الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 01:55 م - آخر تحديث: 01:54 م (54: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور طيلة مسيرته السياسية باليمن
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي

القدس العربى- لندن

المؤتمر نت - لأول مرة في تاريخ الانتخابات في بريطانيا، وربما في تاريخ الديمقراطيات الغربية كلها، توجد دائرة انتخابية واحدة علي الاقل من المؤكد ان يشغلها عضو برلمان مسلم مهما كانت نتيجة الانتخابات البريطانية العامة التي تنعقد يوم الخميس القادم. ولأول مرة ايضا فان احد ابرز اعضاء الحكومة الحالية، وهو وزير الخارجية جاك سترو، مهدد بفقدان مقعده في دائرته بلاكبيرن في شمال انكلترا، حيث يشكل المسلمون 20% من جملة الناخبين.
ففي دائرة...
د. عبدالوهاب الافندي -
مسلمو بريطانيا ومستقبل الوجود الاسلامي في اوروبا
لأول مرة في تاريخ الانتخابات في بريطانيا، وربما في تاريخ الديمقراطيات الغربية كلها، توجد دائرة انتخابية واحدة علي الاقل من المؤكد ان يشغلها عضو برلمان مسلم مهما كانت نتيجة الانتخابات البريطانية العامة التي تنعقد يوم الخميس القادم. ولأول مرة ايضا فان احد ابرز اعضاء الحكومة الحالية، وهو وزير الخارجية جاك سترو، مهدد بفقدان مقعده في دائرته بلاكبيرن في شمال انكلترا، حيث يشكل المسلمون 20% من جملة الناخبين.
ففي دائرة ديوسبيري في مقاطعة يوركشير، حيث يشكل المسلمون حوالي ربع الناخبين، رشح كل من حزب العمال وحزب المحافظين مسلما ليخوض الانتخابات ممثلا للحزب، العمال رشحوا شاهد مالك، عضو المجلس التنفيذي القومي للحزب ليخوض الانتخابات في الدائرة المأمونة نسبيا التي كسبها الحزب في انتخابات عام 2001 بأغلبية تجاوزت السبعة الاف صوت، بينما رشح المحافظون سيدة واريس، مستشارة مايكل هوارد لشؤون الجاليات لخوض الانتخابات. وكان حزب المحافـظين قد جاء في المرتبة الثانية، وكسب اكثر من احد عشر الف صوت في الدائرة الانتخابات الماضية، وبهذا فان من المؤكد ان يكون النائب القادم في هذه الدائرة مسلما.
ويعتبر التوجه لاختيار مرشحين مسلمين لدوائر مهمة من هذا النوع اعترافا من الاحزاب البريطانية الرئيسية بالنفوذ المتزايد للناخبين المسلمين، خاصة بعد الحرب الاخيرة علي العراق، فقد نجح المسلمون في دائرة برنت شرق في شمال لندن في اسقاط حزب العمال في احدي اكثر الدوائر المضمونة سابقا في انتخابات فرعية عقدت في ايلول (سبتمبر) 2003 وارسلوا رسالة قوية لحزب العمال عن عدم رضاهم عن السياسة الخارجية للحكومة.
ولنفس السبب يتوقع ان يواجه جاك سترو معركة صعبة في دائرته المضمونة ايضا في بلاكبيرن، حيث يسعي تحالف كبير من معارضي الحرب لتلقينه وحزب العمل درسا مهما عبر اسقاطه في تلك الدائرة. ولكن يبدو ان سترو سيستفيد الي حد ما من كثرة الساعين الي اسقاطه، فبالاضافة الي احزاب المحافظين والاحرار الديمقراطيين وحزب ريسبكيت الذي يقوده جورج غالواي، قرر سفير بريطانيا السابق في اوزبكستان دخول المعمعة ضد سترو وكان السفير قد فصل من منصبه العام الماضي بعد ان انتقد سياسة بريطانيا في التعامل مع الانظمة الديكتاتورية التي تمارس التعذيب.
ولكن اعتراف الاحزاب الرئيسية للناخب الاسلامي الذي جاء متأخرا ما يزال تشوبه تحفظات كثيرة. وبحسب صحيفة مسلم نيوز البريطانية، فان الصوت الاسلامي قد يحسم الانتخابات في سبعين دائرة هامشية علي الاقل، ولكن الاحزاب الكثيرة لم ترشح مسلمين لخوض دوائر مضمونة الا في حفنة من الدوائر. فقد رشح حزب الاحرار الديمقراطيين 22 مسلما والمحافظون 12 والعمال10، وريسبكيت 11. ويبلغ جملة المرشحين المسلمين في الانتخابات حوالي 60 مرشحا لا يتمتع سوي عشرة منهم بأي فرصة واقعية للفوز. ولكن حتي هذا في حد ذاته سيعتبر قفزة كبيرة للمسلمين، حيث ظلوا حتي وقت قريب بدون اي تمثيل برلماني، بينما يمثلهم حاليا عضوان فقط في البرلمان، في حين ان نسبتهم في السكان تؤهلهم لان يكون لهم عشرون نائبا علي الاقل.
عموما فان المسلمين في بريطانيا في وضع لا يحسدون عليه، فمن جهة فان حزب العمال الذي دأبوا علي دعمه تقليديا بسبب مواقفه المؤيدة للمهاجرين، وسياساته الخارجية المعتدلة المائلة لليسار، تحول تحت قيادة توني بلير الي حليف لليمين المتطرف في امريكا، وداعم للمغامرات الاستعمارية الجديدة، اضافة الي ذلك فان الحزب اتبع تحت ستار محاربة الارهاب سياسات معادية للجالية المسلمة. ومن جهة اخري فان حزب المحافظين، وهو المنافس الرئيسي للعمال، لا يخالف كثيرا في سياسات بلير هذه، بل هي سياساته بالاصالة التي يتهم العمال بخطفها، فالمحافظون هم عرابو التحالف مع امريكا، وهم اقرب الي جورج بوش واليمين الامريكي. اضافة الي ذلك فان زعيم المحافظين الحالي مايكل هوارد اعطي حملته الانتخابية الحالية منحي عنصريا واضحا بتركيزه علي قضية الهجرة والتخويف منها.
الجالية الاسلامية في هذه الحال لو قررت معاقبة بلير بالتصويت ضده فانها قد تساعد المحافظين في الوصول الي السلطة، فتكون كمن عاقب نفسه، وقد كان يمكن ان يكون هناك حل وسط لو ان حزب الاحرار الديمقراطيين كانت له فرصة واقعية في الوصول الي السلطة، خاصة وان الاحرار الديمقراطيين يتبعون سياسات داخلية وخارجية مقبولة لدي المسلمين ولكن فرصتهم في الوصول الي السلطة ليست كبيرة، وقد ساهم المسلمون في تأزيم الوضع حين دعم قطاع واسع منهم حزب ريسبكيت الذي اسسه غالواي، وهو حزب لا قيمة له سوي تشتيت الاصوات المعارضة لبلير وحربه علي العراق، وقد يضر بقضية المسلمين اكثر مما ينفعها.
وقد دفع هذا الوضع المجلس الاسلامي البريطاني، اكبر منظمة تتحدث باسم المسلمين في بريطانيا، الي دعوة المسلمين الي التصويت علي اساس سجل كل مرشح، ودعمه للقضايا التي يحرص عليها المسلمون او تتصل بمصالحهم وقيمهم بدون التقيد بحزب معين، علي ان يشمل هذا السياسات الداخلية والخارجية معا، ولكن هذه التوجهات سيبقي لها اثر محدود في معاقبة مؤيدي الحزب علي العراق.
وضع الجالية الاسلامية تجاه الانتخابات ما هو الا جانب فقط من التحديات الكبيرة التي تواجه هذه الجالية والجاليات الاسلامية في الغرب عموما. ذلك ان هذه الجاليات وجدت نفسها بسبب احداث متتابعة خلال العقدين الماضيين في قلب الاحداث في العالم الغربي دون ان تتهيأ للعب دور يناسب هذا الموقع. فالمسلمون في الغرب ما زالوا يحتلون موقع الهامش اجتماعيا واقتصاديا علي الرغم من الاهتمام السياسي الكبير بدورهم ووجودهم. فلا تكاد توجد شخصيات مسلمة تحتل مواقع ذات اهمية في الفضاء الثقافي او العلمي، كما ان الدور الاقتصادي للمسلمين ما يزال هامشيا الي حد كبير.
ولكن هذه الجاليات دفعت دفعا الي قلب المعترك السياسي عبر سلسلة متتابعة من الاحداث من ابرزها قصة سلمان رشدي وكتابه آيات شيطانية والانتفاضات الفلسطينية والحروب علي العراق في عامي 1991 و2003 وقضية الحجاب في فرنسا وقضية مقتل المخرج السينمائي فان جوخ في هولندا وبالطبع احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) ومدريد العام الماضي.
وبسبب كل هذه التطورات وجد المسلمون انفسهم في محور الصراع بين الغرب والعالم الاسلامي من جهة وبين القوي السياسية المتصارعة في الغرب من جهة اخري، وقد اصبحت العنصرية التي تستهدف المسلمين عاملا مؤثرا في السياسة في العالم الغربي، سواء من حيث التشكيك في ولاء المسلمين لدولهم، او التخويف من هجرة المسلمين المتزايدة الي الغرب، وهو امر يسعي بعض السياسيين الي استغلاله كما فعل مايكل هوارد زعيم حرب المحافظين البريطاني في حملته الانتخابية الحالية.
مثل هذه التحديات والصعوبات الناتجة عن هذا الوضع كانت ستشكل معضلة امام اقوي الجاليات واكثرها تنظيما ونفوذا. ولكن الجاليات الاسلامية في الغرب ابعد ما تكون عن النفوذ والتنظيم. هذه الجاليات فقيرة في مجملها، واغلب افرادها من الطبقة العاملة وغير المتعلمين، وكثير منهم لا يتقنون حتي لغة البلد المضيف. وهذه الجاليات تعاني ايضا من التشرذم العرقي والطائفي والاقليمي، وتشكل جماعات وطوائف متناحرة في كثير من الاحيان.
وفي عالم اصبح النفوذ فيه يرتبط ارتباطا وثيقا بمؤسسات العلم والتخطيط الفكري والاعلام والمؤسسات المالية، يكاد المسلمون يسجلون غيابا شبه كامل في مؤسسات التخطيط الفكري والاستراتيجي فضلا ان تكون لهم مثل هذه المؤسسات، هذا اضافة الي هامشية وجودهم في الاعلام والمؤسسات المالية. وفي حين كان يمكن ان تجد الجاليات هنا الدعم من البلدان الاسلامية، فان تلك البلدان تبدو احوج الي الدعم من هذه الجاليات، بل ان بعض البلدان التي تتعرض لحملات غربية اصبحت تتطلع الي الجاليات الاسلامية في الغرب لدعمها.
اضف الي هذا ان الوجود الاسلامي في الغرب يتشكل الي حد كبير من الهاربين من ظروف العالم الاسلامي وما كانوا يعانون من اضطهاد سياسي او ديني او تهميش اقتصادي. وبعض الدول التي جاء منها اولئك المهاجرون ما تزال تقوم عليها حكومات تكن العداء للمهاجرين، في حين نجد ان اكثر التنظيمات السياسية في المهجر هي في حقيقتها تنظيمات سياسية معارضة للانظمة التي جاء منها المهاجرون.
وهذا الوضع يخلق تعقيدا اضافيا، اولا لان الدول الاسلامية تجد ان من مصلحتها محاربة الجاليات التي تنتمي اليها واضعاف تنظيماتها. وثانيا لان هذه المعارك تشتت جهود المهاجرين، خاصة حينما ينتظمون في جهات متصارعة، كما هو حال الاكراد والاتراك مثلا، او التنظيمات الطائفية المتصارعة في بعض الاحيان. ولا ننسي تنظيمات الرفض التي تعارض المشاركة السياسية بل وتعتبرها كفرا وخروجا علي الملة.
باختصار يمكن ان يقال ان الجالية الاسلامية تواجه تحديا يتعدي انتخابات هذا الاسبوع التي ستعتبر نتائجها امتحانا لقدرات الجالية علي مواجهة تحديات الوجود الاسلامي في الغرب، ولكنه قد يكون أسهل الامتحانات وايسر التحديات رغم ما يفرضه من معضلات.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024