عـــالـــم عالم من التداخلات في المصالح والأهواء والرغبات.. عالم معجون بالتدخلات المباشرة وغير المباشرة بين دوله وأنظمته، تدخلات لا تقف عند حد... ولا تخفي رغباتها وطموحاتها بل لا تتحرج في أن تظهر أنيابها بين الحين والآخر.. عالم معجون بالتناقضات ومحاط بالتآمرات.. تآمرات من الخارج وهي على كثرها فإن جزءاً منها منطلق أساساً من تامرات داخلية تنمو في الداخل وتتكون من أحشاء الخلافات والاختلافات والهواجس والطمع والطموحات المشروعة وغير المشروعة والأحقاد والدسائس وموروث القديم وتطلعات المستجد.. الجديد.. عالم معجون بالتناقضات بين حرية المرأة الكاملة وكأننا عدنا لشعارات الخمسينيات من القرن الماضي، وبين حرية المرأة المقننة بالتقاليد والعادات والمقاس المحدد سلفا لها ولحركتها ومجال مشاركتها. عالم مجنون لأنه يتحدث عن العدالة والمساواة والديمقراطية من مؤسسة تفتقر في ممارساتها وقراراتها وسياساتها للكثير من العدل والمساواة والديمقراطية والأخلاق.. الخ. عالم مجنون لأن الذين يريدون أن يرسموا لنا حياتنا كشعوب هم أنفسهم يعيشون حالة دائمة من التناقض واللا مساواة واللا عدل واللا أخلاق، فبالنظر إلى مجتمعاتهم وبنظرة ثاقبة سنجد أن ثمة سلسلة طويلة من المشكلات تنخر مجتمعاتهم وبدلا من أن يصلحوا أنفسهم يهربون من إصلاح الذات، يهربون لإصلاح الغير. عالمنا معجون بالتناقضات يبحث عن الديمقراطية وإقرارها عند الآخر وهو يعيش حالة مستديمة من الديكتاتورية والتسلط، عالم يحارب الشمولية في حين أن القرارات التي يتخذها القطب الأقوى في العالم يريد أن يكرس نفسه، مصالحه، سياساته، علاقاته، أفكاره حتى مشاكله ويصدرها إلينا دون استثناء. والخلاصة.. لا بد للأنظمة من مراجعة سريعة وجادة لسياستها وعلاقتها، تحالفاتها وصداقاتها، وعلاقاتها حتى مع خصومها. لا بد للأنظمة أن تتصالح مع شعوبها ومؤسساتها ورجالات الثقافة والأدب والسياسة والأحزاب والاقتصاد والنقابات.. الخ.. مثل هؤلاء جميعا لا بد أن تتصالح والنقابات.. الخ.. مثل هؤلاء جميعا لا بد أن تتصالح وتصالح مواطنيها دونما استثناء، فالمشاكل الناتجة عن تأثير من الخارج مهما بلغت وكبرت فإنها تظل محدودة الخطر طالما كانت الجبهات الداخلية للدول مصانة وتمثل قلعة حصينة.. وهذا مجمل القول. |