مظاهرات غاضبة تنددبالقصف الأميركي لقرية باكستانية تظاهر آلاف الباكستانيين الغاضبين في منطقة باجور القبلية اليوم احتجاجا على القصف الجوي الأميركي الذي استهدف ثلاثة منازل في قرية بالمنطقة وخلف 18 قتيلا معظمهم من النساء والأطفال. وشارك أكثر من ثمانية آلاف متظاهر يؤيدون مختلف القوى السياسية في مسيرة بمنطقة عنايت قلعة الواقعة على بعد ستة كلم عن قرية دام دولا التي استهدفها القصف الأميركي فجر الجمعة، وهم يرددون هتافات تندد بالولايات المتحدة وتعاون حكومة الرئيس برويز مشرف معها. ووصف النائب الإسلامي في البرلمان الباكستاني عن المنطقة صاحب زاده هارون الرشيد الغارة الأميركية بأنها "إرهاب مفتوح"، وأكد مخاطبا المتظاهرين أن الشعب سيواصل احتجاجاته السلمية للتنديد بمثل هذه الغارات، مشيرا إلى أن جميع الضحايا من أهالي المنطقة. وندد النائب الإسلامي بسياسة الرئيس مشرف التي قال إنها أدت إلى وقوع مثل هذه الحوادث، وطالب الحكومة بالتوقف عن دعم الولايات المتحدة التي تشن عمليات ضد تنظيم القاعدة وأنصاره في أفغانستان وباكستان منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان أواخر عام 2001. وقال مراسل الجزيرة في إسلام آباد إن تجمع الأحزاب الإسلامية المعارض -مجلس العمل الموحد- دعا إلى مظاهرات حاشدة في أنحاء باكستان للتنديد بالغارة الأميركية. أنباء متضاربة وقد تضاربت الأنباء بشأن سقوط عدد من القتلى الأجانب في الغارة الأميركية إلا أن مصادر أمنية باكستانية استبعدت أن يكون من بينهم الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وبينما أكد شهود عيان ومصادر باكستانية عدم وجود أجانب بين الضحايا، أشار آخرون إلى زيارة ما بين ثلاثة وأربعة أجانب قدموا إلى القرية من أفغانستان للاحتفال بعيد الأضحى. وقال وزير الداخلية الباكستاني إن عددا من الأجانب على ما يبدو لقوا مصرعهم جراء الغارة الجوية الأميركية. وأوضح أن "بعض الأشخاص ليسوا من السكان المحليين وقد كانوا على ما يبدو ضالعين في عمليات تخريب" دون أن يذكر تفاصيل أخرى. ونقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان بالمنطقة قولهم إنه تم انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض وهم ثماني نساء وخمسة أطفال وخمسة رجال, لكن جثث الرجال الخمسة اختفت من المكان عقب الحادث ولم يعثر عليها ولا يعرف إلى أين أخذت، وفق روايات شهود عيان أكدوا رؤيتهم جثتين لشخصين على الأقل ليسا من السكان المحليين. وقد قالت صحيفة ذي نيوز الباكستانية الناطقة بالإنجليزية اليوم إن القتلى دفنوا بعد جنازة جماعية تقدمها مولانا فقير محمد، وهو عالم دين مطلوب اعتقاله لإيواء أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء بالقاعدة. وذكرت مصادر استخباراتية باكستانية أنه تم أخذ الحمض النووي (DNA) لبعض الجثث لفحصها ومعرفة هويات القتلى. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن تلك المصادر قولها إن بعض الجثث تم نقلها بسرعة من مكان القصف عقب الغارة. ونقل مراسل الجزيرة في إسلام آباد عن سكان محليين قولهم إن عددا من عناصر الاستخبارات الباكستانية قدموا إلى المنطقة، وجمعوا بعض المعلومات قبل يوم من القصف الأميركي. وفي هذا السياق قال مصدر استخباراتي باكستاني لوكالة رويترز إن مسؤولين أميركيين أبلغوه أن الأمر صدر بهذا الهجوم استنادا لمعلومات بأن الظواهري وزعيم حركة طالبان الملا محمد عمر دعيا إلى مأدبة عشاء بمناسبة عيد الأضحى. وأشار مسؤول مخابرات آخر إلى أن أربع طائرات أميركية أطلقت أربعة صواريخ فدمرت ثلاثة منازل في القرية المقابلة لولاية كونر الأفغانية. تحقيق باكستاني في هذه الأثناء مازالت إسلام آباد تحقق في معلومات أفادت بأن الظواهري قتل خلال الغارة الجوية الأميركية التي استخدمت فيها طائرات بلا طيار من نوع بريديتر مزودة بصواريخ. وأوضح الجنرال شوكت سلطان المتحدث باسم الرئيس برويز مشرف أن السلطات تجري تحقيقا "ولسنا في وضع الآن يمكننا من قول نعم أم لا". وفي تصريح مماثل قال وزير الإعلام شيخ رشيد أحمد "تحقيقاتنا ما زالت تجرى. لا أستطيع تأكيد أي شيء". يأتي ذلك بعد أن أوردت محطات تلفزة أميركية أن الظواهري يمكن أن يكون في عداد قتلى سقطوا بالغارة التي شنت على قرية بمنطقة باجور القبلية. ونقلت CNN وABC عن مصادر عسكرية أميركية قولها إن الغارة الجوية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص هم "أعضاء رفيعو المستوى في القاعدة". |