الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 06:28 ص - آخر تحديث: 02:20 ص (20: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
أخبار

الجامعات التي لا تخدم مدنها الأفضل إغلاقها

المؤتمر نت - أكدعبد القادر باجمال – رئيس الوزراء – على أهمية التوافق العمراني والثقافي للمدن والعواصم العربية ، بالقدر الذي يشكّل انطباع النظرة الأولى عنها ، واصفاً مدن اليوم بأنها "تزدحم بغابات إسمنتية تكاد تخنقنا جميعاً" ، محذراً من مغبة انعكاس حالة الغربة التي يعيشها سكان المدن على الأجيال ، ومنتقداً بشدة صيغ التقليد العشوائي لأنماط العمارة على حساب الموروث العمراني الذي يصبغ الفن المعماري بهويته الثقافية....
المؤتمرنت – نزار العبادي -
باجمال : لامعنى للمدينة بدون طابع ثقافي ، والإشكالية حضارية وإنسانية
أكد عبد القادر باجمال – رئيس الوزراء – على أهمية التوافق العمراني والثقافي للمدن والعواصم العربية ، بالقدر الذي يشكّل انطباع النظرة الأولى عنها ، واصفاً مدن اليوم بأنها "تزدحم بغابات إسمنتية تكاد تخنقنا جميعاً" ، محذراً من مغبة انعكاس حالة الغربة التي يعيشها سكان المدن على الأجيال ، ومنتقداً بشدة صيغ التقليد العشوائي لأنماط العمارة على حساب الموروث العمراني الذي يصبغ الفن المعماري بهويته الثقافية.
وانتقد رئيس الوزراء بشدة جامعة صنعاء لتجاهلها دورها في خدمة المدينة التي تتواجد في محيطها ، واصفاً فنائها بأنه " صحراء، غبراء، دبراء، عجيبة ، غريبة كأن لا يوجد فيها مهندس أو عضو واحد عنده ذوق"، معتبراً هذه الحالة انفصام عن الوظيفة التي ينبغي على الجامعات القيام بها في إطار دراساتها وأبحاثها ووظائفها ، وأن من الأفضل إقفال الجامعات التي لا تخدم مدنها.
وأشار باجمال في كلمة ألقاها صباح اليوم في حفل افتتاح المجلس الإداري الخامس والعشرين لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية وصندوق التعاون بصنعاء : أن على البناء المعماري أن ينسجم في ثقافة الناس وفي سلوكهم وفي عاداتهم وفي علاقاتهم مع بعضهم بعضاً ، لتتولد عنه حالة من التسامح والتعايش بين السكان ، مؤكداً أن المدن باعتبارها قاطرات للتمدن والازدهار الحضاري لابد أن تكون نموذجية في مدنها وعواصمها.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الوزراء
الأخوة الكرام.. ضيوفنا الأعزاء
في البدء يشرفني ويسعدني أن أتقدم بتحيات فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي كلفني بافتتاح هذا الملتقى الذي ينعقد تحت رعايته وهو المجلس الإداري الـ 25 لمنظمة العواصم والمدن.. وأجدني أتقدم لهذا الملتقي باعتباره ينعقد بعد مرور ربع قرن في تأسيس هذه المنظمة ولاشك أن ربع قرن قد زادنا معرفة بالمدن والحواضر والعواصم.. قد زاد معرفتناً بالإنسان والعمران.. في هذه المدن التي تحتشد اليوم بالناس والأشياء ، وتزدحم بغابات إسمنتية تكاد تخنقنا جميعا ، وتكاد تمنع الهواء والضياء والفرح عن قلوبنا ..هذه المدن التي خضعت فيما خضعت وللأسف إلى رؤى معمارية أصبحناً فيها نغرد تغريداً، ولا نعيد تجديد حياتناً تجديداً حضارياً رائعاً.
هذه المدن التي أطلق أبن خلدون كلمته الشهيرة بأن "الدولة عصبية وعمران" وأن الدولة بدأت في المدن ولم تبدأ في أي مكان لكن عصبيتها يمكن أن تكون في العمران فإذن وجود المدينة بدرجة أساسية تعني النواة الأولى للدولة القائمة على العمران فلو كانت الدولة فقط قائمة على العصبية فإن العصبية موجودة تحت الخيام في الصحراء ،ويجوز أن تهب الريح فتحمل الخيمة فتذهب هاتين الدولتين في الرياح.
أن الإشكالية الرئيسية بأننا أمام وضع جديد لمفهوم أبن خلدون حول قضية المعمار.. فلنتكلم عن معمار ينسجم في ثقافة الناس وفي سلوكهم وفي عاداتهم وفي علاقاتهم مع بعضهم بعضاً.
اليوم نحن غرباء في العمارة الواحدة ، وبين الشقتين هناك شخصان لا يعرفان بعضهما بعضاً في مثل هذا الوقت.. هذه الخطورة الكبير التي تنعكس على جيل كبير من أجيالنا الحاضرة، عندما ننظر للمشكلات التي تواجهها.. أنها ليست إشكالية معمارية، أن الإشكالية حضارية ، ثقافية إنسانية تتعلق بوشائج علاقات الناس بعضهم بعضاً في هذه المدن.
أن عواصمنا في حقيقة الأمر ، ومدننا ينبغي أن تكون ذات عمران وبناء حديث ، ولكن لابد أن تكون ذات إنسان متسامح ، متسامح بسكان وحديث العقول والأفئدة.. قادرين على التعامل حضاريا مع بعضهم بعضا ويمنحون بعضهم بعضا حبا وأيمانا ورسوخا في وجودهم في هذه المدن.
واسمحوا لي أن ألخص المشكلات التي تعاني منها مدننا كلها - سواء كانت في اليمن أو غيره ، فنحن متشابهون كثيرا، إلا من بعض الأمور.. متشابهون كما قال أحد الصحافيين : لماذا تتحدثون عن الشارع العربي ، فالشارع العربي شارع طيب فيه مطبات ملي بالنفايات فيه مشكلات كثيرة ، وهو إسقاط على الوضع السياسي الإنساني للإنسان العربي.
لكن مدننا في هذا الحال هي كذلك تزدحم في هذا النحو فتزداد كل يوم بالأشياء الموجودة والمضرة بالبيئة.
دور المدن في التاريخ هو أيضا دور وجود في الحياة الاقتصادية والتجارية وعلينا أن ننظر أن كلمة ( بورج) هي المتحولة بعد ذلك إلى كلمة ( بورجوازي)- أي المكان الذي يجتمع فيه السكان الذين لهم مصالح تجارية واحدة مثل ( لكسمبورج) ( همبورج) ( كمبورج) هذه كلها اصلها كانت بداية العصر الحديث للمجتمع الإنساني.. هذه، معلومة كلنا نعرفها.
وبغض النظر عن هذا وذاك أن المدن قامت كما يقول ( روسو) : "لكي تعيد صياغة علاقات الناس ببعضهم بعضا".
ولهذا فإن التطور الذي حصل في المدن كان ينبغي أن يكون تطوراً في اتجاه أكثر حضارية وأكثر ثقافة وليس أكثر تلوثا وتخلفا، كما يحصل في كثير من المدن.
المسألة الأولى هي أننا نريد من المدن أن تكون لها وظائف وأن لا تكون ثمة مدينة فقط للسكن يتقاتل الناس فيها من أجل قطعة الأرض. وتشيع الفتنة بينهم على هذه الحال.. نريدها أن تكون وظيفة لهذه المدينة اقتصادا وثقافة وتعليما وتطويرا وبحثا علميا وغيره.. هكذا ينبغي أن تكون المدينة وإلا لن تكون للمدينة أي معنى بدون أية وظيفة.
المسألة الثانية هي المشكلة البيئية الناتجة عن هذه المدينة.. تلوث ازدحام مرور إلى آخره، وهذه هي مشكلة متكررة تقريبا في معظم المدن في عالمنا الثالث، بل أن هناك مدن ربما نقول أنها تنهار تدريجيا دون أن ندري.. تنهار ليس معماريا فقط وإنما معنويا ، وتنهار إنسانيا في علاقات بعضها بعضا فالتنافر يزداد أكثر أيضا في هذه المدن الاجتماعية وبالتالي ينهار السلام الاجتماعي.
المشكلة الثالثة أن التنوع الثقافي المطلوب في المدن يعني فيما يعني القبول الكامل بكل التفكير الحر والديمقراطية الثقافية وإلا لما أصبحت أسمها مدينة، يمكن أن تكون قرية لها فقط ثقافتها الاجتماعية وعاداتها الخاصة وخصوصيتها.. في المدن لا توجد الخصوصية لكي تنتقل المدينة أي إطار حضاري لا توجد خصوصية.. توجد ثقافة متسامحة مع بعضها البعض ومتنوعة.
ونجد أن هناك إشكاليات في قضية العمران. لدينا مدن تتسع وفي داخلها مدن أخرى كانت هي الأساس.. صنعاء سميناها أمانة لأننا لا نقدر أن نقول لها مدينة صنعاء، لأن مدينة صنعاء يسمونها الناس لتلك المدينة الموجودة في صنعاء القديمة.
المدن الواقعة داخل مدن حديثة تحمل إشكاليات كثيرة ولنا تجربة كبيرة في قضية كيف أعدنا بناء الوضع في صنعاء سواء كان بالنسبة للمشروعات الحيوية كالسائلة والمداخل للسيول وبما في ذلك الحيطان السائدة والمحمية.. وستظل مدن مثل هذه تعاني في ذلك التزاحم عليها من خارجها، وبالتالي لابد من إعادة صياغة لهذه المدينة الكبيرة مرة أخرى لأنها لكونها عاصمة تزداد فيها السكان، لذلك يجب أن نعيد الصياغة بطريقة حضارية أفضل حتى لا تنزاح خصوصيتها على كل بقية دول المنطقة المحيطة بها، وبالتالي تظل خصوصيتها قائمة.
المسألة الأخيرة الطابع المعماري للمدن، ولدي إشكالية كبيرة في قضية الطابع المعماري للمدن؛ تلك المدن المبنية بالحجر أو تلك المبنية بالطين أو تلك الإسمنتية، الإسمنت ليس طابع معماري.. الأسمنت أسمنت ،شكِّله كيفما أردت عن طريق تشكيلات الحديد وغيرها في الصبيّات المختلفة لكن في المعمار ثمة معمار حقيقي نتحدث عنه هو الحجر والطين وهو يجد نفسه في وضع تتزاحم عليه أعمدة الاسمنت وغابات الاسمنت.
صحيح أن هناك إشكاليات كبيرة، لابد أن نبحثها.. لو جئنا إلى مدن وأدي حضرموت على سبيل المثال لا نستطيع أن نستمر بأي حالة من الأحوال أن نبني من طين، ليس لأنه ليس هناك طين ، بل لأنه ليس هناك (دِمِن) فلو جمعنا كل الإنتاج الزراعي مع حركة البناء ما تحصل.. هناك في القرية يبنى فيها بيت واحد طوال ثلاث سنوات أو أربع سنين اليوم لا يمكن على الإطلاق أن تقوم بعملية بناء طيني وتستمر فيه.
لكن هناك حلول ينبغي أن تتبناها الدراسات وأن تعطيني مادة قريبة من الطين ولا تخلق تنافر في المعمار في هذه المناطق.. بل تخلق انسجام، والدكتور عبد الله زيد يعرف هذه المسألة باعتباره قد تعامل معها تعامل مباشر، ولكن تجارب كثيرة ينبغي أن ننظر إليها كيف تستطيع فعلا أن نحافظ على الطابع المعماري ، ولكن ليس بالضرورة أن نقول لا للبناء، فالناس لازم تبني، والناس لازم تسكن، وهذا السكن والبناء ينبغي أن يكون منضبطاً على قواعد معمارية معينة.. إما إذا توفر الطين فهذا من أجمل ما يكون.. فيه نعمة في الصيف ونعمة في الشتاء ولكن الأمر معقد كثيرا جدا، وطموحاتنا كبيرة جدا، فيما يتعلق بالحفاظ على المدن وفيما يتعلق بنوع البناء الذي نريده: حجر أو طين، أما الاسمنت فتستطيع أن تعطي له التشكيلات.. سيظل الطابع المعماري مهم لانه جزء من الثقافة العامة المكونة للمدنية- أي عندما ننظر إلى المدينة نستطيع أن تقول أن هذه المدينة ذات طابع معماري وطابع ثقافي منعكس على الطابع المعماري ؛ فهناك كثير من المدن عندما ندخل إليها لاتعطينا الانطباع الأولى في النظر الأولى.. هذه هي الإشكالية.
وأخيراً دور الجامعات.. كل العواصم والمدن تقريباً الآن عندها جامعات لكنني أرى فيما أرى أن دور جامعات في البحث العلمي المتعلق بقضايا المدن سواء كان ثقافة وعمرانا بعيدا كل البعد تماماً ندخل كلية الهندسة فلا نرى في كلية الهندسة من يهتم بقضايا العمران في هذه المدن وخصوصياتها..
ندخل كلية الزراعة وللأسف زرتها أمس ما فيها أحد.. حتى الخضرة، في جامعة صنعاء- الدكتور الآن بدأ يهتم بالموضوع- "مافيش"، الشجر في داخل الكلية مش موجودة.. فالوظيفة في كلية موجودة في مدينة ولا تخدم هذه المدينة أحسن نقفلها.. عندما ندخل إلى فناء جامعة صنعاء كأننا في صحراء، غبراء، دبراء، عجيبة غريبة كأن لا يوجد فيها مهندس أو عضو واحد عنده ذوق.
فعلا تمتسح كل مشاعرنا وكل المثاليات التي عندنا ولهذا هذا هو الدور الذي ينبغي أن نقول أن العواصم محتاجة إلى عطاءات الجامعات.. العزلة بين العاصمة وبين المدينة وجامعتها الموجودة، أحسن تضع جامعتها داخل صحراء ونخلص من القصة.. هذه الرابطة بينها وبين البيئة المحيطة بها لابد أن تكون رابطة وثيقة جدا، ولهذا فإن المدن باعتبارها قاطرات للتمدن والازدهار الحضاري لابد أن تكون نموذجية في مدنها وعواصمها.
وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "أخبار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024