اليونيسف: الأطفال العرب بحاجة لمزيد من الحماية

الأحد, 12-ديسمبر-2004

المؤتمر نت -
اليونيسف: الأطفال العرب بحاجة لمزيد من الحماية
أظهر تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الذي صدر بالعربية الخميس، أن وضع الأطفال في الدول العربي أظهر تقدماً ملحوظاً، رغم حالات التراجع والجمود التي شهدتها بعض دول العالم.
وأشار إلى أن الدول العربية حققت واحداً من أسرع معدلات التقدم في مجال خفض معدل وفيات الأطفال، والتحاق الأطفال بقطار التعليم.
وكشف التقرير أن الدول العربية وسعت مدى التغطية التحصينية ضد الأمراض فيها، كما أنها تقوم، وبصورة تدريجية متصاعدة، بإدراج المعايير الدولية في مجال حقوق الطفل في تشريعاتها الوطنية الخاصة بتأمين تلك الحماية.
وذكر التقرير أن مؤتمر القمة العربية الذي عقد عام 2004، تبنَّى خطة عمل للطفولة حتى عام 2015، كما أخذ الحوار العام يناقش قضايا كانت محظورة سابقاً، مثل العنف في المنزل، وعمل الأطفال والإساءة الجنسية والاستغلال الجنسي.
وعلى الجانب الآخر، يكشف التقرير النقاب عن حجم التحديات المتبقية التي ينبغي على العالم معالجتها بهدف تحقيق المعايير الدنيا اللازمة لتحقيق تقدم الأطفال، مثل الفقر والنزعات المسلحة ومرض الإيدز وغيرها، والتي تعترض سبيل تطور وضع الأطفال على المستوى العالمي.
وسلط التقرير الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، باعتبارهم يفتقرون إلى الحد الأدنى من العدالة للأحداث، كما تطرق إلى معاناة الأطفال العراقيين بعد عقود من النزاع المسلح والعقوبات.
وطالب التقرير الدول العربية بتجنيب أجيال المستقبل مواجهة النزاعات المسلحة وعدم تجنيدهم، حيث قدر عدد الأطفال المجندين في صفوف القوات المسلحة والجماعات السياسية المسلحة في السودان حتى مارس/ آذار 2004 بحوالي 20 ألف طفل.
كما كشف التقرير أن الدول العربية تواجه معدلات بطالة تعتبر الأعلى عالميا مع توقعات بزيادة معدل نمو القوى العاملة حتى 2010 ما بين 3 - 4 في المائة، وهي ضعف متوسط معدل نموه في المناطق النامية الأخرى.
وفيما يتعلق بمرض الإيدز، أوضح التقرير أن عدد المصابين بالإيدز في العالم العربي بلغ 550 ألف شخص، وأن هذا المرض ينتشر بسرعة كبيرة نتيجة النشاط الجنسي قبل الزواج وخارج إطار الزوجية، وممارسة الجنس التجاري، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، وممارسة اللواط.
وقال توماس مكدرموت، المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا " في ظل النزعات المسلحة الطويلة الأمد والراسخة الجذور، والتي تشير وترمز إلى العامل الأكبر للتراجع الاجتماعي والاقتصادي التدريجي، فإننا نحتاج إلى استكشاف معدلات وصيغ بديلة تساعد الأجيال العربية في المستقبل على النمو الصحي السليم والمحصَّن في وجه الآثار الدنيئة للحرب."
وأشار التقرير إلى أن الإنفاق السنوي المخصص لقطاع الصحة مازال أدنى بكثير من الإنفاق المخصص لقطاع الدفاع، إذ يبلغ في قطاع الصحة 4 في المائة بينما يصل في الثاني إلى 13 في المائة.
وأبرز التقرير أنه رغم المؤشرات الاقتصادية في المنطقة العربية تظهر ازدياد الإنفاق العام على التعليم الابتدائي، فإن النساء والفتيات يواصلن التخلف كثيراً من حيث تعلم القراءة والكتابة.
ويقدّر عدد الفتيات غير الملتحقات بالمدارس في هذه المنطقة بستة ملايين فتاة من مجموع الفتيات غير الملتحقات بالمدارس على مستوى العالم البالغ عددهن حوالي 70 مليون فتاة.
ويشهد العالم العربي ثاني أعلى نسبة في الفجوة الجندرية (القائمة على أساس الجنس) في التعليم الابتدائي البالغة تسعة في المائة، وذلك بعد منطقة جنوب آسيا المقدرة بحوالي 12 في المائة.