إيران تثير خوف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن

الثلاثاء, 10-يناير-2006

المؤتمرنت- إيلاف -
إيران تثير خوف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن
ارسلت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن خلال الايام الماضية رسائل "متشابهة" الى القادة الايرانيين تطالبهم بالعودة عن قرارهم باستئناف الانشطة النووية الحساسة، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين. وقال مسؤول كبير في الوزارة طالبا عدم ذكر اسمه "اقمنا تنسيقا وثيقا جدا مع الصينيين والروس والبريطانيين والفرنسيين لارسال رسائل متشابهة جدا للايرانيين".
واعلنت المانيا وفرنسا ورئيسة الاتحاد الاوروبي النمسا معارضتهم الواضحة للقرار الايراني وحثت واشنطن إيران على التمسك بالتزاماتها نحو تجميد تخصيب اليورانيوم او تواجه الاحالة الى مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات محتملة.
وطلبت الدول الخمس من طهران العودة عن قرارها باستئناف انشطة الابحاث النووية الحساسة و"العودة الى التفاوض بجدية". واضاف الدبلوماسي الاميركي ان "هذه الرسائل ارسلت الى الايرانيين في الايام الاخيرة الماضية" من دون ان يوضح رد طهران. واكد ان الامر لا يتعلق برسالة رسمية لمجلس الامن او اعلان موحد للدول الخمس التي تملك حق الفيتو وانما بـ "رسائل متشابهة".
واشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك من جهته الى ان الاختام التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول بعض المنشآت النووية الايرانية لم تتم ازالتها. وقال خلال مؤتمر صحافي "بحسب ما فهمت، ان الايرانيين لم يحطموا بعد اي ختم". واضاف "سنرى ما سيحصل خلال الايام او الاسابيع القادمة"، مشيرا الى ان الولايات المتحدة مستمرة في دعم الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الاتحاد الاوروبي ممثلا بالمانيا وبريطانيا وفرنسا من اجل اعادة طهران الى طاولة المفاوضات حول ملفها النووي.
وتابع ماكورماك "نعتقد، بالاستناد الى موقف ايران السابق، ان طهران ستجد نفسها في نهاية المطاف امام مجلس الامن الدولي". وقال "الا اننا نعمل بشكل وثيق جدا على الجبهة الدبلوماسية مع الاتحاد الاوروبي والروس وآخرين من اجل اتاحة الفرصة كاملة امام كل الخيارات الدبلوماسية".
وكان المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان قال في تصريح صحافي في وقت سابق ان الاسرة الدولية سبق وابلغت طهران ان "المرحلة المقبلة ستكون رفع ملفها الى مجلس الامن" في حال لم تحترم ايران التزاماتها الدولية. وكان يعلق على اعلان طهران الاثنين استئناف انشطة البحث حول انتاج الوقود النووي وتخصيب اليورانيوم.
ومن المقرر عقد لقاء بين طهران والترويكا الاوروبية في 18 من الشهر الجاري في فيينا.
إيران تقرر استئناف ابحاثها النووية
اكدت ايران انها ستستأنف يوم الاثنين ابحاث الوقود النووي مما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى التحذير من ان العالم بدأ صبره ينفد مع طهران في الخلاف بشأن برنامجها النووي.
وقال غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحافي صباح يوم الاثنين "ستستأنف إيران اليوم ابحاث الوقود النووي مثلما كان مقررا".وقال حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في مؤتمر صحفي اسبوعي يوم الاحد إن إيران ستستأنف العمل عندما تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة للاشراف على ازالة الاختام التي وضعتها قبل عامين.
ومع ذلك بحلول مساء الاثنين قال دبلوماسيون على صلة بالوكالة الدولية انه لا توجد انباء من مفتشين توضح بدء أي نشاط للتخصيب او اية اختام تمت ازالتها. وقال دبلوماسيون إنه إذا بدأت إيران بالفعل في استئناف الابحاث والتطوير النووي فان ذلك سيستدعي إلى ارسال تقرير إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية المكون من 35 دولة الذي سوف يقرر أن كان سيدعو إلى اجتماع طارئ لكل الاعضاء.
وسوف يقرر هذا الاجتماع بدوره أن كان سيحيل ايران إلى مجلس الامن الدولي الذي قد يفرض عقوبات.
وربما يشمل استئناف الابحاث والتطوير النووي تصنيع وتجميع اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم وهو الجزء الاكثر حساسية في دورة الوقود النووي. وقد تشمل أيضا اختبارات تخصيب على نطاق صغير لكن إيران لم تعلن الخطط التي تعتزم استئنافها.
وأعرب محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن نفاد صبره تجاه ايران في مقابلة مع محطة سكاي التلفزيونية تبث يوم الاثنين بالكامل "انني افقد صبري والمجتمع الدولي يفقد صبره. واصبحت مصداقية عملية التحقق على المحك وأود عند قدوم شهر مارس اذار موعد تقريري المقبل أن اكون قادرا على توضيح هذه القضايا". وقال "كل شخص يريد منا أن نوضح القضايا المتبقية وكل شخص يريد أن يرى نظاما يطمئن المجتمع الدولي بأن البرنامج الايراني هو للأغراض السلمية فقط. ولا يزال مع ذلك عدد من القضايا نبحث فيه".
ويشتبه الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في ان إيران تحاول تطوير أسلحة نووية لكن إيران تنفي ذلك بشدة وتقول انها تريد فقط توليد الكهرباء.
وقالت اورسولا بلاسنيك وزيرة خارجية النمسا التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا إن قرار إيران "الخطوة الخطأ في الاتجاه الخطأ ويسبب قلقا بالغا".
مع أن مستشار النمسا فولفجانج شوسيل قال إنه من السابق لاوانه مناقشة فرض العقوبات.
وتحاول كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا منذ أكثر من عامين اقناع إيران بالتخلى عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم في صنع وقود قنبلة ذرية. ويشتبه الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في أن إيران تحاول تطوير أسلحة نووية وهي تهمة تنفيها إيران بشدة.
وقال فرانك فالتر شتاينماير للصحفيين إن استئناف إيران للابحاث النووية "لا يمكن تركه دون عواقب. سنبحث هذا الامر مع زملائنا من فرنسا وبريطانيا العظمى هذا الاسبوع.. بحلول يوم الخميس على اقصى تقدير". وقال "سيكون هذا انتهاك للاتفاقات التي توصلنا إليها في باريس." مشيرا إلى اتفاق نوفمبر تشرين الثاني 2004 الذي وافقت ايران بموجبه على تجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم اثناء اجراء محادثات مع دول الاتحاد الاوروبي الثلاث.
وتؤيد واشنطن والاتحاد الاوروبي خطة طرحتها موسكو كي تخصب إيران اليورانيوم في روسيا وهو ما سيضمن تخصيب اليورانيوم إلى المستويات التي يمكن عندها استخدامه لتوليد الكهرباء فقط وليس لصنع قنابل نووية.
وانتهت المحادثات بين إيران وروسيا حول الاقتراح يوم الاحد دون اي تقدم لكن من المقرر أن تستأنف يوم 16 فبراير شباط. ورفض احمدي نجاد بشكل قاطع التخلي عن حق ايران في تخصيب اليورانيوم واثار مزيدا من عدم الثقة في الغرب بوصفه محارق النازي بأنها "اسطورة" ووصف اسرائيل بأنها "ورم" ينبغي "ازالته من على الارض".
ونقل التلفزيون الحكومي عن الزعيم الاعلى الايراني اية الله على خامنئي الذي له الكلمة العليا في مسائل الدولة قوله "ايران لن تتخلى أبدا عن حقها الشرعي في امتلاك التقنية النووية التي حصل عليها العلماء الايرانيون الشباب".