاف، قد يختل توازن هذه الإلكتروليتات الأساسية. يُمكن أن يُسبب هذا الخلل أعراضاً متنوعة، تتراوح بين تقلصات عضلية طفيفة إلى عواقب أكثر خطورة، مثل التشنجات العضلية اللاإرادية، وفي الحالات القصوى، فقدان الوعي".

4. شيخوخة الجلد المبكرة:
ينصح أوال بأن الترطيب الكافي ضروري للحفاظ على مرونة الجلد وصحته. فعندما يُصاب الجسم بالجفاف المستمر، يصبح الجلد جافاً وأقل مرونة، ما يجعله أكثر عرضةً للتهيج والتلف. مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى شيخوخة مبكرة وزيادة خطر الإصابة بمشاكل جلدية.

5. انخفاض ضغط الدم:
للجفاف تأثير كبير على الجهاز القلبي الوعائي. ويشير أوال إلى أنه "مع فقدان الجسم للسوائل، ينخفض ​​حجم الدم، ما قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم". ويوضح: "قد يؤدي هذا الانخفاض في ضغط الدم إلى انخفاض إمداد الأنسجة بالأكسجين في جميع أنحاء الجسم. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي ذلك إلى صدمة نقص حجم الدم، وهي حالة تهدد الحياة، حيث يفشل القلب في ضخ كمية كافية من الدم لتلبية احتياجات الجسم".

6. الآثار الإدراكية:
يمكن أن تمتد آثار الجفاف أيضاً إلى الأداء الإدراكي. ويوضح أوال أن "الدماغ حساس للغاية للتغيرات في حالة الترطيب - حتى الجفاف الطفيف يمكن أن يضعف القدرة العقلية".
وأوضحت الدراسات أن الجفاف قد يضعف التركيز والذاكرة واتخاذ القرارات. وفي الحالات الأكثر شدة، قد يسبب ذلك ارتباكاً وتوهاناً، وهو أمر خطير خصوصاً في المواقف التي تتطلب اليقظة، مثل القيادة أو تشغيل الآلات.

7. رائحة الفم الكريهة:
نتيجة للجفاف، يمكن أن تنتج رائحة الفم الكريهة عن انخفاض اللعاب، الذي يساعد عادةً على تحييد البكتيريا في الفم.

8. حصى الكلى والتهابات المسالك البولية:
تعدّ الكلى عرضة بشكل خاص لآثار الجفاف المزمن. ويقول أوال: "يمكن أن يزيد قلة شرب الماء من خطر الإصابة بحصوات الكلى بمرور الوقت عن طريق زيادة تركيز المعادن والفضلات في البول".
كما أن الجفاف المستمر يضع ضغطاً إضافياً على الكلى، ما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية ويساهم في تلف الكلى على المدى الطويل.