التآمر المشترك!؟ يؤكد مضمون البيان الذي أصدرته أحزاب اللقاء المشترك في السادس عشر من مايو الجاري، تناقض هذه الأحزاب مع نفسها، فبينما تدافع عن مليشيات وأجنحة عسكرية، نجدها في نفس الوقت تعلن رفضها أية تشكيلات أو مليشيات من هذا النوع. إن هذا التناقض الصارخ يعكس محاولة مرتبكة لطمس الحقائق والتأثير السلبي على القضاء. وكان يفترض من أحزاب اللقاء المشترك أن تطالب بالتحقيق في أي إدعاء ضد أي حزب من الأحزاب وتترك للقضاء الكلمة على هذه المسألة بدلاً من محاولة التأثير على الرأي العام للدفاع عن قضية لازالت قيد الدرس. لقد كان حرياً بالذين يدعون احترامهم للدستور والقانون كان عليهم التريث وانتظار تبيان الحقائق الموضوعية بدلاً عن محاولة الاندفاع نحو لغة الرفض والإدانة والشجب ذلك أن الانتصار للحقيقة لن يظهر إلا من خلال السلطة القضائية التي يجب أن تحترم من قبل الجميع. إن الاتهام الموجه لأي حزب أو تنظيم لا يمكن أن ينظر له باعتباره مجرد موقف سياسي، ولكن بكونه موقفاً دستورياً وإجرائياً وقضائياً وبالتالي فإن أية تصريحات صادرة عن جهات حكومية متعلقة باتهام معين لأية جهات معينه يمثل التزاماً لإثبات الحقيقة في صحيفة الدعوى، أما اللجوء من قبل بعض القوى لتشويش الرؤية نحو بعض الحقائق التي سوف تطرح حتماً بوثائقها وبراهينها فإن ذلك يعتبر نوعاً من أنواع الابتزاز السياسي ومحاولة لتزييف وعي الرأي العام. إن أي فتنة أو تمرد أو عصيان أو أعمال إرهابية-كالتي يحاول البعض تبريرها والدفاع عنها- لا يمكن على الإطلاق النظر إليها بأنها أعمال فردية وتستهدف الجمهورية والوحدة والسلم الاجتماعي. وجه الغرابة هنا أن يكون حزب التجمع اليمني للإصلاح هو المتصدر لهذه المسألة في من يسمى باللقاء المشترك وهو لن يعلن على الدوام (ولكن في الغرف المغلقة) عداوته الكاملة ضد ما يسميهم بالإماميين والملكيين والمدعين بالحق الإلهي في الحكم وهنا فإن على تجمع الإصلاح مراجعة مواقفه المتناقضة الخفية والمعلنة، أما بقية أطراف اللقاء المشترك فمعروف عنها ثأرها السياسي مع النظام الجمهوري والوحدوي الديمقراطي قال تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين.. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). صدق الله العظيم |