الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 09:14 م - آخر تحديث: 09:14 م (14: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي

الغد - الاردنية

المؤتمر نت - صحيفة الغد الاردنية
خير الله خير الله -
بحثاً عن حل طبيعي في دارفور
انتقلت القمة التي ستعالج في اطارها قضية دارفور، من شرم الشيخ الى طرابلس، على ان تعقد يوم الاثنين، الواقع في 16 ايار 2005. والقمة، التي يستضيفها العقيد معمر القذافي ويحضرها رؤساء مصر والسودان والتشاد والغابون ونيجيريا، مناسبة للقول ان ثمة حلولا اقليمية لمسائل معقدة، متى كانت هناك نيات حسنة، ومتى كانت هناك رغبات حقيقية في التوصل الى حل، بدل تشريع الابواب امام التدخلات الاجنبية.
قبل كل شيء، لا بد من ملاحظة ان الاعداد لقمة دارفور تم بعيدا عن الارتجال، والدليل على ذلك ان ليبيا استبقت القمة باستقبالها ممثلين عن متمردي دارفور، وممثلين لقبائل من الاقليم الواقع غرب السودان. وفي طرابلس، وقع ممثلو القبائل، ومشايخ دارفور، وممثلو اربع حركات (حركة تحرير السودان، وحركة العدل والمساواة، والادارة الاهلية، وابناء دارفور في المهجر) "اعلان طرابلس". حصل ذلك في خيمة الزعيم الليبي، وبإشراف مباشر منه، على ان يكون "اعلان طرابلس" بمثابة اتفاق سلام بين هذه الاطراف.
كان جمع كل هذه الاطراف تحت خيمة واحدة انجازاً بحد ذاته، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار ان القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، اقامت الارض ولم تقعدها بسبب الاوضاع في اقليم دارفور، الذي زاره اواخر العام الماضي وزير الخارجية البريطاني، جاك سترو، ووزير الخارجية الاميركي (وقتذاك) كولن باول، والامين العام للامم المتحدة كوفي انان، وعدد كبير من المسؤولين الدوليين، في وقت لم يكن يمر يوم من دون مقال او تحقيق في وسائل الاعلام العالمية عن دارفور. وبدا في مرحلة ما، قبل حصول التدخل الافريقي من اجل ايجاد مخرج من الازمة التي يشهدها الاقليم، وكأن دارفور تحولت إلى محور الاحداث الدولية، والشغل الشاغل لمجلس الامن.
نعم، حصلت مجازر في دارفور، ولكن ليس صحيحاً ما حاول الاعلام الغربي تصويره، بأن العرب يقتلون الافارقة، وان هناك صراعات ترتدي احيانا طابعا عنصرياً. كل ما في الامر ان هناك تداخلا بين قبائل المنطقة وعشائرها، اضافة الى خلافات تاريخية، ساعدت في تدهور الاوضاع، وحصول حمامات دم، وعمليات تهجير. لكن الصعب في كل ذلك التفريق بين من هو عربي ومن هو غير عربي. ولهذا، امتلك بعض القادة الافارقة، وعلى رأسهم العقيد معمر القذافي، ما يكفي من الحكمة للسعي الى معالجة المشكلة من الداخل، انطلاقاً من فهم عميق للعقلية القبلية. ودفع ذلك الزعيم الليبي الى القول، بعد توقيع "اعلان طرابلس": "سيكنُّ العالم الاحترام للاتفاق... وما يحصل في دارفور حل ذاتي، نابع من عقلية قبلية من ابناء دارفور، بعيدا عن وصاية العالم، الذي نريد ان نؤكد له اننا اقوياء".
في الواقع، ان العالم سيكن احتراما للاتفاق اذا احترمه موقعوه اولا، خصوصا انه يدعو الى وقف للنار، والاسراع في اطلاق سراح المعتقلين عند كل الاطراف، والاستئناف العاجل للمفاوضات بين الاطراف المعنية والحكومة السودانية، والتعاون لفتح الطريق امام الاغاثة، والاهم من ذلك كله، تشجيع المصالحة بين القبائل. هذه المصالحة التي تقع في اساس كل تطور نحو الأفضل في الاقليم.
ان الدول الكبرى التي لديها مصالح كبيرة في افريقيا تسعى الى التغلغل فيها، مستفيدة من اي ازمة. ولذلك، يمكن القول ان اي حل داخلي او اقليمي، يبقي الدول الكبرى بعيدة عن المسرح الافريقي، ويسحب البساط من تحت الاميركيين والاوروبيين، الذين كانوا يعدون العدة للتدخل في دارفور عبر حلف شمال الاطلسي.
بالطبع ان للدول الكبرى مصالحها في افريقيا، ولا يمكن تجاهل هذه المصالح، لكن ثمة فارقا بين التعاطي معها من منطلق ان الافارقة قادرون على حل ازماتهم من جهة، وبين ترك هذه الازمات تتفاقم الى حد حصول مجازر تبرر ارسال قوات من خارج الى دارفور وغير دارفور، من جهة اخرى.
ستنعقد قمة دارفور في ليبيا، واذا نجحت القمة، التي مُهد لها بطريقة جيدة، فسيتبين ان الافارقة بلغوا سن الرشد، وانهم اخذوا علماً بأن اي تدخل خارجي يزيد التوتر في القارة السمراء. اكثر من ذلك، ان اي تدخل خارجي يعزز موقف التطرف والمتطرفين، واي تعزيز لمثل هذا الموقف لا يخدم بأي شكل الحرب على الارهاب، على العكس من ذلك، انه يعرقل الجهود الهادفة الى القضاء على الارهابيين واقتلاعهم من جذورهم.
يبقى ان ما لا مفر من تذكره، هو ان على حكومة السودان اتخاذ قرار نهائي في شأن دارفور. ذلك ان ما لاحظه المراقبون الغربيون هو ان مواقفها المتذبذبة ساعدت في تفاقم الاوضاع في الاقليم، وبدت وكأنها مع طرف ضد آخر، في حين ان الجميع مواطنون سودانيون، وعليها المساواة في ما بينهم. كذلك الامر بالنسبة الى تشاد ورئيسها ادريس ديبي، الذي يتدخل في دارفور من منطلق ان بلاده طرف في النزاع، بسبب وجود امتدادات لبعض القبائل والعشائر في تشاد نفسها.
من الافضل ترك الامور لمصر وليبيا، وذلك ليس لانهما تقفان على المسافة ذاتها من الاطراف المتنازعة وحسب، بل لأن همهما الاول والاخير ابعاد القوات الاجنبية عن المنطقة. بل ان مصلحتهما تقضي بذلك، كما تقضي باظهار ان الافارقة قادرون على استيعاب ازماتهم، والسعي الى حلها بطريقة طبيعية، تأخذ في الاعتبار الارض والناس والعشائر والقبائل، وكل ما له صلة بهم.
في النهاية، ان الحل الطبيعي في دارفور ليس في مصلحة السودان وحده، وانما ايضاً في مصلحة كل بلد افريقي، لا لشيء، سوى أن ارسال قوات اجنبية الى دارفور يفتح الابواب امام ارسالها الى مناطق اخرى. من يدري؟ اليوم دارفور وغدا منطقة اخرى في السودان وغير السودان! فلماذا تشجيع الخارج على التدخل، متى في الامكان قطع الطريق على ذلك، باللجوء الى وسائل طبيعية، تأخذ في الاعتبار طبيعة الناس وتكوينهم؟









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024