أصول الدين الأربعة.. الثوابت، والمتغيّر
الإثنين, 03-أكتوبر-2005صنعاء/ المؤتمر نت -عرض/ هشام شمسان - يجاهد مؤلف كتاب "أصول الدين الأربعة" - للعلامة أبي بكر العدني - للوصول إلى ربط شرعي، يعيد من خلاله قراءة حديث، الرجل الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فجلس عند ركبتيه فقال يا رسول الله: ما الإسلام....الخ" إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل -عليه السلام -جاء ليعلمكم دينكم "؛ حيث يقرِّر علماء السنة، من خلال هذا الحديث أصولاً ثلاثة للدين هي: الإسلام، والإيمان، والإحسان.
والمؤلف - من خلال الحديث المشار إليه- يقرِّر وجوب النظر في هذا الحديث، معتذراً إلى جميع علماء السلف، والخلف باعتبارهم: "أغفلوا الركنية للمعادل الرابع من أركان الدين"، والتي يحددها بـ"علامات الساعة" معتقداً بأن ربط علامات الساعة بأمر الديانة، ملزم وجوباً، حتى تكتمل مراتب المعرفة، وتكتمل مراتب دعوة سيد المرسلين.
وإزاء إثبات هذا الربط الوجوبي برأيه – يقوم المفكر والداعية الإسلامي أبو بكر العدني بن علي المشهور في كتابه المشار إليه بتفصيل الثوابت الثلاثة: (الإسلام – الإيمان – الإحسان) موضحاً دورها في بناء الإنسان المسلم، مفسّراً الركن الرابع، وثوابته، والذي أسماه بـ"فقه التحولات"- وقسمه إلى ثلاثة أقسام: الأشراط، والفتن ومضلاتها، والملاحم؛ مفصلاً كل قسم بالشرح، والتدليل؛ مبرزاً خلال بحثه أهمية إعادة الدراسة للركن الرابع الذي ربط غيابه بحالات، وأسباب التردي، والانهزام في الأمة الإسلامية إبان حكم عثمان بن عفان فما فوقه؛ مدللاً على ذلك بحديثه صلى الله عليه وسلم" لا يزال هذا الدين قائماً بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني فلان".
.وفسّر العدني الثلم - في الحديث – بأنه يتطابق وغياب الركن الرابع من أركان الدين وهو الركن المختص "بكشف حقائق الدجالين في سنتي الحكم والعلم" - كما يقول - متوقفاً عند شرح مفهوم فقه التحولات وسنة المواقف على ضوء رباعية لأركان، بما يكفي لتأييد حجته، بحيث يقعٍّد لفقه التحولات من الأصلين: الكتاب والسنة، ويوصِّل سنة "المواقف وسنة الدلالات" كإضافة محمودة على السنة، القولية، والفعلية، والتقريرية، ويتناول بالربط بين الظواهر وموقعها في الحياة البشرية، من خلال الربط بين علامات الساعة، والواقع المعاش، مقسماً علامات الساعة إلى إشراط، وعلامات، وفتن، ومضلات فتن، وإشارات وملاحم ويصنع لكل واحدة من المسميات دليلاً من الحديث النبوي الشريف.
ويضع المؤلف في ختام كتابه ملحقاً أسماه: الملحق المفيد لكل طالب مستفيد عن أركان الديانة الأربعة، وما يقابلها من المفهوم الجديد: كالآتي:
1. الإسلام، ويقابله الذكر الذي يشمل تفصيلات وثوابت الإسلام، كالشهادتين والصلاة، والصوم، والزكاة، والحج.
2. الإيمان، ويقابله الفكر، وهو كما جاء في حديث جبريل أن تؤمن باله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.
3. الإحسان، ويقابله الشكر الذي يعني في القرآن أعلى درجات التعبد.
4. علامات الساعة، ويقابلها النقائض، والتحولات، وقصد المؤلف التعبد: نقض العرى، المقصودة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث "لتنقضنَّ عرى الإسلام، عروة عروة..." وقصد بالتحولات: التغيرات الطارئة في الزمان والمكان والعلامات، مما يدخل تحت مضلات الفتن والأشراط، والعلامات.
وخلاصة القول: لقد حاول العدني في كتابه إثبات أصل رابع إلى جانب الأصول الثلاثة التي أثبتها علماء الإسلام "السنة"، وفي سبيل هذا الهدف، قام المؤلف بتأويل أصول بعض الأحاديث، والآيات القرآنية، وإخضاع تأويلاته التفسيرية لصالح رؤيته للأصل الرابع، الذي أسماه بـ"المتغيّر"، أو أشراط الساعة.
.......................................................
اسم الكتاب: أصول الدين الأربعة.
المؤلف: أبو بكر العدني ابن علي المشهور.
النشر: مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث طـ2 2005م.