الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 02:27 م - آخر تحديث: 01:54 ص (54: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - مُجدداً تعود بعض الجمعيات الموصوفة بـ"الخيرية" إلى حرفتها الموسمية، في تعليق "اليافطات"، وفرش "الكشايد" عند أبواب المساجد، وطرق أبواب الميسورين، وسرد بُكائياتها المعتادة على اليتامى والأرامل، والفقراء المعدمين...
المؤتمر نت - نزار العبادي -
جمعيــات التسوّل السياسي

مُجدداً تعود بعض الجمعيات الموصوفة بـ"الخيرية" إلى حرفتها الموسمية، في تعليق "اليافطات"، وفرش "الكشايد" عند أبواب المساجد، وطرق أبواب الميسورين، وسرد بُكائياتها المعتادة على اليتامى والأرامل، والفقراء المعدمين.

ومجدداً يعود أصحاب هذه الجمعيات بسياراتهم الفارهة، ومرافقيهم المدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية ليُحدّثوا الناس عن الملايين المتصارعة على براميل القمامة، والملايين المشردة في الطرقات، حتى ترتفع الأرقام بما يفوق سكان الصين الشعبية.. وكل ذلك من أجل أمرين: أولهما، إعادة ملء أرصدتهم المصرفية؛ وثانيهما قائم على حسابات سياسية يعتقدون أنها أفضل برامجهم السياسية لممارسة الديمقراطية، وإحراز نتائج إنتخابية منافسة.

حتماً أنهم سينفقون بعض ما يجمعونه من أموال فيما يعلنونه من مشاريع "خيرية"، لكنهم أيضاً سيصطحبون معهم كاميرات الفيديو لتلتقط مشاهِدَ لكادح مسكين وهو يفطر ببعض التمرات التي تصدّق بها تاجر محسن، ومشاهِدَ لسيدة وهي تتسلم "كسوة العيد" لإحدى بناتها، ثم لرجل عفيف وهو ينتشل قطعة لحم من "أضاحي العيد"..فتلك الأفلام ما تلبث أن تتحول إلى مشاريع تسول جديدة يُطاف بها على جاليات المغتربين في الولايات المتحدة، ودول الخليج، وعلى كل مؤسسة أو جهة تحظى بنشاط خيري لترتفع الأرصدة إلى الملايين ثم المليارات.

مجدداً تعود هذه الجمعيات لتتسول باسم كل الشعب – صغاره، وكباره، ذكوره، وإناثه – إلا أنها لن تفرق الصدقات سوى على من يحمل بطاقة العضوية الحزبية، أو من يتعهد بقسم قرآني باكتساب العضوية لاحقاً، وبالتصويت لمرشح حزب "اللحوم الانتخابية"! وسيّدعي الجميع أن كل ما يجري هو لوجه الله تعالى، وأنهم وحدهم الأتقياء المؤمنين، وما سواهم لصوص فاسدون، وأدعياء مأجورون للنيل من أبناء هذه الأمة.

ومجدداً يقف الجميع متفرجاً؛ فيما تصر هذه الجمعيات على رفضها الكشف عن حساباتها، وأنشطتها لأي جهة رسمية أو غير رسمية، فتلك بعض أسرار جمعيات التسول السياسي التي تفيق في كل مناسبة دينية في مختلف العواصم الإسلامية، لتلقي شبهاتها على الجمعيات الخيرية الحقيقية التي طالما كانت عوناً للفقراء والمساكين، ورافداً لكل نشاط خيري تكافلي في المجتمع الإسلامي.

لكن هناك أمر لا بد من الوقوف عليه اليوم وهو: لماذا نفهم دائماً العمل الخيري على أنه صدقات يتم إنفاقها في مأكل أو ملبس..!؟ هل في إطعام الفقراء طوال الشهر الفضيل وحرمانهم باقي العام حلاً لمشكلة اجتماعية..!؟ لمَ لا توجه هذه الجمعيات مواردها وجهودها في فتح مراكز تشغيل تستقطب الفقراء، وتدربهم على حرف بسيطة، ثم تدفع بهم إلى مشاغل ومصانع صغيرة للعمل، وكسب لقمة العيش بكرامة بدلاً من إذلالهم والمنّ عليهم بحبات تمر، أو بعض الدقيق، أو وصلة لحم، أو ثوب - مما بار سوقه، وعفا الزمن على موضته !؟

البلدان التي ترتفع فيها معدلات الفقر لن يجدي معها أسلوب تقديم الهبات للمحتاجين، لأن ذلك لا يتعدى أن يكون كمفعول قرص مسكن للألم لا يبدل من الحالة البيولوجية شيئاً، إذ أن من يهمه أمر الفقراء والمساكين ينبغي عليه المبادرة لإعادة تأهيلهم للحياة المهنية، وفتح مراكز التدريب لهم – رجالاً ونساءً – وتحويلهم إلى قوة منتجة تضاف إلى حسابات التنمية وليس تكريس بقائهم كقوة استهلاكية ضعيفة يتخذ من ظروفها ورقة سياسية للمواسم الانتخابية ولمناسبات المكايدات السياسية، ولتشويه سمعة بلده أمام الرأي العام الخارجي بتسويق صورة أبنائه كمتسولين يصطفون طوابيراً على براميل القمامة!

أليس غريباً أن تتخذ جمعيات تصف نفسها بـ"إسلامية" من التسول والذل شعاراً تباهي به أمة الإسلام أمام بقية الأمم..!؟ أليس في ذلك تكريساً لدوافع إذلال أبناء الأمة الإسلامية واستصغارهم بعيون من يضمرون لهم شراً..!؟
أم أن الحسابات الحزبية لدى هذه الجمعيات تتقدم على المُثل الدينية التي تتسول بشعاراتها على أبواب المساجد، وفي مختلف العواصم الإسلامية..!؟
ذلك سؤال ينبغي أن تفكر فيه كل جمعيات التسول السياسي في كل بقاع العالم الإسلامي..لا لشيء سوى لأجل عزة المسلمين!

[email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024