السبت, 26-أبريل-2025 الساعة: 05:29 م - آخر تحديث: 03:58 م (58: 12) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الصحافة وجدل (الهامش).. حتى لا نتحول إلى جلادين أو (ملائكة)!!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الصحافة وجدل (الهامش).. حتى لا نتحول إلى جلادين أو (ملائكة)!!

الجمعة, 15-ديسمبر-2006
المؤتمر نت - أمين الوائلي - ·يشكو الصحفيون في اليمن –دائماً- من غياب المعلومات وصعوبة الوصول إليها، وهم يحمِّلون أهل القرار في الجهات والمؤسسات الحكومية والإدارات المختلفة المسئولية في ذلك، لا بل تتحول الصحف إلى بؤرة للنقمة-وربما الانتقام من الجميع في الجهاز الإداري والتنفيذي للحكومة حتى لو لم يبذل الصحفي جهداً يذكر في سبيل الحصول على المعلومة أو الوصول إليها.

·وفي المقابل يشكو الكثير من المدراء ورؤساء الإدارات والوحدات الإدارية والمسئولين من صعوبة التعامل مع الصحافي والصحافة، حتى أن أحد هؤلاء قال لي جاداً، أنه بات يعاني من حساسية مفرطة تجاه الصحافيين ويصيبه ما يشبه "الغثيان" أو الدوار إذا قيل له أن صحافياً يطلب لقاءه!

·والسبب دائماً هو أن البعض من المشتغلين في المهنة كرسوا لدى الآخرين صورة نمطية سالبة وسيئة للغاية عن الصحافة والصحافيين؛ حيث يكون الوصول إلى المسئول، الوزير، أو المدير هو الغاية والقصد وليس الوصول إلى المعلومة! وآخر ما يفكر فيه هؤلاء هو المعلومات أو الحصول عليها، وهي تأتي أخيراً في قائمة أولويات الصحافي لدى المسئول.. هذا إذا أتت من الأساس!.

·بالطبع.. هناك من يهمه الوصول إلى الشخص المسئول للحصول على أشياء كثيرة ومختلفة، ليس أهمها على الإطلاق (المعلومات)! وقد يتفاجأ أهل المناصب والمراتب لو أن واحداً من الصحافيين حصر طلبه في الحصول على معلومة ما أو إجابة محددة ثم ينصرف دون أن يسأل أو يطلب أشياء أخرى!.

·هذه الصورة السلبية للغاية كرسها نفر من الدخلاء على المهنة أو الممتهنين لها، أو الذين يتخذونها وسيلة للتكسب والمقايضات المختلفة، وحتى الابتزاز!.

· وليس هناك ما هو أخطر ولا أضر من سمعة ورسالة ومصداقية الصحافي والصحافة من هذه الفئة التي انحطت بالمهنة إلى الدرك الأسفل من الرخص والابتذال والإسفاف.

·ولأن الحسنة تخص والسيئة تعم.. فإن الصحافة وأهلها أمسوا في نظر المتضررين سواء.. ولهذا لم يعد من المصداقية ولا المسئولية في شيء أن نزكي وننزه الصحافيين في جميع مواضع الجدل المتعلقة بالعنوان الرئيسي للتناولة وتفرعاتها في مقابل إدانة مطلقة واتهامية مرسلة للطرف الآخر.

·لا نريد لأنفسنا أن نغدو جلادين بالحق وبالباطل، أو أن نصادر الحق والبراءة لنا وحدنا وبعض النظر عن حيثيات وشواهد القضايا وسلوكيات الأطراف جميعاً.

·أحسب أن جزءاً كبيراً وعلى جانب عظيم من الأهمية، من مشكل الصحافة اليمنية وجودتها ومصداقيتها والرسالة الاجتماعية المناطة بها، يكمن في هذا القدر من السوء والسلبية والانتهازية والذي كرسه البعض كصفة لازمة وملازمة لأدائه الصحافي ومناوراته التبادلية –مع أو ضد- هذا المسئول أو تلك الجهة أو الإدارة.

·باختصار.. لسنا ملائكة ولا معصومين لمجرد أننا صحافيين وأنها صحافة..
هذا لا يعني أن الطرف الآخر لا يتحمل جزءاً مهماً من المسئولية، قد يفوق الجزء الذي نتحمله نحن، ولكن ما ينبغي فهمه هو أنَّ ثمة من يسيء إلى سمعة وشرف الكلمة والمهنة ويتاجر بها.. وربما هذا ما أفقد الرسالة الصحافية والصحافة عموماً مصداقيتها وأثرها الرسالي لدى القارئ والمسئول على السواء، وعلى النقابة أن تفكر جدياً في التصدي لهذه الإشكالية، وهذا التحدي بشفافية وحزم.

·أفهم أن النزعة الثورية التي تتسم بها مهنة الصحافة عموماً تجعل من المستحب غالباً انتهاج أسلوب متمرد على قوالب وأعراف سائدة، وهذا القدر مطلوب دون شك لإثبات الصحافة في مركز التأثير والتغيير، ولكن.. ليس إلى الحد الذي يجيء عكسياً ومخالفاً لأبجديات المهنة وأخلاقياتها، فالتمرد قد يأتي على حساب الصحافة والمهنة ذاتها، بمعنى أنه قد يجعل المرء متمرداً حتى على أعراف وتقاليد وأخلاق المهنة.

·نتحدث عن هامش الحرية الصحافية.. ويكثر ويشتد الجدل والمنافحة ولا أحد فكر يوماً في مراجعة نقدية جادة وفاحصة تستعرض سيرة التجربة الصحافية وإفرازاتها طوال العمر القصير –نسبياً- لتجربتنا مع الحرية والتعدد والممارسة الفعلية على أرض الواقع في الشكل والمضمون معاً.

·من المألوف لدى الصحافيين ومن إليهم أن يتركز نقدهم في اتجاه الآخر-سواء دولة أو أجهزة أو سلطات- ويكاد هذا يكون محفوظاً وسهلاً للغاية.

·الصعوبة الحقيقية تنشأ في الاتجاه النقدي الآخر.. نقد الذات أعني. ولن يستقيم الجدل ويؤتى ثماره المرجوة إلا متى ما أخذنا على أنفسنا ولصالحها بمنهجية متوازنة في التقويم والنقد: لنا وعلينا، أن نتكرس معاً، وبتجرد على تعلم وإجادة نقد الذات وتجريدها من ألبسة وألقاب البراءة والنزاهة المطلقة.

·أن نعرض أنفسنا وأداءنا ورسالتنا على مجهر الفحص والتقويم أو التقييم، بعدها قد يمكن أن نصل إلى النقطة التي يمكننا عندها البدء فعلياً في سياق مهنة أو سلطة رسالية رابعة، مجتمعنا أحوج وأحق ما يكون إلى تجسيدها.. كفاءة.. وجرأة.. وأمانة..
،،، شكراً لأنكم تبتسمون..
[email protected]

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة

24

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورفي ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور/ يسلم بن حبتور

25

قاسم محمد لبوزة*الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة

25

غازي أحمد علي محسن*اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات

26

جابر عبدالله غالب الوهباني* عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط

22

عبدالقادر بجاش الحيدريالبروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب

06

إياد فاضل*في ذكرى الاستقلال

29

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

د. أبو بكر القربيفرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر

29

بقلم/ يحيى علي الراعي*ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة

13

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025