مبارك يحمل القضية السورية الى شيراك نشطت الحركة السياسية العربية أمس على خط الأزمة السورية اللبنانية بعد تصريحات نائب الرئيس السوري المنشق عبدالحليم خدام وطلب لجنة التحقيق الدولية لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، فعقدت قمة سعودية مصرية عاجلة في مطار جدة، أعلن بعدها التوافق على العمل “لتجنيب سوريا الضغوط الدولية من خلال التعاون مع لجنة التحقيق”، كما أعلن عن لقاء بين الرئيسين المصري حسني مبارك والفرنسي جاك شيراك في باريس اليوم. وأكدت سوريا تلقيها طلبا من لجنة التحقيق لاستجواب “مسؤولين سياسيين”، إلا أن مصادر سورية استبعدت موافقة دمشق على طلب اللجنة لقاء الأسد، فيما أشارت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قد يلتقي اللجنة في جنيف، في حين صرح رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري سابقا في لبنان رستم غزالة أنه “مستعد للاستقالة والاستشهاد إذا طلبت منه القيادة”، وقال إنه يرفض الرد على اتهامات خدّام له. واستقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس المصري حسني مبارك امس في مطار جدة، حيث عقدا اجتماعا خصص للأزمة السورية اللبنانية، والمطالب الدولية من دمشق. وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد التقاء وجهات نظر الرئيس المصري والعاهل السعودي على أن استجلاء الحقيقة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريرى هو ما يتفق مع الشرعية الدولية. وقال إن هذا الهدف يجب التعامل معه على نحو يضمن استمرار العلاقات السورية اللبنانية في مسارها الصحيح بما يعكس العلاقات التاريخية بين البلدين. وأشار إلى اتفاق زعيمي البلدين مبارك وعبدالله على ضرورة الحفاظ على سلام ووئام ووفاق الشعب اللبناني وتجنيب سوريا من خلال تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية كل شر ومكروه وأي ضغوط دولية. وأبلغت مصادر دبلوماسية مصرية “الخليج” أن الهدف الرئيسي من القمة هو التطورات الدراماتيكية التي يشهدها ملف الأزمة السورية اللبنانية. وأضاف المصدر ان “قمة مطار جدة” وضعت آليات محددة لتحرك دبلوماسي وسياسي عاجل على أعلى المستويات في البلدين للعمل على تطويق الأزمة، مشيراً إلى أن مصر تقدمت في هذا الإطار بعدة مقترحات ورؤى سياسية وافقت عليها السعودية. وقالت: إن الزعيمين تبادلا وجهات النظر حول السيناريوهات المحتملة لملف الأزمة السورية اللبنانية والخطوات، التي ينبغي القيام بها لمنع استغلال جريمة اغتيال الحريري لأغراض سياسية من أي أطراف دولية او إقليمية. إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيستقبل نظيره المصري اليوم. وقالت مصادر فرنسية إن الرئيسين سيبحثان الملف السوري اللبناني، إضافة إلى الأوضاع في العراق وفلسطين. |