السبت, 26-أبريل-2025 الساعة: 04:53 ص - آخر تحديث: 01:30 ص (30: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
رحلة إلى تريم .. عبقرية المكان والإنسان 1-2



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


رحلة إلى تريم .. عبقرية المكان والإنسان 1-2

الخميس, 26-أغسطس-2010
علي حسن الشاطر - "هذه هي مدينة تريم" قالها قائد الطائرة التي كانت تقلنا في رحلة انطلقت من عدن مروراً بأجواء عدد من مدن وادي حضرموت ومنها أجواء مدينة (تريم) وصولاً إلى مدينة سيئون وكان ذلك تقريباً في العام 1982م قبل إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني بثماني سنوات، اسم (تريم) كان له وقع خاص في وجداني، ومر في أفق خيالي كبرق تلألأ في جنح الظلام، فهذه المدينة التي لم أعرفها، ولم أزرها من قبل كانت قد سكنت كياني، وشغفت بها حباً، وهمت فيها عشقاً، وهفت إليها أشواقي وأنا أقرأها في بعض الكتب والمراجع التاريخية وأشاهدها في بعض الصور والأفلام الوثائقية، فالدور التاريخي البارز الذي لعبه أبناؤها في نشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وحسن المعاملة، في الكثير من أقطار العالم وما تمتلكه هذه المدينة لتحقيق وإنجاز هذه الرسالة الإنسانية، جعلت من زيارتها ورؤيتها والتنزه في ساحاتها وأزقتها أحد أحلامي وأمنياتي الجميلة، وهاهي الصدفة الخارجة عن كل الحسابات تسنح لي بتحقيق شيء من هذه الأمنية التي انتظرتها طويلاً، حين أطللت من نافذة الطائرة ببصري وفكري الباحث عن هذه المدينة ورؤيتها على حقيقتها في أرض الواقع وليس من خلال الكتب ومصادر الإعلام كما اعتدت دائماً..

هاهي (تريم) العريقة بدت من الأعلى رابضة بهدوء وكبرياء تتألق في قلب الوادي الفسيح كنجمٍ قطبيٍ في كبد السماء، مآذنها الكثيرة بأشكالها وأطوالها وألوانها المختلفة سامقة في عنان السماء، تبدو للناظرين وكأنها صواريخ عملاقة مندفعة في رحاب الكون بقوة وسرعة حاملة معها هذه المدينة نحو عالم المستقبل الذي لا ينتمي إلى واقع اليوم، فيما بدت قصورها وحصونها ومنازلها الطينية بألوانها الزاهية مسترخية وسط غابات النخيل هاربة من هجير الصيف، وقد تشابكت أساساتها مع جذور الأشجار وكأنها تحكي قصة عن أزلية التوحد والترابط العضوي والمصيري بين الأرض والإنسان في هذه المدينة، وعراقة سكانها الضاربة أوتادها في عمق التاريخ اليمني، حيث التقت وتلاحقت حضارة اليمن القديم بفرعيها السبئي والحميري بالمنابع الروحية الإلهية للحضارة الإسلامية وتخلقت مدينة (تريم) المعاصرة كثمرة من ثمرات هذا التلاقح الحضاري الإنساني الذي حتم مكانتها ودورها..

هذه المدينة وصفها المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الأستاذ عبدالعزيز التويجري بأنها واحدة من قلاع الحضارة الإسلامية التي أشعت بثقافتها في محيطها علماً وفكراً ومعارف وآثاراً خالدة.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة

24

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورفي ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور/ يسلم بن حبتور

25

قاسم محمد لبوزة*الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة

25

غازي أحمد علي محسن*اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات

26

جابر عبدالله غالب الوهباني* عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط

22

عبدالقادر بجاش الحيدريالبروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب

06

إياد فاضل*في ذكرى الاستقلال

29

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

د. أبو بكر القربيفرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر

29

بقلم/ يحيى علي الراعي*ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة

13

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025