السبت, 26-أبريل-2025 الساعة: 08:21 ص - آخر تحديث: 01:30 ص (30: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
شهر القرآن (16) «وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّح»



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من دين


عناوين أخرى متفرقة


شهر القرآن (16) «وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّح»

الخميس, 26-أغسطس-2010
د. عائض القرني - الأقضية تقوم على أمرين، إما حكم وإما صلح، فالحكم قضية عادلة وحكم نافذ، وقد يترك في نفس أحد الخصمين أثرا، فإن الحق لا يرضي الطرفين كما قال الأول:
* إنّ نِصْفَ الناسِ أعداءٌ لمن - وَلِيَ الأحكامَ.. هذا إنْ عَدَلْ
* ولكن الصلح خير، فهو أحسن أثرا، وأسلم عاقبة، لأنه يبنى على كرم النفس، وسماحة الطبع، فهو يأتي عفوا بلا حكم صادر من أحد، بل من جودة السجية، وحسن الخلال، فالذي يسعى بالصلح مسدد مُعانٌ محبوب، لأنه يريد البناء والخير، ولهذا قال شعيب: «إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ».
عفا عمن ظلمه في عرضه، فالصلح خير على كل جهة أردت، لأنه لا يندم على الصلح أحد، إذ يعوض الله قابل الصلح سكينة وأمنا، وبرد عفوٍ ولذة كرم، يجدها في قلبه، لأن المُصالِح كريم، والكريم واسع البطان، رحب الباع، منشرح الصدر، بخلاف رافض الصلح فإنه يعاقب بحرج في صدره، وضيق في نفسه، جزاءً وفاقا لعمله.
واعتبر بهذا البخيل والجافي الغليظ واللحوح الشحيح، ففيه من جدب النفس، وقحط الروح، وضيق الخلق، ما يفوق الوصف مجازاة لفعله الشنيع.
وما أجمل هذا التعقيب الباهر الساطع: «وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ»، وهو تحذير للنفوس من هذا المرض الذي يصحبها، ويغلب عليها فلا تقبل صلاحا، ولا تعفو عن مظلمة، ولا تتنازل عن حق، ولا تعطي نوالا إلا من رحم الله، ولكن في قوله: «وَأُحْضِرَتِ» صورة حية لحضور شبح الجاثم القاتم، وكأنه ليل مكفهر، حضر بأسماله السوداء ووجهه العابس.
ثم ذكر الأنفس لأنها مصدر الخير والشر، والجود والبخل، فمن حدّث نفسه بالمعروف قَبِل الصلح وسعى إلى المسامحة، ومن بخلت نفسه وضنت ضيقت على عباد الله وسعت في استيفاء حقوقها بشراسة وعناد. وفي قوله: «الشُّحَّ» إشراق في العبارة، لأن الشح غاية البخل ومنتهاه، وهو أشمل من البخل الذي هو منع العطاء، وحبس التدفق، يزيد بترك العفو، ورفض المسامحة، والسعي في المطالبة والمعاتبة والمضاربة، حتى قال ابن تيمية: المؤمن الصادق لا يضارب ولا يعاقب ولا يطالب، وإنما يمنع الإصلاح قبولُ شح الأنفس الأمّارة، ولهذا حسن أن يزف في سياق الآية، فمن نجا من شح نفسه عاش صالحا مصلحا، فصار كالغمامة أينما حلت هلت، فهو جواد عند الخصومة، سهل عفو عند المنازعة، يسيرٌ عند الجدال، صفوح عند المعاتبة، بخلاف الشحيح، فهو بخيل بنواله، ثقيل في مطالبه، عنيد في خلافه، شرس في طباعه، وصدق الله

الشرق الاوسط
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة

24

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورفي ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور/ يسلم بن حبتور

25

قاسم محمد لبوزة*الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة

25

غازي أحمد علي محسن*اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات

26

جابر عبدالله غالب الوهباني* عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط

22

عبدالقادر بجاش الحيدريالبروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب

06

إياد فاضل*في ذكرى الاستقلال

29

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

د. أبو بكر القربيفرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر

29

بقلم/ يحيى علي الراعي*ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة

13

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025