دول أوربية تمهد لعقوبات ضد إ يران

الخميس, 12-يناير-2006

المؤتمرنت- رويترز -
دول أوربية تمهد لعقوبات ضد إ يران
قال دبلوماسيون ان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيدعون لاحالة ملف ايران الى مجلس الامن بسبب برنامجها النووي خلال الاجتماع الذي يعتزمون عقده يوم الخميس في برلين.
وقالت الولايات المتحدة يوم الاربعاء ان "من المرجح الان أكثر من أي وقت مضى" احالة ايران الى مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات محتملة وانها ستسعى "لتغيير سلوك ايران" عبر القنوات الدبلوماسية.
واذا ما اتفق الوزراء على مثل هذه الخطوة فانها ستكون ايذانا بنهاية الجهود الدبلوماسية المستمرة منذ عامين ونصف من أكبر ثلاث دول بالاتحاد الاوروبي لاقناع الجهمورية الاسلامية بالتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يعتقدون انه يهدف الى انتاج وقود لصنع أسلحة نووية.
وتقول ايران انها لا تستهدف الا تطوير برنامج لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية.
وقال جيرنوت ايرلير نائب وزير الخارجية قال في حديث لصحيفة باساور نويه بريسه الالمانية نشر يوم الخميس ان "كل شيء يشير الى مجلس الامن.. يبدو انه لا يمكن تجنب ذلك اذا لم تقدم ايران تنازلات."
وقال دبلوماسي من الدول الثلاث الكبرى بالاتحاد الاوروبي ان الاجتماع يبدأ الساعة 1430 بتوقيت جرينتش وان خطة الاجتماع هي "الغاء واحالة" بمعنى انها ستنهي المحادثات مع ايران ما لم تعد بعدم بدء تخصيب اليورانيوم وستحيلها الى مجلس الامن الذي يمكن أن يبحث فرض عقوبات اقتصادية ضد طهران.
وأضاف الدبلوماسي "الجميع موافق على أننا وصلنا الى نقطة اللاعودة" في اشارة الى ما قال انه اجماع غير رسمي تم التوصل اليه بين الدول الاعضاء البالغ عددهم 25 في الاتحاد الاوروبي.
وأدى التوتر المتصاعد الى صعود اسعار النفط بصورة حادة مع تنامي المخاوف من ان ايران رابع اكبر مصدر للنفط في العالم قد تستخدم صادراتها من النفط كسلاح للرد على الغرب أو ان تضر العقوبات بالاستثمارات في حقول النفط الايرانية.
وارتفعت اسعار خام النفط الامريكي للعقود الآجلة باكثر من 50 سنتا لتسجل 64.54 دولار للبرميل بعدما صعدت يوم الاربعاء 57 سنتا حينما سجلت الاسعار أعلى مستوى لها منذ ثلاثة شهور حيث بلغ سعر البرميل 64.80 دولار.
وصعدت ايران من الازمة بشأن خططها النووية عندما بدأت فض أختام الامم المتحدة في منشات بحث تخصيب اليورانيوم يوم الثلاثاء وأعلنت انها ستستأنف قريبا جهود "البحث والتطوير" حول انتاج اليورانيوم المخصب.
وأثار هذا انتقادات غاضبة من واشنطن والاتحاد الاوروبي وحتى روسيا حليف ايران التي تقيم لها مفاعلا نوويا بتكلفة مليار دولار في بوشهر.
وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي تماما ولكن الدول الغربية لا تصدق هذا التأكيد.
وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الاربعاء انه يهدف الى التوصل الى اتفاق دولي لاحالة ايران الى مجلس الامن وقال "بعد هذا.. علينا أن نحدد الاجراءات الواجب اتخاذها ونحن بالطبع لا نستبعد أي اجراء على الاطلاق."
وبدأ صبر الاتحاد الاوروبي تجاه ايران ينفد قبل شهور. وقطعت الدول الثلاث الكبرى في الاتحاد الاوروبي المفاوضات مع ايران بعد أن استأنفت معالجة اليورانيوم في أغسطس اب ولكنها استأنفت المحادثات في الشهر الماضي.
وزاد الغضب الاوروبي حدة بعد أن دعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد مؤخرا الى "محو اسرائيل من على الخريطة" وشكك في مقتل ستة ملايين يهودي في محرقة اليهود.
وسينضم خافيير سولانا كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي الى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو ونظيرهما الفرنسي فيليب دوست بلازي في الاجتماع الذي يعقد في برلين.
وقالت كريستينا جالاتش المتحدثة باسم سولانا "الوضع خطير للغاية ويقدم لنا مبررا كبيرا للقلق. انتهكت ايران اتفاق باريس لعام 2004 مع الاتحاد الاوروبي الذي علقت بموجبه جزءا من برنامجها النووي."
وأضافت أن ايران لابد أن تعد بعدم بدء تخصيب اليورانيوم والا فانها تخاطر باحالة ملفها الى مجلس الامن.
وتابعت "قد يؤدي هذا الى عقوبات اقتصادية."
وارتفعت أسعار النفط الخام أكثر من دولار يوم الاربعاء في الوقت الذي ساور القلق المتعاملون من أن النزاع بشأن برنامج نيران النووي قد يؤدي الى احداث اضطرابات في امدادات النفط من رابع أكبر مصدر في العالم.
ويقول دبلوماسيون أوروبيون انهم يتوقعون من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الانعقاد في أوائل فبراير شباط لبحث احالة ايران الى مجلس الامن.
وهم يقولون ان اغلبية مطلقة في مجلس المحافظين بالوكالة المؤلف من 35 دولة يؤيد مثل هذه الخطوة ولكنهم يضيفون أن مسؤولي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة سيعملون على تحقيق أكبر قدر ممكن من الاجماع.