الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 01:47 ص - آخر تحديث: 01:20 ص (20: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي

الخليج - الإماراتية

المؤتمر نت - صحيفة الخليج الاماراتية
نصر طه مصطفى -
رفسنجاني العائد والخيارات المحدودة
كما كان متوقعاً رشح الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني نفسه للانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة، وهي سابقة لم تحصل من قبل في أي بلد يعتمد النظام الانتخابي إذا لم تخني الذاكرة لكن بالتأكيد ليس هناك ما يمنع حدوثها من الناحية الديمقراطية وإن كانت الشعوب ذات الجذور الديمقراطية العميقة لا تستهويها.
قد يبدو رفسنجاني موفور الحظ بالفوز في هذه الانتخابات بحكم أنه أحد أهم الشخصيات في تركيبة النظام الإيراني، وبحكم قربه وعلاقته الوثيقة بالمرشد آية الله علي خامنئي، اضافة إلى أن بلاده انتقلت من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة في عهده بعد وفاة آية الله الخميني وتولي خامنئي منصب المرشد.
لا شك أن رفسنجاني هو ابن النظام الحالي وأكثر المخلصين له ما يعني أن ترشيحه لنفسه قد تم بدعم وتشجيع من المرشد خامنئي من باب أنه أي رفسنجاني، سيكون وجهاً مقبولاً لدى المحافظين، إضافة إلى قدرته على صنع خطوط تفاهم مع الإصلاحيين الذين أحسوا بخيبة أمل كبيرة من خلال تجربتهم مع الرئيس الحالي محمد خاتمي الذي وجد نفسه ضحية لضغوط التيارين المتنافسين القويين فلا هو أرضى هذا ولا أرضى ذاك.

لن يقبل الاصلاحيون ببساطة برفسنجاني، كما أنهم قادرون أيضاً على منافسته لو تقدموا بمرشح مقبول جماهيرياً، إلا أن أي مرشح اصلاحي سيفوز ستقابله نفس المصاعب التي واجهها خاتمي بل أكثر منها بالتأكيد خاصة في ظل الأغلبية المحافظة في البرلمان القادرة على تعطيل كل التوجهات الاصلاحية في الحكم.

ومن ثم فإن فوز أي اصلاحي في المرحلة القادمة قد يزيد الأوضاع الداخلية توتراً في إيران ويؤدي إلى إرباك شديد في عمليةاتخاذ القرار.
وعلى ذلك يبدو رفسنجاني الوجه الأفضل داخلياً وخارجياً لمواصلة مرحلة خاتمي بأداة محافظة قادر هو على الانسجام معها إلى حد كبير بخبرته السياسية وعلاقاته الخارجية الجيدة. وقد يجد الغرب فيه طرفاً قادراً على التوصل معه إلى اتفاقات حول مختلف القضايا أكثر من خاتمي الذي قيدته الصراعات السياسية داخل بلاده فلا هو ترك بصمة في الداخل ولا هو استطاع أن يحافظ على تفاؤل المحيطين الاقليمي والدولي بوصوله إلى السلطة رغم مشروعه المتقدم والمعتدل فكرياً وسياسياً.
يبدو رفسنجاني أفضل الخيارات للرئاسة بالنسبة للمؤسسات الدينية التي تحكم البلاد سواء للداخل أو للخارج. فتعطش الشارع الإيراني لمزيد من الحريات واضح وجلي لكل من يزور طهران، بل إن الزائر يتساءل أين جيل الثورة الاسلامية بعد ربع قرن من اندلاعها وقيام نظامها السياسي حيث تلمس في عيون ملايين الشباب الذين لم يعرفوا عهد الشاه شوقاً عارماً للانفتاح السياسي والثقافي على الغرب والخروج من قوقعة التزمت الديني، وهذا ما يجعلنا نتفهم ذلك الفوز الساحق الذي حققه خاتمي عام 1997 الذي كان يمثل بالفعل المخرج الحقيقي لتلبية تطلعات جيل الشباب الإيراني من حيث إمكانية تحقيق نموذج (الانفتاح الملتزم) وفي ذات الوقت عدم المساس بثوابت الثورة الاسلامية. لكن سنوات خاتمي تحولت إلى انتكاسة لطموحات هذا الجيل الذي قد ينأى بنفسه عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة بما يجعلها انتخابات باردة بعيدة عن أي تنافس ساخن. في كل الأحوال تبدو الملفات التي يمكن أن يواجهها رفسنجاني ساخنة جداً داخلياً وخارجياً. لكن الخيارات التي يمتلكها بالمقابل محدودة جداً في ظل سيطرة المحافظين على مختلف مراكز القرار في مؤسسات الدولة. فلا خيار أمامه سوى الاستمرار في انجاز البرنامج النووي رغم كل ضغوط الغرب التي لا تبدو صارمة في الحقيقة إلا في الظاهر مقارنة بما جرى مع نظام صدام حسين في العراق. وقد لا يكون مرغوباً بالتأكيد امتلاك طهران لسلاح نووي لكن ليس هناك ما يمنع مستقبلاً أن تصبح قنبلة إيران (الشيعية) معنية بإحداث توازن مع قنبلة باكستان (السنية) بهدف تحويل مجرى اللعبة السياسية في إطار المنظومة الاسلامية.
أما العراق فقد أصبح المتنفس الحقيقي للثورة الاسلامية في إيران، بل هو هدية النظام الدولي الجديد لطهران التي أصبحت بفضل سقوط صدام حسين طرفاً له كلمته ورأيه المسموع في المحيط الإقليمي، ويكفي إيران اليوم أن تتفرج مسرورة على الورطة التي وجد الأمريكيون أنفسهم فيها داخل العراق.فيما الهلال الشيعي الذي تحدث عنه العاهل الأردني يتسع شيئاً فشيئاً وبهدوء ومن دون ضجيج. فلأول مرة تدفع طهران وسائل إعلامها الرسمية لتوجيه نقد مباشر للحكومة اليمنية التي تجمعها بها علاقات جيدة نتيجة ما وصفته اضطهاداً للشيعة الزيدية في اليمن بسبب مواجهات صعدة. وهذا الأسلوب لم يكن معهوداً من قبل لدى طهران التي حرصت في عهد خاتمي على اقامة علاقات وثيقة بجميع دول الجزيرة والخليج العربي. أمام مثل هذه الملفات، ما الذي سيفعله رفسنجاني الرئيس القادم لإيران في الغالب وهو الرجل المعروف بدهائه وذكائه وحذره الشديد؟
بالتأكيد إن خياراته محدودة وصعبة، ما بين الرغبة في حماية بلاده بتوسيع دورها الإقليمي وما بين نتائج توسع هذا الدور التي قد تنعكس بالتوتر على دول المنطقة وعلى ما يمكن اعتباره تهديداً مباشراً للمصالح الغربية فيها.

لننتظر ونر وإن غداً لناظره لقريب.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024