المؤتمرنت - وكالات - قال رئيس لجنة تعنى بحقوق الإنسان في نيجيريا الثلاثاء، إن حصيلة قتلى المواجهات المندلعة منذ أيام شمالي البلاد بين قوات الأمن وتنظيم متشدد يقال إنه يعتنق أفكاراً ومعتقدات تشبه تلك التي تتبناها حركة "طالبان" الأفغانية، قد ارتفعت إلى أكثر من 300 قتيل.

وقال شيخو ساني، رئيس تجمع الحقوق المدنية النيجري، إن المعارك امتدت الثلاثاء إلى ضواحي مدينة ميداغوري، مضيفاً أن المدنيين يفرون حالياً محاولين اللجوء إلى المقرات العسكرية والمستشفيات.

بالمقابل، قال إيمانويل أوجوكوا، الناطق باسم الشرطة النيجرية، إن المعارك التي بدأت الأحد في مدينة بوشي امتدت إلى ولايات مجاورة، بعدما شن المسلحون هجوماً على ولايتي يوبي وبورنو.

أما وكالة الأنباء النيجيرية الرسمية، فقد ذكرت أن مائة على الأقل من عناصر الجماعة التي يقودها الشيخ محمد يوسف قد قتلوا.

وكانت مصادر صحفية نيجيرية قد أشارت الاثنين إلى أن العشرات قتلوا في شمالي البلاد، إثر مواجهات جرت بين قوات الأمن وعناصر من الجماعة.

وذكرت المصادر أن المواجهات اندلعت مع الجماعة في مدينة "بوشي" بعد مهاجمة عناصر منها مركزاً للشرطة.
وقال مركز الخدمات الصحيفة النيجيري إن مصادر الشرطة أوردت مقتل 32 من عناصر الجماعة، غير أنها نوهت إلى أن مراسلين كانوا في موقع الحدث أحصوا أكثر من 150 جثة الاثنين.

وتحمل الجماعة النيجرية اسم "بوكو حرام" أي "التعليم حرام،" وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد وحظر أساليب التعليم المتبعة.

بالمقابل، قال معلم عيسى يوغودا، حاكم "بوشي" إن الجماعة هي عبارة عن "ميليشيا مسلحة،" داعياً الحكومة المركزية إلى التعامل معها على أنها قضية أمن وطني.

وأضاف: "إنهم يخططون لمهاجمة الجميع.. على كل حكام الولايات التحرك بشكل متضامن لتنظيف ولاياتهم من هذه الحثالة."

وبحسب تقارير مركز الخدمات الصحيفة النيجيري، فإن لدى الجماعة تعاليم تخالف الاتجاه العام للقوى الإسلامية في البلاد، خاصة لجهة رفض التعايش مع المسيحيين، وقد قام المئات من عناصرها بمهاجمة مركز شركة في المدينة وعمدوا إلى تحطيمه بالكامل بعدما طردوا عناصره.

وقد اضطرت الشرطة إلى طلب تعزيزات لطرد عناصر الجماعة، ما أدت لوقوع الصدام الذي خلف عشرات القتلى والجرحى.


من جهته، قال محمد بارو، قائد شرطة مدينة بوشي، إن رجال الأمن عمدوا إلى تطويق موقع الحادث للحفاظ على الأمن ومنع انتقال التوترات إلى مناطق مجاورة، مضيفاً أنه سيصدر توضيحات رسمية بعد تلقي موافقة المقر العام لقيادة الشرطة النيجيرية في أبوجا.

وبحسب التقارير النيجرية، فإن جماعة "بوكو حرام" ظهرت عام 2004، وقامت ببناء مركز لها في إحدى القرى حيث تمركزت فيها، وهي تقوم بتلقين أتباعها مناهج فكرية ودينية تشبع تلك التي تعتنقها حركة طالبان الأفغانية.