اى حريـــة هذه؟
الخميس, 21-يوليو-2005.. - فاجعُ ومحزنُ بحقٍ ذلك المشهد الدموى الذي عاشته بالأمس عاصمة اليمن صنعاء ومعها عدد من مدن البلاد . لايمكن لمشهد الدم والخراب ذلك ان يعبر عن شيء غير همجية وظلامية من رسموا ملامحه وغير نوازع الشر والقبح والكراهية فى نفوس من صبغوا ألوانه بدماء ضحاياه وجرحاه الأبريا ء.
لم يكن ذلك المشهد فى الواقع سوى النموذج الذى يراد لليمن ان يكون عليه وغير عينة لعقلية وطريقة تفكير من خططوا له وارادوا تقديم اليمن الى العالم من خلاله مشوهاً خرباً وممزقا ً وكأن منجزات ثورته ومكاسب وحدته آلت الى مجرد غابة من الحرائق والدخان.. أليس هذه هى الرسالة التى اراد ايصالها اؤلئك الغوغائيون ومن ورائهم تلك القوى المتاجرة بجوع البسطاء واللاعبة بأعصاب الشارع المتوتر بفعل تضليلها واساليب كيدها ومحاولاتها المحمومة لتشوية حقيقية الاهداف والمنافع المتغياة من وراء منظومة الاصلاحات السعرية التى شرعت الحكومة فى تنفيذها..
مايجب ان يعرفه ابناء شعبنا جيدا امام ظرف وطنى بالغ الحساسية كالذى تمر به البلاد حاليا هو اهمية التمييز بين حقهم فى التعبير عن مواقفهم وآرائهم ايأ كانت من خلال التظاهر السلمى المتمدن والمتحضر وبين الانجرار وراء تلك الدعوات الماكرة لتلك القوى المأزومة التى لاهدف لها سوى هدم ماعجزت ان تقدمه للشعب حتى وهى فى سدة الحكم ومركز القرار.. ينبغى على ابناء شعبنا ان يتنبهوا جيدا الى كل محاولات استغلال معاناتهم وان يسألوا كل محرض على الفتنة او داع الى تجاوز النظام والقانون والاعتداء على حرمات وممتلكات الدولة والمواطنين ان كان لديه حقا اي برنامج اقتصادى بديل يؤمن للمواطنين معائشهم وارزاقهم ويحفظ لهم كرامتهم ..
لقد خبر شعبنا طويلا تلك القوى المتآمرة وخبر معها اضاليلها وشعاراتها المزيفة البريق وهاهو ينفق اليوم سنوات مهمة من تاريخه لمعالجة آثار حكمها الأرعن ومخلفات استبداها بالسلطة وعبثها بمقدرات البلاد ومصائر اجيالها..
ان رشق اى منشأة حكومية او خاصة بحجر واقتلاع شجرة او عمود إنارة واتلاف وسيلة نقل واحراق اطار سيارة هنا او هناك كلها اعمال صبيانية طائشة وغير مسئولة لاتقدم ولا تؤخر شيئا فى موازين المحاججة واثبات الحقوق او التعبير عن الرأى قدر ماتسيء الى مرتكبيها وتكشف عن نوايا مدبريها والمحرضين عليها فتلك المنشئات والمرافق والخدمات والاشجار والمعالم المدنية الاخرى التى جرى الاعتداء عليها هى فى النهاية ملك للشعب كله وهى عنوان اخلاقه تحضره والخاسر الاكبر من المساس بها ليس هذا المسئول اوتلك الحكومة بل الوطن وسمعته ومكانته بين الشعوب والأمم!!