الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 03:15 م - آخر تحديث: 02:44 م (44: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي

عُمان- العمانية

عاطف الغمري -
من ينقذ عملية السلام ؟
أحيانا تظهر لنا السياسة الخارجية الأمريكية تجاه النزاع العربي - الاسرائيلي، مثل مقاول يصلح طريقا، وأثناء الحفر تتكسر في باطن الأرض أسلاك الهاتف، ومواسير صرف، وتنقطع أسلاك كهرباء، لكنه يصلحها ويردم مكان الحفر.ثم يعود للحفر والتكسير والإصلاح والردم.
وهكذا.. منذ خطة ميتشيل الى مهمة زيني وحتى خارطة الطريق.
فلا شيء انصلح حاله ولا خطونا خطوة للأمام، كلها عمليات قصيرة العمر، تلحق واحدة بما سبقها حين تنقطع أنفاسها.
مع أنه قبل هذه العمليات كان هناك هيكل عملية سلام، ربط كل الأطراف بعجلتهم والتزم به الجميع. وهي عملية كان لها أساس تقف عليه، وعلامات في طريقها تهتدي بها.
وقد يكون أقرب تفسير لهذا الوقوف «محلك سر«، أو الدوران حول النقطة نفسها بمهام ومبادرات وخطط، دون خطوة للأمام، ما كان قد شرحه أحد خبراء السياسة الخارجية الأمريكيين في مؤتمر عقد بمعهد بروكنجز في واشنطن بعد ستة أشهر من تولي الرئيس بوش الحكم وهو يلخص فلسفة سياسة حكومة بوش في الشرق الأوسط، ووصفها بأنها تقوم على الطلاق مع كل ما كان يفعله ويمثله كلينتون.
***
والطلاق قد يكون منطقيا، لو أن عملية السلام في الشرق الأوسط، تنحصر في اطار علاقة ثنائية بين رئيس أمريكي وسلفه في البيت الأبيض، لكن الطلاق هنا يمس علاقة متعددة الأطراف، بالطبع فإن إسرائيل طرف فيها، وأيضا فالعرب جميعهم طرف أصيل، وهم كانوا قد بدأوا بالفعل خطوات بناء سياسات للحاضر والمستقبل على أساس ما احتوته هذه العلاقة التي هي بالضرورة موقف دولة وليس مجرد موقف حكومة. وهي علاقة كان محورها موقف أمريكا المعلن من جانب رؤسائها، وبأنها هي الوسيط النزيه.
كما ان العلاقة مع قوة كبرى كالولايات المتحدة يراعي فيها الطرف الآخر في هذه العلاقة، ان السياسة الخارجية قابلة للأخذ بسياسات متغيرة، مجهزة بمرونة الاستجابة لما قد يستجد أو يتغير في أوضاع العالم، لكن الاستمرارية أو التغيير قائمان على أساس لا يتغير من الاستراتيجية التي يعرف الآخرون مضمونها وتوجهاتها التي تبقى على مصداقيتها في تعاملهم معها، وتمنع الاضطراب والتشوش في العلاقات.
ولعلنا نذكر ان عملية السلام قبل مجيء بوش الى البيت الأبيض، كانت لها جذور ممتدة الى عهد الرئيس جورج بوش الأب، بل ان الجهود الدبلوماسية لمبعوث كلينتون في تسوية النزاع العربي - الاسرائيلي، وهو دينيس روس، كانت استكمالا لما سبقه لأن روس الذي مارس مهمته على مدى 12 عاما، كان هو المبعوث للرئيس بوش الأب.
ولم يكن ما فعله بوش الأب ـ ومن بعده كلينتون، انه حفر حفرة وردمها ثم أعاد حفرها، لكنه ساعد على شق مجرى يمكن ان تجرى فيه عملية السلام من نقطة الابحار حتى مرسى النهاية.
فمنذ بدء عملية السلام في مدريد 1991، ربط بوش الأب استكمال السلام الشامل على كل المسارات، بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة، واعتبر ان التسوية الشاملة والنهائية تحقق الاستقرار الاقليمي في المنطقة، وان هذا الاستقرار هو الضمان للمصالح الحيوية ومصالح الأمن القومي الأمريكي.
وتأسست عملية مدريد على مبدأ الأرض مقابل السلام، ولحقت بها اتفاقات أوسلو عامي 1993 و1995، التي أعطت للفلسطينيين أملا، حين أقرت اسرائيل بأنهم شريك بالتساوي في الوصول الى التسوية النهائية في مفاوضات لا يحق لأي طرف فيها ان يفرض وجهة نظره بإجراءات من جانب واحد.
وواصل كلينتون مساعيه لدفع عملية السلام نحو الهدف المطلوب والذي تعهدت امريكا ببلوغه، وبتحديد خطي وجداول، منها اعادة الانتشار والانسحاب من الضفة الغربية وغزة، ومفاوضات لانهاء مشاكل الوضع النهائي كالحدود واللاجئين، والمستوطنات، ووضع القدس.
***
وحتى من قبل بوش الأب وكلينتون، فإن الحكومات المتعاقبة منذ ايزنهاور في الخمسينات وحتى كلينتون في آخر التسعينات ظلت ملتزمة بقاعدة أساسية للسياسة الخارجية هي الالتزام بتأييد أمن اسرائيل، وتفوقها النوعي في التسلح، وليس العدوان أو احتلال أرض عربية. باستثناء خروج على هذه القاعدة من الرئيس جونسون عقب حرب 1967، بمحاولة تأكيد الأمر الواقع الناتج عن احتلال اسرائيل الى أن عادت الرئاسة الأمريكية الى القاعدة الأساسية عقب حرب 1973، وهو ما أعلنه صراحة وزير الدفاع جيمس شليزنجر بقوله نحن نحمي أمن اسرائيل لكننا لا نحمي توسعها. لكن تحولا في السياسة الأمريكية حدث بعد مجيء بوش عام 2001، شهد اطلاق يد حكومة اسرائيل (الليكود) في إجراءات تمثل خروجا على كل ما كان قد اتفق عليه، هدما للأسس التي استقرت لعملية السلام في السنوات السابقة، وهو ما يدعو للتساؤل: لو كان هذا هو الطلاق مع كل ما كان قد فعله كلينتون، فإنه على هذه الصورة هو أكثر من مجرد طلاق، لأنه خروج على قواعد كانت مستقرة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة رغم ما كان بها من كثير من التحيز لاسرائيل دائما، وتخلي امريكا عما التزمت به في عهود رؤساء سابقين، وبالأخص منذ شق بوش الأب مجرى تجري فيه سفينة عملية السلام.
إن العرب دخلوا عملية السلام، مسلمين بما عاهدتهم عليه الولايات المتحدة بأنها الراعي لهذه العملية، والوسيط النزيه الذي لا يتحيز لطرف لحساب آخر، وبأن السلام كما تفهمه وكما تعتقد فيه، هو سلام كامل ونهائي يطوي صفحة النزاع العربي - الاسرائيلي، ويكون شاملا على كل المسارات، وبأنه لا يحق لاسرائيل ان تفرض ما تراه من جانب واحد، وأن السلام على هذه الصورة يحقق في الوقت ذاته مصلحة أمن قومي للولايات المتحدة. وبناء على هذا تصور العرب ان السلام على مرمى البصر، وفي متناول اليد، وكان ما يدفعهم الى الاعتقاد بهذا، أن أمريكا في عهد كل من بوش الأب وكلينتون كانت ضالعة بالفعل في جهود السلام، والتزاما الأسس نفسها التي أرسيت في مدريد وأوسلو.
الى درجة ان دولا عربية كثيرة بدأت تدرس أوضاع المنطقة في مرحلة ما بعد السلام، ولم يكن أحد يتصور بعد هذا كله، أن تعلن حكومة بوش طلاقها من كل ما جرى، وتترك لطرف بعينه ـ وهو اسرائيل ــ ان يتصرف حسبما يحلو له، ومن جانب واحد، وكأنه لم تكن هناك علاقة تعاقدية، ولم يكن هناك التزام سياسي وأدبي من قوة كبرى ــ أعطت نفسها في يوم ما صفة الوسيط النزيه.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024