فرق أمنية لتعزيز جهود مكافحة تهريب الأطفال

الأربعاء, 16-فبراير-2005

المؤتمر نت-صنعاء-حجة -
فرق أمنية لتعزيز جهود مكافحة تهريب الأطفال
كشفت مصادر حكومية مسؤولةعن تبني وزارة الداخلية تدريب فرق أمنية متخصصة لمكافحة تهريب الأطفال بمنطقة حرض بمحافظة حجة والمناطق الحدودية الأخرى.
وذكرت المصادر لـ"المؤتمرنت" إن الفرق تجري حالياً تدريبات للتعامل مع أساليب الحد من عمليات التهريب للأطفال في منطقة حرض الحدودية مع السعودية ،بالإضافة إلى كيفية استقبال الأطفال المرحلين من السعودية ،واعادة إدماجهم في مركز الاستقبال الذي يحتوي أنشطة مهنية عديدة متعلقة بالجوانب الحرفية والتعليمية .
وكانت اليمن والمملكة العربية السعودية اتفقتا خلال انعقاد دورة مجلس التنسيق اليمني السعودي منتصف ديسمبرالماضي على إنشاء لجنة متخصصة في مجال الشئون الاجتماعية للبلدين لبحث ومعالجة جملة من الإشكاليات التي من أهمها قضية الحد من ظاهرة تهريب الأطفال اليمنيين إلى دول الجوار.
إلى ذلك يجري مسؤولون حكوميون وآخرون في منظمة اليونسيف والصندوق الاجتماعي للتنمية زيارة ميدانية إلى محافظة حجة لاعداد برنامج تنفيذي لمكافحة تهريب الأطفال بدعم من اليونسيف.
وقال مدير الحماية الاجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل إن الزيارة التي يقوم بها الفريق المكون من( 10 )مختصين من الجهات الثلاث تهدف إلى اللقاء بالسلطة التنفيذية والمحلية والأهالي والأمهات والأطفال الذين تم إعادتهم ومعرفة مدى تقبلهم للمشاركة في تنفيذ برنامج اليونسيف بإقامة مشاريع مدرة للدخل خصوصاً في منطقة أفلح الشام ومناطق أخرى متعددة في حجة.
وأضاف: عادل دبوان ممثل الجانب الحكومي في الفريق لـ (المؤتمر نت) إن البرنامج التنفيذي سينضم أنشطة توعوية مكثفة من خلال المدارس والمساجد وكذلك توعية الأهالي والأسر و الجهات الأمنية بهدف إيجاد بيئة حامية للطفل يشارك فيها الجميع.
مشيراً إلى أنه يجري حالياً استكمال مركز استقبال الأطفال المرحلين من السعودية بمنطقة حرض الحدودية بدعم اليونسيف.
وأضاف: إن الصندوق الاجتماعي للتنمية يبدي استعداده لدعم جهود الحكومة لمكافحة ظاهرة تهريب الأطفال.
من جهته أكد محمد عبدالله الحرازي-محافظ محافظة حجة- في تصريح لـ"المؤتمرنت" بأن اجتماعاً عقد يوم أمس مع الفريق الميداني الذي يزور المحافظة لهذا الغرض ،حيث تم مناقشة إمكانية تطبيق مبادرة تكوين بيئة حامية للطفل ضد الظواهر التي يتعرض لها بشكل مباشر، ومنها ظاهرة عمالة وتهريب الأطفال إلى المملكة العربية السعودية، عبر منفذ حرض البري (نقطة الحدود) بغرض التسول والعمل.
واضاف الحرازي انه تم اقتراح العديد من الحلول المتعلقة بمكونات هذه البيئة في جوانب الحماية القانونية ونظام رصد وجمع المعلومات، وكذا تأهيل وتدريب الكوادر الناشطة في هذا المجال؛ بالإضافة إلى تفعيل دور وسائل التوعية ورفع الوعي ضد الممارسات والتقاليد الخاطئة عند بعض المجتمعات الريفية، ومنها ظاهرة تهريب الأطفال إلى دول الجوار.
وأشار الحرازي إلى أنه تم تقييم جهود الجهات المعنية المبذولة إزاء الحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها. وتشديد دور الرقابة الأمنية على مناطق الحدود مع الدول المجاورة.
داعياً الجهات المعنية والمنظمات الداعمة لأوضاع الطفل سرعة تنفيذ المشروعات الإنمائية المتعلقة بهذا الشأن في مديريات (افلح الشام ،وبكيل المير،ومناطق أخرى بالمحافظة ) من خلال الإسهام في تنفيذ مشروعات البنى التحتية.
متمنياً في ختام تصريحه أن تتسع أنشطة منظمة اليونسيف وباقي المنظمات الداعمة والجهات المعنية لتشمل مديريات أخرى.
على نفس السياق أشاد مسؤولون أمريكيون بجهود الحكومة اليمنية في مكافحة هذه الظاهرة.
وقالت رئيسة وحدة مكافحة عمالة الأطفال في وزارة الشئون الاجتماعية إن الملحق السياسي والاقتصادي في السفارة الأمريكية بصنعاء فارس اسعد وعد بدعم جهود الوزارة في مجال تهريب الأطفال بعد اطلاعه على الجهود الحكومية المتعددة للحد منها .
وقالت منى سالم لـ (المؤتمر نت) إن المسؤول الأمريكي اعتبر إعداد الحكومة لدراسة الظاهرة والقيام بأنشطة مكثفة للحد منها بأنها توجهات ناجحة تستحق مزيداً من الدعم.
وقال المسئولون الأمريكيون إنهم لم يكونوا يتوقعون اعتراف الحكومة بالمشكلة والسعي الحثيث لمكافحتها.
وأضافت منى سالم: إن عملية تهريب الأطفال إلى الدول المجاورة انحصرت بشكل كبير مؤخراً بحسب ما تفيد به مكاتب الوزارة في محافظتي حجة والمحويت البوابتين الرئيسيتين لعملية التهريب.
وأوعزت ذلك إلى نجاح الجهود التوعوية والأمنية في تقليص أعداد الأطفال المهربين.
حيث رصدت السلطات الحدودية عملية تهريب محدودة بعد إلقاء القبض على عدد من المهربين تحتفظ بهم الجهات الأمنية هناك.
وتتنشر ظاهرة تهريب الأطفال في اليمن في مناطق: حجة، وصعدة، والمحويت، وعمران، والحديدة، والمحويت، ولحج، وقد تفاوتت مؤشرات البيانات الحقيقية لمستوى التهريب حيث تقدر ارتفاعها خلال الأربع السنوات الماضية إلى (39) ألف حالة،منها اكثر من تسعة الاف حالة خلال العام الماضي 2004م.