جراحة جديدة لشارون في الدماغ تدهور الوضع الصحي الخطير لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون استدعى نقله إلى غرفة العمليات مجددا بعدما اكتشف الأطباء إصابته بنزيف جديد في الدماغ اليوم. وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي أن الأطباء فرغوا من إجراء العملية الجديدة التي كان الغرض منها وقف نزيف جديد نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الدماغ. وذلك بعد انتهاء الأطباء من إجراء أشعة مقطعية للدماغ. ومازال شارون موضوعا تحت التخدير منذ إجراء جراحة طويلة له أمس، قال الجراحون بعدها إنهم نجحوا خلالها في إيقاف نزيف الدماغ. وقال الأطباء بعدها إنهم سيبقون الأخير في حالة غيبوبة لمدة يومين إضافيين على الأقل في سبيل الحفاظ على حياته. وقال شموئيل شابيرا أحد الأطباء المشرفين على علاج شارون "نحن لا نجرؤ على محاولة إيقاظه من الغيبوبة قبل يوم الأحد"، مشددا على أهمية هذه الغيبوبة في إراحة دماغ شارون، وتمكينه من الحصول على الكمية اللازمة من الأوكسجين. وكان مدير المستشفى أكد للصحفيين أن الليلة الماضية مرت بالنسبة لشارون بدون تغيير، وأضاف "كل المؤشرات الحيوية التي نتحقق منها مثل ضغط الدم والضغط في الجمجمة كلها كانت مستقرة ومتطابقة مع المستويات المعتادة وهذا أمر إيجابي". وقد وصف أطباء شارون الذي يرقد بالعناية المركزة حالته أمس بالمستقرة وإن كانت صعبة، بعد أن نجح الأطباء بعملية استغرقت سبع ساعات في وقف النزيف بالدماغ. ولكن مراسل الجزيرة في فلسطين أفاد -نقلا عن مصادر طبية في مستشفى هداسا- بأن النزيف الدموي الذي تعرض له رئيس الوزراء الإسرائيلي أدى إلى أضرار كبيرة في دماغه. وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أفادت أمس بأن شارون يعاني من شلل نصفي في الجزء الأسفل من جسمه وأن حياته قد تكون في خطر. وقال وزير النقل الإسرائيلي مئير شتريت إن شارون "يصارع من أجل البقاء", بينما نسبت مراسلة الجزيرة إلى مصادر إسرائيلية قولها "إن شارون يحتاج إلى معجزة". وإزاء هذه التطورات قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز إنه قلق جدا على الحالة الصحية لشارون. أولمرت رئيسا للحكومة ومع استمرار حالة شارون الصعبة والتي أشارت التقديرات الطبية إلى أنه لن يكون قادرا على القيام بمهامه حتى وإن نجا من أزمته الحالية، فقد استمر القائم بأعمال الحكومة إيهود أولمرت في رئاسة الحكومة, بعد أن ترأس اجتماعا للحكومة قال فيه إن إسرائيل تعيش ظروفا صعبة, لكنه أكد أن "الحكومة تعمل وإسرائيل لا تزال تعمل". وينص القانون على أنه في حال عجز رئيس الوزراء عن تولي مهامه فإن نائبه يحل محله مدة 100 يوم, تحل الحكومة بعدها ويكلف الرئيس الإسرائيلي أحد أعضاء الكنيست تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين, مع إمكان تمديد المهلة أسبوعين إضافيين. من جهته أمر زعيم تكتل ليكود بنيامين نتنياهو وزراء حزبه الأربعة في الحكومة بإرجاء تقديم استقالاتهم إلى الأحد المقبل بسبب تدهور الوضع الصحي لشارون. تباين ردود الأفعال تدهور صحة أرييل شارون لاقت ردود أفعال متباينة (الفرنسية-أرشيف) وتوالت ردود الفعل على مرض رئيس الوزراء الإسرائيلي, ففي حين اعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن "الشرق الأوسط سيكون أفضل في غياب شارون", اتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكبار مسؤولي الحكومة الإسرائيلية وعبر لهم عن تمنياته لشارون بالشفاء. وفي واشنطن قال الرئيس الأميركي جورج بوش إنه يصلي من أجل سلامته, ووصفت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس شارون بأنه شخصية عظيمة في سياسة الشرق الأوسط. وفي إيران نقلت وكالة الأنباء الطلابية شبه الرسمية عن الرئيس محمود أحمدي نجاد قوله إنه "يأمل أن يكون خبر التحاق مجرم صبرا وشتيلا بسابقيه صحيحا", وهي تصريحات دفعت بالإدارة الأميركية إلى انتقادها. ووصف الناطق باسم الخارجية الأميركية شين مكورماك تصريحات نجاد بـ"المقيتة والكريهة. من فم رجل يلف نفسه في عباءة دين مسالم هو الإسلام". |