بهران: بإمكان العالم الثالث الاستفادة من خدمات الطاقة النووية أكد البروفيسور العلمي المتخصص في الطاقة النووية إمكانية استفادة دول العالم الثالث من خدمات الطاقة النووية (خاصة تلك الدول التي ليس لديها مصادر تقليدية كافية لتوليد الطاقة). وقال البروفيسور مصطفى بهران –مستشار رئيس الجمهورية للطاقة الذرية لـ"المؤتمرنت" (إن الطاقة النووية أصبحت منافساً قوياً لمصادر الطاقة التقليدية، فالصين تسعى لإنتاج ما يوازي (40 جيجا وات) من الكهرباء خلال العشرين السنة القادمة من خلال استخدام الطاقة النووية، في حين أن الهند بصدد إنشاء (8) محطات ذرية جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية، كما أن أوروبا منذ السبعينيات –ولأول مرة- تبني مفاعل لبناء الطاقة في فلندا بعد إن كانت عملية البناء توقفت لأكثر من عشرين سنة، وبناءً عليه فمن الطبيعي أن تتوجه دول العالم الثالث لدراسة مساهمة التكنولوجيا السلمية للطاقة الذرية في خدمة برامجها التنموية المستدامة، وخاصة تلك الدول التي ليس لديها مصادر تقليدية كافية لتوليد الطاقة). وأضاف بهران: (لا يختلف اثنان على أن التنمية لا يمكن أن تقوم إلا بوجود مصادر كافية للطاقة، واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية هي مصدر متاح لكل البشرية، أما فيما يتعلق من الناحية العملية في إمكانية تحقيق ذلك في العالم الثالث، فهو ممكن وخاصة فيما يتعلق بالتصاميم الجديدة، وعلى وجه الخصوص الجيل الثالث والرابع من المحطات الذرية لإنتاج الكهرباء، فبعد حادثة "تشرنوبل" أصبح هناك تصاميم لمفاعل سليمة وغير قابلة للانفجار، وأيضاً غير قابلة للاستخدام لأغراض غير سلمية). وتابع مستشار رئيس الجمهورية قائلاً : (أما الذي يجعل هذا الأمر أكثر سهولةً فهو أن بناء المحطات لا يتطلب بالضرورة تقنية متقدمة جداً في البلد المعين، إذْ من الممكن وبشكل استثماري، ومن خلال شركات ذات خبرة- وفي الغرب على وجه التحديد- أن يتم بناء هذه المحطات على أن تشتري الدول المعنية الطاقة من هذه المحطات، أي أن الموضوع هو استثماري ومربح للشركات وللدولة المعنية). مؤكداً أن هذا (لا يعني أن الأمر يمكن أن يتم بعجالة، ولكنه قابل للتنفيذ). وقال: (العالم يتجه اليوم إلى قضية الاستفادة من الطاقة النووية، لتغطية الحاجات البشرية، وذلك يأتي من أن الطاقة النووية أصبحت منافساً اقتصادياً، وهي المصدر الوحيد لقدرة هائلة. وفي ذات الوقت صديقة البيئة، إذْ أنها لا تنتج ما نسميه بالغازات الدفيئة "ثاني أكسيد الكربون وغيره"، والتي تسببت في الخراب البيئي والذي من أهم علاماته الانحباس الحراري والذي يظهر على ظواهر الطقس الحادة التي نلمسها في السنوات الأخيرة) |