الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 11:02 م - آخر تحديث: 10:57 م (57: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس - الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والثقافة والإعلام في المؤتمر الشعبي العام
المؤتمرنت- الأستاذ/ محمد حسين العيدروس -
مسئوليات العمل السياسي
يرتبط العمل السياسي في ممارسات غالبية رجال السياسة بكثير من المسئوليات والمهام، والتقاليد التي تستنفذ وقت، وجهد المسئول، بالقدر الذي يجعل الحياة اليومية لرجال السياسة شاقة، ومعقدة – خلافاً لما يتصوره من هم خارج هذا المجال.
إلا أننا حين نتأمل جيداً الدور المناط بالمسئول – أياً كان مركزه – نجده أوسع مما هو يحاصر نفسه فيه من واجبات مكتبية وممارسات روتينية، وتقاليد وظيفية غالباً ما تعزله عن محيطه المجتمعي الذي منحه ثقة رعاية مصالحه، وتدبير شئون أبنائه، وبالتالي فإن الفجوة بين الاثنين التي خلقتها ظروف العمل السياسي لن تكون في صالح ما كرّس له ذلك المسئول جهده ووقته، بقدر ما تتحول إلى عبء جديد يضاف إلى المسئوليات السياسية للدولة أو الحزب أو التكوين الذي ينضوي المسئول فيه.
وعلى هذا الأساس لا بد من توازن معقول في أداء المسئوليات، بحيث يتسنى للمسئول فرصاً مناسبة للاحتكاك المباشر بمحيطه الخارجي، ليتلمس بذلك هموم الناس، واحتياجاتهم، وتطلعاتهم، ويتعرف على أفكارهم، واتجاهات آرائهم من خلال مساحة رحبة من الحوار الشفاف، والنقاش الإيجابي، والتداول الموضوعي لمختلف القضايا الوطنية المهمة، ليُشكل حصيلة ذلك كله مساراً واضحاً للعمل، أو التخطيط، أو التفكير ؛ بما يجعلها أكثر واقعية، وإمكانية لتحقيقها.
أ عتقد أننا بحاجة مستمرة لمراجعة التجارب السياسية للأخ الرئيس علي عبد الله صالح - حفظه الله - منذ بداية عهده الميمون وحتى اليوم لاستخلاص الدروس، والعبرات، منها، وللوقوف على السر الذي جعل منه سياسياً فذاً، ومسئولاً ناجحاً، وإنساناً يحظى بحب شعبه وتقدير أبناء أمته.
فالأخ رئيس الجمهورية – ومنذ العام الأول لتوليه مسئولة حكم اليمن – أرسى تقليداً رائعاً لهذا الشهر الفضيل - شهر رمضان المبارك - وهو إ قامة الأمسيات الرمضانية بشكل يومي ودعوة شرائح وفئات مختلفة من أبناء شعبنا لحضورها، والمشاركة في نقاشاتها، وفسح المجال أمام كلٍّ منهم لطرح ما يدور في رأسه من هموم وطنية، أو وجهات نظر فكرية.. وغير ذلك.
ولا شك أن هذا النوع من التواصل مع الجماهير، جعله قريباً من نفوس أبناء شعبه، ومعاناتهم، واحتياجاتهم، وطبيعة فهمهم وتداولهم لمختلف القضايا التي هي موضوع اهتمامهم. وبناءً على تلك العلاقة الحميمة بين المسئول الأول في الدولة وبين الجماهير استطاع الأخ الرئيس صياغة قرارات سياسية، وخيارات واقعية وتحمل خصوصيات ظروفها – سواءً على الصعيد التنموي أو الوحدوي، أو الديمقراطي، وكذلك فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لليمن.
إذن فالعمل السياسي لا يعني بالضرورة العزلة الاجتماعية والثقافية؛ كما لا يمكن أن نقيس نجاح المسئول واجتهاده بعدد الساعات التي يقضيها فوق مكتبه، أو بين الأوراق والمعاملات وغيرها، فالإبداع الإنساني يتحقق عندما يتعاظم حجم الفائدة من المنتوج، وليس حجم العطاء فقط. فعندما يتخذ القرار لبناء مركز صحي في منطقة ما، ويتم تزويده بأحدث التقنيات فإن هذا المشروع سيكون أعظم إنجاز حين يأتي في موقع يتوسط عدة قرى محرومة من الرعاية الصحية، وبعده عن المدينة، لكن سيكون أقل قيمة حين يأتي وسط العاصمة، وهناك العديد أمثاله.
المسئول، أو رجل السياسة لا يفترض به أن تمنعه واجباته من استثمار هذا الشهر الكريم، أفضل استثمار بالعبادات والعمل ولينزل إلى الشارع، والأسواق فيتعرف عن كثب على حقيقة ما يرد إلى مسامعه، أو ما تنشره بعض وسائل الإعلام، وعليه مشاركة الناس حتى أنشطتهم الاجتماعية الخيرية، فيبذل العطاء لمساعدة المحتاجين، ورعاية الأيتام، وإفطار الصائمين وغيرها من الأنشطة المتأصلة بعقيدتنا الإسلامية، وتراثنا الثقافي، في اليمن.
أو علينا – أولاً وأخيراً – أن نقتدي بمعلم البشرية الأول سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، الذي - رغم عظمة الرسالة التي حملها للبشرية، وجسامة المسئوليات والأمانة التي أناطها سبحانه تعالى به، إلا أن ذلك لم يمنعه من العمل بالتجارة، ومن التصدق بالأموال لليتامى والمحتاجين، ومن مشاطرة أبناء أمته أفراحهم واتراحهم ومن مخالطة الفقراء والمثقفين والأغنياء دونما تكريس وقته لفئة دون سواها.
من تلك المدرسة يجب أن يستلهم السياسي المسئول أفضل قيمه وأخلاقياته المهنية، ومعاملاته الإنسانية ا لنبيلة انطلاقاً من حكمته العظمية عليه الصلاة والسلام، التي يوجه الأمة بها قائلاً: " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".
إن فرحتنا بهذا الشهر الكريم تتعاظم كثيراً لأنه حلّى علينا ضيفاً وقد سادت المودة والوئام بين جميع أبناء شعبنا ، وشاعت ثقافة العفو والتسامح بيننا، وتعززت وحدتنا الوطنية ، واليمنية ، وتبوء يمننا الغالي منازل التشريف والتقدير في المجتمع الدولي.. وهو أمر يستحق منّا جميعاً حمد الله وشكره سراً وجهاراً ، ليلاً ونهاراً .. والابتهال إليه دائماً بأن يديم فضله ونعمه ، وسلامه، ورحمته على هذا الشعب الطيب المكافح ، وهذا البلد الغالي.. وأن يعزز مودتنا وإخاءنا ووحدتنا للأبد.. وهو سميع الدعاء مجيب.
* * * * *

* الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والثقافة والإعلام في المؤتمر الشعبي العام








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024