الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 08:22 ص - آخر تحديث: 01:54 ص (54: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - الأستاذ/ محمد حسين العيدروس
بقلم : الأستاذ/ محمد حسين العيدروس -
الحكمـَـــــــة اليَمانيـَّـــــة

من يتصفح التاريخ، ويتأمل فصوله المختلفة لن يجد فيه شعباً حضي بتكريم أرفع من ذلك الذي كرّم به سيّد البشرية "صلى الله عليه وسلم" شعب اليمن في حديثه الشريف: (الإيمان يمـان، والحكمة يمانيـة)!

ومع أن ما يقارب (1426) عاماً انقضى على ذلك التكريم النبوي، إلاَّ أن القيم التي غرستها مدرسة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) لا يُعرف لها أجلاً، وظلت حاضرة في سلوك الأمة على مّر السنين، إذْ أن الإيمان بها هو – بحد ذاته- إيمان بما أُنزِل على النبي من قول كريم، يؤكد الخالق في آية منه: (وما ينطق عن الهوى إنما هو إلا وحي يوحى).. ومن هنا تتعمق ثقتنا بأن الحكمة اليمانية، هي –اليوم- بعض ما يتأصل في تكوين شعبنا، وممارساته، وما يتدبر به شئون حياته اليومية، ويبنى عليه طموحاته المستقبلية.

فالحكمة اليمانية مثلت أساس ما نحن فيه من واقع آمن، ومتنامٍ ، في الوقت الذي كان تعطيلها سبباً للكثير من التصدعات والشروخ التي أصابت الحياة في اليمن في حقب تاريخية مختلفة.

وإذا ما تابعنا تجلياتها الحقيقية في عصرنا الحديث لوجدناها تنبض بكل معانيها في شخص الأخ الرئيس علي عبد الله صالح -حفظه الله- الذي مثل عهده السياسي انبعاثاً قوياً للحكمة اليمانية التي طالما ترسخت بها عراقة اليمن وشعبها على مرِّ حقب التاريخ.

إن الوضع السياسي الذي تسلم في ظله الأخ الرئيس مقاليد الحكم لم يكن غابياً على أحد بأنه كان زمناً من الانهيار والعنف، والفراغ السياسي الذي أودى بحياة العديد من رموز اليمن الوطنية، وتوقعت بعض القوى الوطنية أن يقوم الرئيس علي عبد الله صالح – حفظه الله- المُنتخب حديثاً بمواجهة الاختراقات والعنف بمزيد من العنف والردع المسلح، إلاَّ أن المفاجأة التي أذهلت الجميع هو أن رئيس الجمهورية ظل منشغلاً بالتفكير في إيجاد صيغ للمصالحة الوطنية، والتوفيق الفكري بين الرؤى السياسية، واعتماد الحوار الإيجابي البنّاء منطلقاً لتعزيز فرص الأمن والاستقرار الوطني، وهو ما تمخض عنه صياغة الميثاق الوطني ثم تأسيس المؤتمر الشعبي العام، الذي كان مظلة مختلف القوى الوطنية لممارسة عملها السياسي.

لقد ترجمت الحكمة اليمانية أوضح صورها عندما وضع الرئيس نصب عينيه تبني خيارات سياسية تحمل ظروف الواقع اليمني بما لا يجعلها مجرد شعارات أيديولوجية مما كان شائعاً تداوله لدى العديد من القوى السياسية على الصعيدين الوطني والعربي؛ متوخياً في ذلك عدم القفز فوق الخصوصيات اليمنية، فلم يكن ممكناً آنذاك الإدعاء بالنضال من أجل الوحدة العربية، بينما اليمن تعيش واقع تشطيري، أو اتخاذ القرار بالتحول نحو التعددية الحزبية، بينما تفتقر اليمن لأي تجارب ديمقراطية سابقة، وهناك تحريم نصي في دستورها للحزبية، كما رأى رئيس الجمهورية-حفظه الله- أن من غير المنطقي أن يتطلع أحد إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، دونما مد جسور الحوار بين قيادتي الشطرين، ومشابكة المصالح المشتركة وتنفيذ العديد من الخطوات العملية على أرض الواقع لخلق المناخ الملائم لأي اتفاق وحدوي.

بتلك الحكمة بدأ الأخ الرئيس علي عبد الله صالح يتعاطى مع الشأن السياسي اليمني، وهو الأمر الذي تسنى لليمن –بفضله- تعزيز وحدتها الوطنية، ثم بناء المداميك الأساسية لمشروعها الديمقراطي، وتوجيه الحركة التنموية، ومن ثم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وانطلاق اليمن إلى عهد الحداثة.

إن المتأمل في هذا المعهد الميمون لا يجد وصفاً أدق من "عهد الحكمة اليمانية" لإطلاقه عليه لأنه كان مليئاً بالسياسات الحكيمة، والمواقف الجريئة التي تؤكد التجارب المتلاحقة أنها كانت على قدر من الحكمة التي لا يمكن الوقوف عليها بغير بلد خصَّه معلم البشرية بالتكريم في حديثه " الإيمان يمـان، والحكمة يمانيـة".

كم هو رائع أن نستذكر تلك الحكمة التي تجلت في ردود الفعل السياسية على الاحتلال الارتيري لجزر أرخبيل حنيش.. فالضغوط التي واجهها الأخ الرئيس من بعض القوى الوطنية اليمنية للدخول بمواجهة عسكرية كانت هائلة جداً.. لكن الرؤية السلمية التي تبناها الأخ الرئيس من خلال الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية أثبتت - بشكل قاطع - مدى نبوغ حكمة قيادة اليمن السياسية في انتقاء الخيارات الصائبة في أكثر المواقف حرجاً وخطورة.

إن الحكمة اليمانية المتمثلة في قيادة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح ترجمت معانيها الصادقة في معاهدات ترسيم الحدود مع دول الجوار، بعد حوارات دافئة وحميمة عززت وشائج الأخوة بين اليمن والأشقاء، وكذلك في المساعي الحميدة التي دأبت قيادته على بذلها من أجل مصالحة الفصائل الصومالية مع بعضها، وترسيخ السلام الإقليمي، فضلاً عن الأدوار العديدة التي ظلت اليمن تبادر إليها مع العديد من البلدان الأفريقية سواءً لنزع بؤر الثورة أو لترسيخ الممارسات الديمقراطية والمصالح المشتركة على غرار "تجمع صنعاء" أو "مؤتمر مجالس الشورى وما يماثلها" الذي اتخذ مقراً له في صنعاء، الى جانب مبادراته لإصلاح آليات وأنظمة عمل الجامعة العربية والتي كان سبّاقاً في الدعوة إليها بفضل قراءاته الدقيقة للواقع، وما أوتي من نظرة ثاقبة في تقدير مَواضع الخلل ومقتضيات إصلاحه .

لقد غرس فخامة رئيس الجمهورية مفاهيماً سياسية سامية رفعت قواعد تجربة رائدة في خياراتها السياسية القائمة على مبادئ واضحة تعتمد على الواقعية، والبناء المرحلي المتوازن، وتنمية الديمقراطية والحريات بمزيد من الديمقراطية والحرية، واعتبار الحوار الإيجابي أسلوباً للبناء والتنمية الوطنية، وقاسماً لتذويب جميع الإشكاليات والخلافات، والنظر إلى التعاون وتبادل المصالح مع الدول الشقيقة والصديقة على أنه تعميقاً لفرص السلام، وتوثيقاً للحوار الحضاري بين الشعوب.

لا شك أن كل تلك المفاهيم، والقيم باتت جزء أصيل في معالم ما تعرف به اليوم السياسة اليمنية لدى المجتمع الدولي – مثلما هو حال القناعة التي ترسخت لدى أبناء شعبنا بأن الحكمة اليمانية ا لتي يتحلى بها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح هي صمام أمان اليمن، ووحدتها الوطنية واليمنية، وهي لا بد أن تكون موضع فخر واعتزاز كل اليمنيين الذي يدركون تماماً الفرق بين عهد وآخر، وبين ما تتمتع به شعوب العالم وما هو كائن من سلوك سياسي يترجمه الأخ الرئيس علي عبد الله صالح مع أبناء شعبه – من موقعه كأب حنون، وراعٍ أمين لمصالحهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والثقافة والإعلام بالمؤتمر الشعبي العام








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024