الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 09:16 م - آخر تحديث: 09:14 م (14: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي

الاخبار - الموريتانية

أندرو مكراجر -
التمرد العسكري والإسلاميون الموريتانيون
موريتانيا، تلك الدولة الصحراوية الواسعة التي يسكنها العرب والبربر في شمال غرب إفريقيا، يبدو أنها أصبحت خطا أماميا في الحرب على الإرهاب. فالسياسات الموالية للوللايات المتحدة وإسرائيل التي تبناها رئيسها، معاوية ولد سيد أحمد الطايع، أذكت أوار نهضة إسلامية في هذه الدولة التقليدية التي تعتز بأنها أول جمهورية إسلامية في العالم.
لم تشهد موريتانيا أي عمل إرهابي داخلي، ولا يوجد للقاعدة بها أي نشاط معروف، لكن رئسيها يدعي أن إسلاميين لهم صلا ت خارجية كانوا وراء ثلاث محاولات انقلابية.
النتائج غير المتوقعة لمحاكمة هؤلاء الإنقلابين المزعومين ( 181) ساعدت في تسليط الضوء على طبيعة الخطر الإسلامي في موريتانيا.

كانت البداية عندما شقت مجموعة من الدبابات - المستوردة من العراق أصلا - انواكشوط يوم 8 من يوينيو عام 2003 قاصدة القصر الرئاسي.
كان يتزعم هذاالانقلاب مجموعة من الضباط لها تنظيم سري يسمى "فرسان التغيير"، واستمر القتال العنيف لمدة ثلاثة أيام انهزم المتمردون بعدها وأحيط بهم.

منذ البداية، قام النظام باتهام ليبيا وحليفتها بوركينافاسو بتحريض المتمردين وإمدادهم بالسلاح، وكشفت الحكومة عن بعض الأسلحة المقبوض عليها دليلا على ذلك، لكن العقوبة طبقت في اتجاه آخر: حيث قام النظام بإغلاق ثلاث مؤسسات سعودية مهمة بانواكشوط! وعلى كل حال، فالرئيس الموريتاني أعلن أن إسلاميين لهم صلات خارجية كانوا وراء انقلاب أرادوا من خلاله تقويض إنجازات حكومته.
ولد الطايع أيضا أعلن عن إفشال انقلابين عسكريين في أغسطس وسبتمبر 2004.

المحاكمة

بسبب مخاوف أمنية معينة ، وبسبب كثرة عدد المحاكمين، تم نقل المحاكمة في نهاية 2004، إلى حامية عسكرية في صحراء واد الناقة على بعد 50 كيلو مترا شرق العاصمة انواكشوط.
كان هناك ذكر للكثير من التعذيب للمحتجزين الانقلابيين، والذي تأكد إثر تهريب صور لعتقلين مكبلين جائعين عرايا تبدو عليهم آثار التعذيب . وقد حرم هؤلاء المعتقلون أيضا من أي رعاية صحية، بل قوبلت احتجاجات أسرهم بالقمع والاعتقال.
وقد تم اعتقال ثلاثة من القادة الإسلاميين على خلفية الصور المذكورة.

قائد الانقلاب العسكري، الرائد صالح ولد حنن، والنقيب عبد الرحمن ولد مين اعترفا بالتهمة الموجهة لهما، بل انتهز صالح ولد حنن فرصة حديثه في المحكمة ليكذب أنه تلقى أي دعم خارجي وليصف الرئيس بأنه "طاغية لا يحترم القانون الوطني ولا المعاهدات الدولية" وأضاف ولد حنن: " لقد أردت أن أغير نظاما فاسدا وغير شرعي عن طريق انقلاب عسكري مشابه لماحدث في 12- 12- 1984 والذي قام به معاوية نفسه".
لكن الملاحظ أن "اللهجة" الإسلامية كانت غائبة في مداخلة (ولد) حنن.

أما ولد مين فقد ذكر أن القبلية السائدة في الحكومة والظلم السائد في الجيش هو الذي دعاه إلى المشاركة في قيادة فرسان التغيير.
حكم بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة على الرائد صالح ولد حنن والكابتن عبد الرحمن ولد مين، واللافت أن محامو الدفاع أنفسهم فوجئوا بضآلة الأدلة المقدمة ضد الانقلابين: الثاني والثالث.
وكان المحلفون قد طالبوا بإعدام 17 من المتهمين لكن ذلك لم يحدث، بل برئ أكثر من 100 منهم وأطلق سراحهم وحكم على الأكثر بثمانية عشر شهرا سجنا.
الجدير بالذكر أيضا، أن ثلاثة من قادة المعارضة اتهموا المشاركة في الانقلاب وبرئت ساحتهم مع ذلك.

السياسة الخارجية الموريتانية الجديدة

أقامت موريتانيا علاقات دبلماسية مع إسرائيل سنة 1999، مما أثار ردود فعل غاضبة من إيران وكثير من الدول العربية، ولم يعد الرئيس الموريتاني ، بعد هذه العلاقات، يحضر القمم العربية، ولم تعد وسائل الإعلام الرسمية القليلة والمراقبة بشدة تتحدث عن أي حدث في فلسطين أو العراق.

إن انصراف ولد الطايع المفاجئ عن العالم العربي والإسلامي وتولية وجهه شطر إسرائيل والولايات المتحدة قد أحدث شرخا واسعا في المجتمع الموريتاني.
وقد حذر المعارضون الإسلاميون أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل والسماح لها بالوجود في شمالي إفريقيا سيمكنها من حضور مخابراتي في المنطقة.

إن الولايات المتحدة وحلف الناتو مهتمان بموريتانيا النامية، لاعتقادهما أنها يمكن أن تكون حجر زاوية في الحرب على الإرهاب في إفريقيا.
الدعوة إلى الإصلاح السياسي أيضا أذكاها اكتشاف كميات من النفط، حيث يقدر أن الانتاج سيبدأ في نهاية 2005 بمعدل 75 ألف برميل يوميا. قد لايكون هذاالبترول كبيرا بالمقارنة مع بعض الدول العربية لكنه يمكن أن يغير حياة الكثير من الفقراء الموريتانيين الذين يعانون الفقر ويعيشون على أقل من دولار يوميا.
لكن المعارضة تخشى أن يبتلع البترول في ظل إدارة يسودها الفساد المالي والإداري.

المعارضة الموريتانية

إن نفس القبلية والطبقية التي تطبع المجتمع الموريتاني تمزق المعارضة السياسية أيضا. فكل من الحكومة والمعارضة يسيطر عليها من قبل "البيظان". وعلى الرغم من الاسم ( البظان) فإن النسب هو الذي يحدد كونك بظانيا وليس اللون. لكن البيظان السود ( لحراطين) ينظر إليهم على أنهم ‘أفارقة سود تحرروا ولكنهم انصهروا وتمثلوا ثقافة هؤلاء ودينهم أيما تمثل.

البيظان هم الأكثر تقسيما إلى قبائل وطبقات، لكن طبقتي حسان والزوايا هما الأكثر أهمية: فالزوايا يمتلكون الموروث السلطوي الروحي الإسلامي.
حوالي 30% من السكان هم أفارقة سود مسلمون، غير "بيظان"، يوجدون في الجنوب أساسا، وبعض البيظان مازالوا يحتفظون ببعض السود الأفارقة كعبيد.

الديمقراطية الموريتانية شكل أكثر منها مضمون: فمجلس النواب موجود ولكن السلطة في يد الرئيس، والأحزاب الصغيرة غير المؤثرة يسمح لها بالمشاركة في الانتخابات في حالة عدم حظرها بمراسم رئاسية!

لقد رفض النظام ترخيض أي حزب إسلامي وقام بحظر حزب البعث سنة 1999. ورغم ذلك فلا يزال يوجد حضور قوي للبعثيين في ضباط الجيش: وذلك عائد إلى أن الكثير من الضباط كانوا يتلقون تدريبهم في العراق ما بين 84 و96.
الكثير من البعثيين المعروفين فصلوا من الجيش سنة 2000، على خلفية عدم الارتياح للعلاقة الجديدة مع إسرائيل، وسرح الكثير منهم بعد غزو العراق عام 2003.

الظاهرة الإسلامية جديدة نسبيا على هذه الدولة التي لا يزال بها حضور وتأثير قوي لللطرق الصوفية كالتيجانية والقادرية، والنشاطات الإسلامية مسيطر عليها بقوة من طرف وزارة الثقافة ولتوجيه الإسلامي، والإئمة المعينون من قبل السلطة جاهزون للاستخدام والتجنيد بسهولة تامة لتأيد ما تريده الحكومة.

أكثر الإسلاميين الموريتانيين سوء سمعة هو الإسلامي الرادكالي ذوالرتبة المنيفة في القاعدة، أبوحفص الموريتاني. فأبو حفص يلعب دور المرشد الروحي في القاعدة ولكنه مع ذلك ليس له أتباع في موريتانيا.
لقد رافق الرجل بن لادن إلى السودان ومنها إلى أفغانستان حيث يعتقد السؤلون الأمركيون أنه لعب دورا مهما في التخطيط للهجوم على سفارتيها في شرق إفريقيا وفي هجمات 11 من سبتمبرأيضا.

وقد صرح مستشار وزير الدفاع الأمركي بول وولفوتز أن ولد الوالد كان أكبر المدافعين داخل القاعدة عن فكرة التعامل مع صدام حسين. وقد لعب أبو حفص بعد 11-9 دور المتحدث باسم القاعدة حيث نفى أي صلة لهم بالهجوم، وكانت شائعات قد ترددت أنه قد قتل في هجوم أمريكي في أفغانستان عام 2002، لكن تبين أن ذلك غير صحيح ويرجح أن الرجل معتقل في أحد السجون في إيران.

وهناك شخص آخر أقل شهرة من أبي حفص وبينهما مصاهرة، يدعى محمدو ولد صلاحي، والذي يعتقد أنه قام بدور المنسق بين بن لادن وخلية هامبورغ، بألمانيا، في التخطيط لهجمات 11-9. و يعتقد أيضا أن ولد صلاحي قد تلقى في وقت ما تدريبا عسكريا في أفغانستان، وفي عام 1999 كان ولد صلاحي في مونتريال، حيث يتهم أنه ساعد أحمد رسام في الهجوم الذي كان يخطط له.
تم اعتقال ولد صلاحي عام 2001 من طرف الشرطة الموريتانية، وهو الآن موجود داخل مكان خاص ب سي آي أي داخل قاعدة اكوانتنامو.

خاتمة: علاوات صالح ولد حنن!

قبل نهاية المحاكمة بقليل، أعلنت حكومة ولد الطايع عن زيادة في الأجور وصلت إلى 40%، زادت أجورالعمال المدنيين، وحسنت ظروف عيش العسكريين، وهذه العلاوات والتحسن في ظروف العيش سميت بعد ذلك ب"أثر صالح ولد حنن"، وكانت هذه الزيادة في الأجور قد أتت في الوقت المناسب، حيث أتت بعد أن هدد المورتانيين خطر الجوع بعد مشكلة الجراد.

وفي النهاية، لا يبدو أن الإسلاميين أو البعثيين كان لهم حضور أو تأثير يذكر داخل التمرد العسكري الذي حدث.

داخل الجيش الموريتاني وداخل الحكومة أيضا، يتهم ولد الطايع بأنه يفضل ويوظف قبيلته من من ينحدرون من شمالي موريتانيا.
إن عامل الظروف المادية والنفسية التي يعيش تحتها العسكريون كان له حضور أكبر في حدوث التمرد العسكري من العامل السياسي.
البعض من من يسمون بالإسلاميين السلفيين يبدو دورهم الآن في المجتمع الموريتاني امتدادا لدور الزوايا تارخيا من الناحية الطبقية. لا تزال السلفية ضعيفة في موريتانيا بعيدة عن أن تستطيع القيام بأي انقلاب يؤهلها لبناء حكومة تقوم على الشريعة الإسلامية، والملاحظ أيضا أنه لم يكن هناك أي ربط بين الإسلاميين والانقلابين في أثناء سير المحاكمة.
يبدو أن ولد الطايع يحاول انتهاز فرصة "الحرب على الإرهاب"، ليخلق له دورا عن طريق المبالغة في صناعة خطر إسلامي، وتدخلات أجنبية غير موجودة أصلا!
إن الرائد صالح ولد حننا وبعض زملائه الانقلابيين ينحدرو من أسر من قبائل "حسان" القريبة من الزوايا، مما يجعلنا نعتقد أنه ربما يكون هناك التحام أو تقارب في المستقبل بين هاتين الفئتين لخلق توازن قوى في بنية المجتمع الموريتاني.
إن ردات الفعل الداخلية هذه على نظام ولد الطايع الشمولي والقبلي ستبقى مفتوحة وقابلة للانفجار في أي لحظة، وربما أذكى هذاالانفجار السلفيون الجهاديون، لكنه لايوجد أي دليل على أن ذلك سيحدث قريبا.
إن التحسن المطرد في العلاقة الدبلوماسية بين ولد الطايع وإسرائيل والولايات المتحدة سيزيد من عزلة ولد الطايع ونظامه، مما سيضطره دائما إلى الاعتماد الكامل على ولاء الجيش بدل ولاء الشعب.
وزيادة على ذلك، ربما يرى ولد الطايع لاحقا ضرورة نوع من الوجود العسكري الأمريكي أو الإسرائلي لحماية نظامه.
مدير مركز أبرفويل للدراسات العسكرية والاستراتجية بكندا
ترجمه من الإنكليزية: أحمد فال ولد الدين
المصدر وكالة الاخبار الموريتانية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024